ترصد "البوابة نيوز" دور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر المجيدة، في عيدها ال 46، حيث نجح مقاتلو السلاح تحديد إمكانات العدو الإسرائيلي وحجم القوات الجوية لديهم، وما صلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور. وقامت إسرائيل بتسليح قواتها بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، وتعاقدت مع الولاياتالمتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك، حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى "600" طائرة أنواع مختلفة، كما توفر الوقت والإمكانات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف في 1967 وذلك بالإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف. وتجسدت بطولات قوات الدفاع الجوي، في التصدي لهذه الطائرات فقام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة، وخلال شهر أبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970. كما استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج، ما أجبر إسرائيل على قبول "مبادرة روجررز"، لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدء رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة. وبمجرد وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة "سام - 3 البتشورا "، وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971. وأدخلت قوات الدفاع الجوي منظومات حديثة من الصواريخ "سام-2، سام-6 " لاستكمال بناء حائط الصواريخ استعدادًا لحرب التحرير، وكانت مهمتها بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية. وفي اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالي بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6 و7 أكتوبر، وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ونجحت في إسقاط أكثر من 25 طائرة إضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كيلو مترًا. وفي صباح يوم 7 أكتوبر 1973، قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الأيام الثلاث الأولى من الحرب فقد العدو الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه. وشهدت حرب أكتوبر المجيدة، الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي، ما دفع "موشى ديان"، إلى الاعتراف في رابع أيام القتال بالمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن ثمة مشكلة أخرى تواجه طيرانهم فهم عاجزين عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، قائلًا:"القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها".