أخيرا.. بعد غياب 6 سنوات.. عاد الأمن إلي »البلابيش».. قرية المطاريد التي تقع في حضن الجبل بسوهاج.. هذه القرية التي أحتلها المطاريد بعد ثورة 25 يناير 2011. تعود الذاكرة إلي تلك الأيام حينما استولي المطاريد من البلابيش ونجح الشيخ امبادر ونجع الجوفة علي القرية التابعة لمركز دار السلام وانشأوا امبراطورية واسعة تتاجر في كل شيء من السرقة بالإكراه والخطف وتجارة السلاح والمخدرات والآثار والاعتداء علي أراضي الدولة. وفشلت كل محاولات استعادة »البلابيش» من عصابات المطاريد طوال السنوات الماضية بسبب الطبيعة الجبلية للقرية وزراعات القصب المتاخمة لضفاف النيل والحصون التي أقاموها كأننا أمام أحداث قرية النخيلة بأسيوط التي اقتحمها الأمن قبل سنوات وقضي علي إمبراطورية عزت حنفي. واستغلت هذه العصابات ضعف الحالة الأمنية وشيدوا قصورا وفيلات علي أحدث طراز وأقاموا فيها ترسانات أسلحة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الأمن. وتوسع »أباطرة البلابيش» في التجارة غير المشروعة ووثقوا علاقاتهم مع عصابات »حمرادوم والحجيرات» في قنا والغنايم والبداري وساحل سليم في أسيوط وعصابة »السحر والجمال» بالإسماعيلية وحسب تقارير الجهات الأمنية سافر ثلاثة من المطاريد إلي السودان لجلب شحنات من السلاح. وزاد نفوذ المطاريد في القصور الجبلية وتحولت المغارات إلي فيلات والكهوف إلي استراحات فارهة ومتاهات مزودة بالكاميرات ومغازل خرسانية ودشم كانت الشرطة تراقب وتتحين الفرصة للانقضاض والثأر حتي باتت المداهمة قريبة وبدأت في 28 سبتمبر 2014 بقيادة اللواء ابراهيم صابر مدير أمن سوهاج السابق ونجحت في تصفية 16 من زعماء تلك البؤر وظل اربعة هاربين من كبار البلطجية وهم ضاحي ومعروف عنتر والبدري حسن وسليمان وحيد وكلهم من العناصر الاجرامية شديدة الخطورة الصادر بحقها قرارات ضبط وإحضار في قضايا خطف وسرقات بالإكراه وقتل وتصفية. وقال اللواء حسين حامد مدير مباحث سوهاج في ذلك الوقت أن المطاريد هربوا من حملات الشرطة واختبئوا في الظهير الجبلي للمنطقة بينما شنت العناصر الاجرامية هجمات ضد الشرطة تمكنوا خلالها من تصفية النقيب احمد فاروق زيدان معاون مباحث مركز دار السلام وإصابة ضابط أخر في 30 سبتمبر 2014 في الوقت الذي زادت فيه حوادث القتل والسرقة والاستيلاء علي الأراضي (العامة والخاصة) راجت حركة تجارة السلاح بالقرية وبات الاهالي الأقل فقرا يقضون أوقاتهم في رعب أزيز الرصاص لبنادق تجار الكيف والسلاح.. وحكمت الخصومات الثأرية علاقات أهل القرية في ظل حالة الفراغ الأمني بعد الثورة ووفقا لتصريحات حسام محمدين رئيس مركز ومدينة دار السلام فإن القرية لم يدخلها مسئول منذ الثورة ولا يعرف أحد ماذا يدور داخلها. وأوضحت الهواري أنها حصدت جميع اصوات المرأة في الانتخابات الماضية من القرية التي تربطها علاقة وطيدة معهم منذ تزوجت عمدة القرية عز الدين عبد الشافي حتي توفي عام 1995.. وتحركت الشرطة واقتحمت القرية في سابقة هي الأولي منذ الثورة بعدما استفحل المطاريد فيها