لقواتنا المسلحة الباسلة الشريفة النقية الطاهرة مكانة سامية ترتبط بسمو ومحبة الشرفاء لهذا الوطن. أكرر وأؤكد علي المكانة الخاصة جدا التي يحتفظ بها ملايين الليبراليين من المسلمين والمسيحيين في قلوبهم لقواتنا المسلحة التي انحازت من أول لحظة لثورة 25 يناير السلمية التي اذهلت العالم وجلبت لمصر الاحترام والتقدير للجيش الذي تلاحم مع الشعب وفرض علي الطغاة الانصياع لإرادة الجماهير التي نادت بالتغيير والتطهير. في جمعة الآلام، وباسم ملايين الليبراليين من المسلمين والمسيحيين، وجب الشكر لخير اجناد الارض الذين وعدوا فأوفوا ولم يخلفوا الميعاد الذي حددوه لاعادة افتتاح كنيسة صول بأطفيح التي خربتها العقول الهوجاء بتحريض من القوي المضادة للثورة، ها هي الكنيسة التي تكفلت قواتنا المسلحة باعادة بنائها ترتفع بها تراتيل الصلاة في خشوع وتضرع إلي الله، ها هي قلوب المصلين تنشد بالتبتل والدعاء ان يحفظ الله مصر من كل شر، وان ينعم عليها بالاستقرار، ويشيع المحبة والمودة بين ابنائها الذين شربوا من نيلها، وكلوا من خير أرضها، ودافعوا عن سيادتها، وامتزجت دماؤهم فوق ترابها دفاعا عن حريتها وسيادتها. لولا حكمة وشجاعة المجلس الاعلي للقوات المسلحة في تصديه لكل المؤامرات التي حيكت للإيقاع بين الجيش والشعب لكانت القوي المضادة للثورة قد حققت اهدافها الشريرة التي تسعي لتمزق اوصال الوطن، ولكن يقظة الجيش واخلاص قياداته وضباطه وافراده بعثت بالكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة لكل القوي اللاعبة التي تبحث لنفسها عن مغانم خاصة، أو التي تسعي لاختطاف الثورة، أو التي تريد ان تفرض هيمنتها علي مقدرات الوطن، رسائل وبيانات المجلس جاءت واضحة وصريحة بأن مصر دولة مدنية ديموقراطية ولن تكون دولة دينية، وان الجيش يقف مع كل القوي المدنية والسياسية ولا ينحاز لفصيل أو أي تيار بعينه، وأكد المجلس انه يضمن تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب وفق التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها، لأن الجيش لا يطمع في تولي السلطة، أو يسعي لها، ومع ذلك سعي البعض بخبث شديد لترويج الشائعات التي تهدف لنسف ثقة الشعب في قواته المسلحة ومجلسها العسكري الاعلي، قالوا ان المجلس يحمي مبارك في منتجعه الفاخر بشرم الشيخ،اشاعوا ان الرئيس المخلوع لن يحاكم، وان المجلس لن يقدم علي هذه الخطوة لانه يتعرض لضغوط من دول عربية واقليمية، وقد قطعت كل هذه الالسن عندما امر النائب العام بالتحقيق مع مبارك ونجليه وحبس كل منهم 15 يوما علي ذمة التحقيق، وانضم جمال وعلاء لبقية نزلاء مزرعة طرة، والبقية في الطريق. تلقيت من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس برقيتين للتهنئة بعيد القيامة يحمل كل منهما لوحة تجسد العناق المشترك في سماء مصر بين مآذنها وقباب كنائسها، فشكرا لتلك اللفتة الطيبة التي تحمل معاني كثيرة تواكب روح مصر الجديدة التي ولدتها ثورة 25 يناير، وكل عام وقواتنا المسلحة وأهل مصر جميعا بألف خير بمناسبة أول عيد ربيع وشم نسيم يهل علينا بعد الثورة.