بداية أريد أن أعبر عن شعوري تجاه المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي قاد مصر خلال الشهور الماضية وحتي الآن بكل اخلاص ومصداقية وأمانة، واذا تقدمت بالشكر هذا لا يكفي فالملايين بدون استثناء فخورون بالقدرات الهائلة للقوات المسلحة درع مصر الحامية التي قدمت مثالا رائعا للانضباط والحكمة وعدالة القرارات الصائبة، اشتعلت ثورة 52 يناير وحماها ورعاها وحقق معظم اهدافها جيش مصر العظيم، الذي حقق كثيرا من الانتصارات المتتالية خلال النصف الثاني من القرن العشرين وتوجت بانتصار أكتوبر العظيم عام 3791، واليوم يعيش الوطن من الداخل والخارج تحت حماية جيش العزة والكرامة، أعود لموضوع المتاحف الذي طرحناه في هذا المكان عدة مرات وعلي مدي سنوات وللأسف لا حياة لمن تنادي، والمسئولون بالثقافة والآثار »ودن من طين وودن من عجين« وبمناسبة تكرار سرقات الآثار علي مدي عقود والتي تصاعدت وتعاظمت خلال فترة الثورة وحتي تاريخه، وأيضا تكرار سرقات أعمال فنية من متاحف تابعة لوزارة الثقافة في عهد فاروق حسني »فلوحات متحف محمد علي بشبرا التي سرقت وعادت« لم نعرف كيف سرقت وكيف عادت حتي الآن؟! وهل اللوحات التي عادت هي الأصلية أم مزورة؟! ولم يسجن المسئول عن المتحف كما حدث للفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق والذي سجن ظلما لأن المسئول عن لوحة زهور الخشخاش »انية وزهور« هو أمين المتحف المسئول عن هذه القاعة وعضو الأمن المسئول عن الدور الموجود به اللوحة، ثم أفراد أمن باب المتحف، وتعددت السرقات خلال هذه الشهور من المتحف المصري ومخازن الآثار بالهرم وبعض المحافظات ولم يُسجن أحد؟! والقضية التي سأطرحها هنا في غاية الأهمية لأن ما يحدث من سرقات متتالية هو نتيجة عدم موافقة المسئولين علي تنفيذ خطة »متاحف مصر والقرن 12« التي تقدمت بها كمشروع مرحلي يمتد لمائة عام في النصف الأول من عام 5991 ووافق علي المشروع المجلس الأعلي للآثار برئاسة فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، وكان المشروع طموحاً لبناء 593 متحفا في جميع محافظات مصر علي مدي مائة عام، وأيضاً إنشاء مؤسسات تعليمية لإعداد الكوادر المختلفة التخصصات من أمناء وأمن وباحثين ومرممين وحراس الخ وتأهيلهم بالمنهجية العلمية بالاضافة إلي الجزء المهم »بالآثار والاستثمار الاقتصادي« وللأسف مرت ستة عشر عاماً ولم يتم انشاء سوي متحفين جديدين واحد منهم اثناء رئاستي لقطاع المتاحف وهو متحف التحنيط بالأقصر، وتم تطوير المتحف الإسلامي ومتحف المجوهرات والقبطي.. وكان لي الشرف بأن أكون مسئولا عن استكمال متحف النوبة بأسوان وافتتح عام 7991، وخلال تنفيذ هذا المتحف الأخير واشرافي الكامل علي المشروع تقدمت بمشروع آخر للفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، ويتلخص في انشاء شبكة اليكترونية لتأمين جميع آثار مصر من مخازن ومعابد وحفريات وغيرها علي ان تقسم الخريطة الأثرية والمتحفية بمصر إلي قطاعات جغرافية دقيقة ويتم تجهيزها بكافة الوسائل الإليكترونية المرئية وغير المرئية والتي تتوافق مع طبيعة المكان نهاراً وليلاً، ويتم تجهيز غرفة مراقبة اليكترونية لكل قطاع جغرافي أثري وهذه الغرف مرتبطة وفق نظم سلكية ولا سلكية بغرفة عمليات رئيسية بالقاهرة، ويتطلب ذلك أفرادا مدربين علي أعلي مستوي من الكفاءة والخبرة في هذه المجالات مضافا إلي العنصر البشري الذي لا يقل أهمية.. وللحديث بقية.