وصارت تجارة السلاح والرصاص عنوانها الذي يقصده الوافدون إليها بينما تخفي زراعات القصب والموز معالم القرية التي تحيطها أفدنة الزراعات من كل الجوانب في وادي واسع شماله قرية البلابيش المستجدة ومن الغرب نهر النيل وفي الشرق طريق قناسوهاج الشرقي والترعة الفاروقية والجبل الشرقي ومن الجنوب نجع القوصة. وتتكون من 5 نجوع هي العزبة القبلية ونجع أبو عميرة والحمايدة واولاد موسي والمناصرة، وعائلات المناصرة 6 تتمركز داخلهم جميع العناصر الاجرامية في عائلات عبدالرحمن واولاد علي السيد والعراعرة والهلايلة والفداوية والوناتنة.. وفاقت حكايات القرية عن سابقيها في الملف الإجرامي واختلفت عن النخيلة وقصص ولخصت تقارير الأمن الوطني والامن العام وأجهزة سيادية حكاية القرية في وجود 25 عنصرا إجرامياً يتاجر في الأسلحة و43 عنصرا محكوما عليه في قضايا جنائية متنوعة وبإجمالي 60 حكما (4 إعدام و56 جناية متنوعة) وبها 300 شخص محكوم عليهم بتهم تبديد وشيك وضرب واتلاف وتعد علي املاك الدولة وسرقة تيار كهربائي ومبان بإجمالي عدد 334 حكما متنوعا.. ويوجد 50 شخصا مطلوب ضبطهم واحضارهم في 25 قضية محددة بالاضافة إلي وجود 3 خصومات ثأرية ممتدة منذ عشرات السنين. علمت »الأخبار» من مصادر أمنية موثوقة أن اجتماعاً موسعاً تم عقده يوم 3 فبراير الجاري وحضره كل من مدير أمن سوهاج ومدير المباحث الجنائية ومدير الإدارة العامة للأسلحة والذخائر غير المرخصة بوزارة الداخلية ومدير منطقة جنوب الصعيد للامن المركزي ورئيس فرع الأمن العام ورئيس قسم المباحث الجنائية ومدير إدارة الأمن الوطني وقائد قطاع الأمن المركزي بسوهاج لدراسة احتياجات القرية الأمنية وكيفية اقتحامها وتطويق البؤر الإجرامية للسيطرة علي العناصر الخطرة ومحاصرتها. خطة أمنية وتوصل الفريق الأمني بعد عدة اجتماعات قوية وعاصفة إلي وضع خطة أمنية تضمنت المعاينة اللازمة ميدانياً لمداخل ومخارج القرية والطرق المؤدية إليها ومنازل العناصر الإجرامية.. ودفع الفريق الأمني بضرورة وجود كتائب دعم وقوات خاصة حيث طالبت الدراسات الأمنية التي وجريت علي القرية ب (30 مدرعة فهد من قوات الأمن المركزي وزعت 5 منهم علي مداخل القرية و3 تمشيط و16 مدرعة للاستهدافات والمداهمات و2 مدرعة لقرية الكشح ومدرعة لتأمين كمين الخزان و3 مدرعات احتياطي) بالإضافة إلي 4 لوادر و2 حفار ودقاق و4 سيارات إسعاف وسيارتي مطافي.. وطالبت اللجنة التي وضعت الخطة بضرورة تواجد القوات لفترة مناسبة تترواح من 5 إلي 7 أيام لفرض السيطرة الأمنية داخل القرية وتفعيل دور نقطة الشرطة بها للقيام بالأعمال المنوط بها وكذلك التنسيق مع مديرية أمن قنا لتأمين المنطقة الغربية لنهر النيل أثناء القيام بالحملة لمنع هروب المتهمين. الهروب الكبير وكشف تقرير أمني جهزه قيادات بوزارة الداخلية أماكن هروب العناصر الإجرامية التابعة لقرية البلابيش بمنطقة دار السلام جنوبسوهاج، مشيراً إلي أن مطاريد البلابيش فور علمهم بحملة وزارة الداخلية المكبرة هربوا من منازلهم وتركوا أطفالهم ووزجاتهم.