[email protected] من منا لا يتذكر الادوار المشرفة والمواقف الجادة الحاسمة التي قامت بها قواتنا المسلحة العظيمة عبر التاريخ.. من منا لم يرفع رأسه عالياً فخوراً بالانتصارات التي حققها جيشنا الباسل في أكتوبر 3791 وأعادت العزة والكرامة لمصر والعرب وابهرت العالم وسجلت في أنصع صفحات التاريخ بدم الشهداء وعزيمة الأبطال. ومع بداية اليوم الفاصل في تشكيل التاريخ المصري.. يوم الثورة الشعبية في 52 يناير.. جاء موقف القوات المسلحة واضحا في ملحمة رائعة ظهرت في انحياز الجيش للشعب والحفاظ علي ابنائه وحراسة مؤسسات مصر الاقتصادية الكبري ومنشآتها الحيوية.. بل امتد الدور الفاعل للجيش لتأمين المواطنين وحراسة ممتلكاتهم من أعمال الشغب والسلب والنهب التي تمت خلال ايام الضباب بعد ان تحولت المنشآت الشرطية إلي بيوت للاشباح وسرقت اسلحتها وذخائرها وعاش المواطنون سجناء في منازلهم يرتعدون خوفا في حراسة ابنائهم واصدقائهم وجيرانهم المسلحين بأبسط وسائل الدفاع عن النفس. واليوم ايمانا من المسئولية الوطنية لحفظ استقرار الوطن وسلامته وبعد تنحي الرئيس حسني مبارك واسناد سلطاته للمجلس الأعلي للقوات المسلحة نحن نثق تماما في أن المؤسسة العسكرية المصرية العظيمة التي يتسق عملها بالتخطيط والجدية ستكون الضامن الأكيد لتأمين الاستقرار والحفاظ علي أمن مصر وتسيير شئون البلاد والعودة بها إلي الحياة الطبيعية وتطبيق التشريعات والقوانين التي تحقق آمال الشعب وشباب الثورة من انتخابات رئاسية نزيهة وحرة وشفافة.. وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاكمة الذين تسببوا في الفراغ الأمني ومحاسبة الفاسدين لاستعادة الأموال المنهوبة وتوجيهها لصالح المواطنين وتنمية المجتمع.. وفي نفس الوقت ستكون القوات المسلحة كما كانت دائما الحارس الأمين علي حدودنا لحماية أراضينا. صوتي وأصوات كل المصريين المحبين لهذا الوطن والغيورين علي مصلحته تدعو بضرورة العودة للانتظام في العمل بمرافق الدولة ومنشآتها حفاظا علي ممتلكات وانجازات شعبنا الكريم وحرصا علي ثورة وثروة مصر بعد أن اصبحت في أيد أمينة وفي عهدة القوات المسلحة. كل التحية والاعزاز والتقدير لقواتنا المسلحة التي وصفها رسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلي يوم القيامة.