قال الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي: إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهي، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث . وأضاف التراس في كلمته بمناسبة العيد ال 44 للقوات الدفاع الجوي، أنه يكتفي أي منا أن يذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور، فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولاياتالمتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى "600" طائرة أنواع مختلفة، حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف في عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف، ومن هنا كان يجب علي قوات الدفاع الجوي التصدي لهذه الطائرات، حيث قام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من "12" طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج ، مما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة "روجررز"، لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدء رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة. وأكد قائد قوات الدفاع الجوي، أنه تم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة "سام - 3 البتشورا "، وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي فى حرمان العدو من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ " سام-2 ، سام-6 " لاستكمال بناء حائط الصواريخ استعدادا لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية، وفى اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليليتي 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من "25ط طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كيلومتر ، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل "موشى ديان" يعلن في رابع أيام القتال في تحديده للمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية، وثمة مشكلة أخرى تواجه طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، حسب قوله، وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر، أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها .