الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هذه الأنشطة لا تخضع لمواعيد الغلق في التوقيت الصيفي 2024    المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل مروعة عن المقابر الجماعية في غزة    موعد مباراة ليفربول المقبلة في الدوري الإنجليزي بعد الخسارة أمام إيفرتون    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    الأرصاد تعلن موعد انكسار الموجة الحارة وتكشف عن سقوط أمطار اليوم على عدة مناطق (فيديو)    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أشرف زكى وريهام عبد الغفور ومحمد رياض وخالد جلال في حفل تكريم أشرف عبد الغفور| صور    سيارة تتراجع 210 آلاف جنيه مرة واحدة.. تعرف عليها    توقعات ميتا المخيبة للآمال تضغط على سعر أسهمها    تعديل موعد مباراة الزمالك وشبيبة سكيكدة الجزائري في بطولة أفريقيا لكرة اليد    مستشار الأمن القومي الأمريكي: روسيا تطور قمرا صناعيا يحمل جهازا نوويا    طلاب مدرسة أمريكية يتهمون الإدارة بفرض رقابة على الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بالمنيا.. صور    روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استمرار القتال    بعد ارتفاعها الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    بعثة الزمالك تسافر إلى غانا اليوم على متن طائرة خاصة استعدادًا لمباراة دريمز    بعد الصعود للمحترفين.. شمس المنصورة تشرق من جديد    واشنطن تعلن التصدي لصاروخ حوثي يستهدف على الأرجح سفينة ترفع العلم الأمريكي    السيناريست مدحت العدل يشيد بمسلسل "الحشاشين"    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" المثيرة للجدل برقم خيالي في مزاد    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    اجتياح رفح.. كيف ردت مصر على مزاعم إسرائيل بخرق اتفاقية السلام؟    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمليات العسكرية .. من هزيمة 5 يونيو إلي حرب الاستنزاف
نشر في محيط يوم 05 - 06 - 2016

تحمل الجيش المصري تبعات هزيمة 5 يونيو 1967 التى تحل ذكراها اليوم الاحد بكل شجاعة وإصرار علي تحويل تلك النكسة إلي انتصار والثأر من العدو وإزالة آثار تلك النكبة، ولم تكد تمر أيام علي تلك الكارثة العسكرية والتي أكد معظم الخبراء العسكريين أن الجيش يحتاج إلي سنوات حتى يقف علي قدميه مرة أخري حتى بدأ مشوار إزالة آثار ذلك العدوان ورد الكرامة والأرض وتحول الجيش من الصمود أمام غرور العدو الإسرائيلي وتكبره وتفوقه الي الدفاع النشط خلال مرحلة حرب الاستنزاف التي شهدت بطولات وعمليات عسكرية كبدت العدو خسائر من الجنود والضباط والمعدات جعلته يشهد للقوات المصرية بالكفاءة والشجاعة بل والتفوق العسكري وبشهادتهم كما نشرت احدي المجلات العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وكانت حرب الاستنزاف هي مفتاح النصر في أكتوبر العظيم حيث خاضت فيها القوات المسلحة معارك حقيقية كشفت فيها نقاط قوة العدو ونقاط ضعفه، تجرأت علي قواته وجربت أساليبه وخططه علي أرض الواقع، حتى كان النصر العظيم في 6 أكتوبر1973(تقرير لصحيفة الجمهورية المصرية، 4/10/2009) و رغم صدور قرار مجلس الأمن 236 يوم 11 يونيو 1967، الذي نص على إدانة أي تحرك للقوات العسكرية المصرية بعد 10 يونيو،( محمد جمال المظلوم، يوميات حرب 1967، الجزيرة نت، 4/6/2007) إلا أن الجيش المصري لم يستسلم واستمر في عملياته العسكرية التي سيتم التطرق إليها في هذا الجزء وذلك علي النحو التالي:
حرب الاستنزاف (1967م-1972م)
أدت هزيمة العرب في حرب 67 إلى جلاء الجيش المصري عن سيناء وتحشده على الضفة الغربية للقناة، وتوقف إطلاق النار بعد ستة أيام من اندلاع الحرب، وأصدرت القيادة العسكرية المصرية توجيهات قبل أن ينتهي شهر يونيو 1967 أكدت فيها أن مرحلة إعادة التنظيم بنيت على أساس عزيمة وإيمان المقاتل في الجيش المصري وقدراته على القتال.
سارعت القوات المسلحة المصرية على امتداد الجبهة بتنظيم الدفاعات بما تيسر لها من إمكانيات، لا تزيد عن 100 دبابة و150 مدفعاً، وفي يوم 10 يونيو 1967، أخذت القوات المسلحة المصرية في التزايد من خلال المساعدات من الدول العربية والصديقة، التي سارعت بإرسال أسلحة ومعدات، إلى جانب تنفيذ الاتحاد السوفيتي لبعض عقود صفقات أسلحة قديمة، لتصل كفاءة القوات المسلحة إلى حوالي 50% من الكفاءة المقررة لها في نهاية عام 1967، كما أن التصالح العربي في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، ساعد على سحب القوات المصرية من اليمن لتتولى مسؤوليتها الوطنية على الجبهة.
بدايات حرب الاستنزاف
بدأت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية شرق قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك حسين، قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
ولم تؤد الحرب إلى أي تغييرات في خطوط وقف إطلاق النار، ولم تنجح المساعي الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية؛ بسبب التعنت الإسرائيلي، وإنما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد ثلاث سنوات.
وانطلقت حرب الاستنزاف من رؤية مفادها انه إذا كانت مصر ستخوض معركة لتحرير أرضها واستعادة كبريائها فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي السوبر قبل أن تترسخ في عقول المقاتلين المصريين، ولتحقيق هذا الهدف رأي المقاتلون المصريون أنه من الضروري أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق قناة السويس، وأن سقوط قتلى وجرح وأسرى في صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو 1967.
وتضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الأطلنطي، وكان من أهم منجزاتها معركة رأس العش وعملية إيلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش الذي أسمته إسرائيل إيلات بعد احتلاله حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
مراحل حرب الإستنزاف
بدأت مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها اسم "مرحلة الصمود"، انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة الدفاع النشط، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف لتصل الحرب إلى ذروتها في عام 1973، ومرحلة الصمود، كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968.
أما مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة؛ فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرًا من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
وتصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها "الاستنزاف"، أو مرحلة "التحدي والردع"، وذلك من خلال عبور بعض القوات، والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات لإقناعها بأنه لابد من دفع الثمن غاليًا للبقاء في سيناء، وفي نفس الوقت تطعيم الجيش المصري عمليًا ومعنويًا للمعركة، واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.
مرحلة الصمود
اشتملت هذه المرحلة على بعض العمليات العسكرية المهمة، التي كان لها تأثير كبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي نستعرضها فيما يلي:
معركة رأس العش
هي أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة جيش إسرائيل في عام 1967، وانتصر المصريون في المواجهة الأمر الذي كان له أثرا بالغا في نفوس الجنود المصريين، وكانت تمثل أيضا علامة بارزة من علامات مرحلة الصمود التي وقعت في أعقاب حرب يونيو.
أحداث المعركة
في الساعات الأولى من صباح 1 يوليو 1967 ، وبعد ثلاثة أسابيع من النكسة ، تقدمت قوة مدرعة إسرائيلية من القنطرة شرق في اتجاه الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الضفة الشرقية لقناة السويس كان الهدف احتلال بور فؤاد، التي كانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء عمليات حرب يونيو 1967 ، وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي ، قام مقاتلي الصاعقة آنذاك وكان عددهم ثلاثين من الكتيبة «43» بعمل خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية المتقدمة والتي شملت ثلاث دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف جنزير، وقامت بالهجوم على قوة الصاعقة التي تشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معادية.
وُضِعت خطة محكمة من قبل الجيش المصري لاقتناص المدرّعات الإسرائيلية، واتخذ الكل أدواره ومواقعه ، وظهرت بوادر المدرعات الإسرائيلية، وفجأة، انفجر اللغم الأرضي في مقدمة الموكب الإسرائيلي، وانفجر آخر في مؤخرة الموكب الإسرائيلي، وانفجر الغضب المصري بشراسة عنيفة في وجه الإسرائيليين الذين أصبحوا في وضع صعب للغاية، وذُعِرَ الإسرائيليون في مواجهة الجيش المصري
نتائج المعركة
عاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف جنزير بالإضافة لخسائر بشرية من جانب القوات الإسرائيلية التي اضطرت للانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973.
معركة رأس العش
وعن نتائج المعركة أشار اللواء محيي نوح احد قادة الصاعقة في حرب أكتوبر أن معركة رأس العش منعت العدو من المطالبة بإعادة تشغيل قناة السويس وتدمير موقع لسان التمساح وقتل حوالي 40 إسرائيليا ردا على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، كما أكد اللواء عبدالمنعم سعيد، محافظ جنوب سيناء الأسبق، أن رأس العش كانت من أهم المعارك التي وقعت على أرض سيناء في الفترة من هزيمة يونيو 1967 حتى انتصار أكتوبر 1973، لأنها كانت بمثابة عودة الروح للمقاتل المصري وعاملا كبيرا في استعادة الجنود الثقة بأنفسهم.
إضافة إلي أنها مهدت لحرب الاستنزاف التي أكد أنها لم تكن تتم بالقرب من الشاطئ الشرقي لقناة السويس فقط، وإنما كانت تتوغل في داخل سيناء، حيث وصل الجنود في بعض العمليات إلى مدينة العريش، بالتعاون مع بدو المنطقة، وتمكن بعضهم من تدمير حقل بترول بلاعيم حتى تُحرم إسرائيل من الاستفادة منه.
وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي بعد معركة "رأس العش"، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليو 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس، في مناطق: القنطرة، وكبريت، والشط، وبور توفيق؛ لإبراز سيطرتها على القناة؛ إلا أن القوات المصرية تصدت لها في البر والبحر والجو؛ ما أدى إلى إفشال جميع المحاولات، وأصيب لإسرائيل ثمان طائرات، وثمانية زوارق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد، وكانت خسائر القوات المصرية: 25 شهيدًا، و108 جرحى، وثلاث طائرات، وزورقان بحريان.
معارك القوات الجوية: خلال يومي 14 و15 يوليو 1967
نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها، وهو ما أدي الي زيادة الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
معارك المدفعية
كانت عبارة عن اشتباك كبير ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، وتمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى 9 دبابات مدمرة، فضلاً عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتي لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيلاً و300 جريح، منهم ضابطان برتبة كبيرة.
إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية (إيلات)
شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية.
كان دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، بمثابة استفزاز للجيش المصري، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات.
وفي يوم 21 أكتوبر 1967، تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وكانت هذه المعركة بمثابة أول استخدام لصواريخ "سطح سطح"، ونتج عنها خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح؛ الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن القتلى والغرقى، في منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.
واستمر تبادل ردود الأفعال بين الجانبين ، فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة "ايلات"؛ أي، في 24 أكتوبر 1967، وجهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة ضد مدن القناة ومصانعها وضد المدنيين، وبطبيعة الحال كان رد القوات المصرية الفوري عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيراني، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيرًا من الخسائر، خاصة في الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.
وفي 3 يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة، فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلا أن القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه ؛ ما اضطر طاقم الزورق إلى العودة، ثم جرت محاولة مرة أخرى قبل ظهر اليوم نفسه وفشلت للمرة الثانية، وعند ذلك تصاعدت الاشتباكات على ضفتي القناة وشملت الجبهة كلها.
وقد انتقلت ردود الفعل كذلك إلى الجانب الإسرائيلي، في نهاية مرحلة الصمود في يونيو 1968، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الدوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة وبمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة وغير متوقعة، مع نجاح معظمها في تحقيق نتائج جيدة من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة، فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية في العمق المصري، مع تصيعدها للقصف المدفعي والدبابات، والتي شملت أحيانًا مواجهة الجبهة بالكامل واستمر الحال على هذا المنوال طوال مرحلة الصمود، التي استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، في حرب طويلة ثابتة لم يتعودوا عليها.
مرحلة المواجهة
يعد يوم 8 سبتمبر 1968، نقطة تحول الرئيسية في تنشيط الجبهة؛ فكان هذا اليوم بداية مرحلة الدفاع النشط، التي أرادت مصر أن تبدأها بقوة، وتصيب فيها القوات الإسرائيلية بأكبر قدر من الخسائر. وقد شملت أعمال قتال هذا اليوم على قصفات مدفعية مدبرة، وتحت ستارها تدفع دوريات قتال على طول الجبهة. وقد خطط لهذا القصف أن يشمل جميع الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة حتى عمق 20 كيلومترا.
قررت قيادة القوات المصرية، توسيع نطاق نشاطها ضد العدو الإسرائيلي، في السواحل والموانئ، منذ شهر سبتمبر ونوفمبر 1969 فقامت بالآتي :
الرد المصري على العملية الإسرائيلية، في أبو الدرج
بعد أن قام العدو الإسرائيلي بعملية تليفزيونية ، وصور دقائقها ووزعها على معظم المحطات العالمية،حيث قام بإنزال سرية دبابات في منطقة أبو الدرج، على ساحل البحر الأحمر، اتجهت جنوباً إلى الزعفرانة، مدمرة كل الأهداف والسيارات المدنية التي اعترضت طريقها، مستغلة خلوّ المنطقة تماماً من أية قوات عسكرية، وكان الرد المصري على هذه العملية حاسماً، حيث نُفذت أول هجمة جوية منظمة، منذ حرب يونيو 67، بقوة ستين طائرة، اختيرت لها أهدافا في العمق البعيد، حتى تفاجأ القوات الإسرائيلية في تلك المناطق.
ونفذت الطائرات ضربتها بقوة وحسم، ظهر يوم 11 سبتمبر 1969، وعادت جميعها سالمة. ثم أغارت وحدة خاصة على موقع منعزل بمنطقة مصفق (85 كم شرق القناة على الطريق الساحلي). ودمرته وقتلت كل من فيه، وبمرور الأيام، وتصاعد أعمال الاستنزاف، كان عود المقاتل المصري يشتد، والحاجز النفسي يتحطم. وقد انعكس ذلك على أعمال قتال الربع الأخير من عام 1969، حيث كان ساحلي البحر الأحمر وخليج السويس (الشرقي والغربي) هما مسرح العمليات، لمعظم الأعمال القتالية.
وقد افتتحت القوات الخاصة المصرية أول أيام شهر أكتوبر 1969، بعملية كبري للرد على إنزال العدو في الزعفرانة، فقد قامت قوة من المجموعة 39 عمليات خاصة، بحراً وجواً، في منطقة رأس ملعب، وتقدمت على الطريق الساحلي في هذه المنطقة، حتى رأس مطارمة، ونسفت جميع الأهداف العسكرية، ثم نسفت الطريق نفسه، ووضعت ألغاماً وشراكاً خداعية في بعض المناطق، وعادت سالمة، وقد انفجرت هذه الألغام في القوات الإسرائيلية، التي هرعت للنجدة، بعد انسحاب القوة.
وفي ليلة 3/4 أكتوبر، وقع هجوم على النقطة القوية في "الدفرسوار"، وفيها تكبد العدو خسائر كبيرة، من خلال قتال متلاحم، وصفه "زيف تشيف" في كتابه، بأنه "كان قتالاً يداً بيد"، ولم يكن العدو صامتاً خلال هذا الشهر، ولكن كرر محاولاته في البحر الأحمر، من خلال عمليات محدودة على هيئة إغارات وكمائن، في أبو الدرج ورأس شقير، لم يكن لها تأثير يذكر.
عملية قصف منطقتي «بالوظة ورمانة» ليلة 8 9 نوفمبر 1969
كان للقوات الإسرائيلية على الساحل الشمالي لسيناء موقعان، أحدهما لتجمعات إدارية في منطقة رمانة، والثاني موقع صواريخ هوك في بالوظة، وتجمعات شؤون إدارية في شرقي بورسعيد بحوالي 40 كيلومتراً، وصدرت التعليمات بتدميرهما، بوساطة المدمرتين الناصر ودمياط، بالتعاون مع لنشات الطوربيد والصواريخ.
فكرة العملية
ارتكزت فكرة العملية على أساس أن تغادر المدمرتان ميناء الإسكندرية، لكي تكونا أمام فنار البرلس عند الغروب، ثم يستكملان إبحارهما شرقاً حيث تلتقيان أمام بورسعيد بمجموعة من لنشات الطوربيد والصواريخ، التي ستقوم بواجب الحراسة، ثم يستكمل التشكيل إبحاره شرقاً للوصول إلى الموقع في الساعة الحادية عشرة، مساءً يوم التنفيذ، ثم يبدأ فوج المدفعية الساحلية المتمركزة في قاعدة بورسعيد، في ضرب الموقع الإسرائيلي شرق بور فؤاد، حتى يتيقن الإسرائيليون من أن الضرب يأتيهم من اتجاه بورسعيد، وفي ذلك الوقت تكون المدمرات قد وصلت موقع ضرب منطقتي رمانة وبالوظة، وكانت السّرية والخداع هما العاملان الرئيسيان لنجاح العملية.
تمت العملية طبقاً للمخطط تماماً، وبدأت رحلة العودة إلى الإسكندرية، ولكن بعد خمس دقائق ظهر هدف جوي، يحوم فوق المدمرات، تبين أنها طائرة استطلاع إسرائيلية، وكان ذلك يشير إلى توقع هجوم جوي على المدمرتين، وبعد حوالي ربع ساعة ظهرت الطائرات الإسرائيلية، من نوع فانتوم وسكاي هوك فوق المدمرتين، وتمكنت المدمرة "دمياط" من تفادي الهجوم الجوي، وكذلك لنشات الطوربيد والصواريخ بفضل صغر حجمها وسرعتها العالية، حيث تمكنت من دخول بورسعيد، أما المدمرة "الناصر".
فقد كانت هدفاً للهجوم الجوي المكثف للقاذفات المقاتلة الإسرائيلية من كل اتجاه، واشتبكت مدفعيتها مع الطائرات المغيرة، وعلى الرغم من استمرار محاولات الهجوم عليها، إلاّ أنها استطاعت أن تصل ميناء الإسكندرية سالمة. أما المواقع الإسرائيلية في رمانة وبالوظة، فقد ظلت مشتعلة لعدة ساعات متواصلة
تدمير وإغراق الحفار كينتينج
حاول الإسرائيليين عقب حرب 1967 تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري فقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين ، إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر.
وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت، وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقضي بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
وتم التخطيط لهذه العملية وبعد تأكد جهاز المخابرات من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة, وتمت متابعة ، وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 والذي تزامن مع مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة .
قامت جماعات الضفادع البشرية باستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي وقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وتم تنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال ، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع في طريق عودتهم إلى القاهرة.
أسبوع تساقط الفانتوم
أسبوع تساقط الفانتوم، هو أسبوع بدأ من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970، لأنه في أواخر 1969 تم تزويد إسرائيل بطائرة أمريكية حديثة، وكانت أول طائرة تستخدم أنظمة الحرب الإلكترونية، بتجهيزات الكترونية حديثه جداً، من حواسيب ورادارات لأغراض متعدده وأجهزة استشعار للصواريخ المعادية المنطلقة بتجاهه الطائرة مما يسمح للطيار بأخذ مناورة حادة مما يفجر الصاروخ وهو يطارد الطائرة.
وبعدها قام رجال الدفاع الجوي بإنشاء حائط الصواريخ الحصين، تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات، فانتوم، سكاى هوك، ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية أثناء حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى، اعتبارا من 30 يونيو وخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز، فانتوم، سكاى هوك، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وتوالت بعده انتصارات رجال الدفاع الجوى المصري.
مرحلة حرب الاستنزاف (العمل التعرضي)، الفترة من يناير 1970 8 أغسطس 1970
في هذه المرحلة توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية، وتسابقت الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، وقد نُفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق (الطور وإيلات)، وكانت جميع الكمائن ناجحة تماماً، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، وكان من بين هذه الكمائن ما يلي:
كمين الشط (11 فبراير 1970)
من أهم الكمائن، التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، وهو كمين نهاري قامت به الفرقة 19 مشاة، في منطقة شمال الشط، يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فرداً، وأسر فردين.
كمين شرق الدفرسوار (25 مارس 1970)
تمكن كمين مكون من اللواء 117 مشاة، من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير، وقتل وجرح 15 فرداً، في منطقة شرق الدفرسوار.
كمين السبت الحزين (30 مايو 1970)
في 30 مايو 1970، نُفِّذ هذا الكمين في منطقة رقبة الوزة (شمال القنطرة حتى جنوب بورسعيد) وقد خُطط للثأر لأطفال بحر البقر، واشتركت فيه مجموعة قتال مكونة من اللواء 135 مشاة، ومجموعة قتال من الكتيبة 83 صاعقة. وحددت قيادة موحدة للقوتين وقد عبرت هذه القوات ليلاً، واحتلت مواقعها لاصطياد مجموعات الإجازات للجنود الإسرائيليين، التي تحرسها قوات مقاتلة مكونة من الدبابات والعربات المدرعة، وقد تمت العملية بنجاح ، وأصيبت دبابتان وعربة مدرعة وحافلة. وحاول الجزء المتبقي الهروب، والعودة إلى القنطرة ليقع في شراك الكمين الرقم 1، حيث انقضت عناصر الصاعقة لتجهز على ما تبقى من القوة. وقد أُسر فردان، وتدمرت الدبابات والعربات، وقتل وجرح حوالي 35 إسرائيلياً، حيث أطلق على هذا اليوم "السبت الحزين في إسرائيل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.