قناطر زفتي واحدة من أقدم القناطر التي تم انشاؤها في مصر عام 1903، وكانت تعرف باسم قناطر »دهتورة أو الخمسين عين» في عهد الخديو عباس حلمي الثاني حيث وضع الخديو آخر حجر في البناء يوم 7 مارس عام 1903، وأعيد تجديدها عام 1954، وتتكون من 50 فتحة، وتعتبر من الآثار المعمارية الفريدة علي مستوي مصر، بناء علي توصية اللجنة الفنية الخاصة بدراسة وضع قناطر زفتي القديمة.. وقد قررت وزارة الموارد المائية والري إعادة تأهيل القناطر مما سيوفر علي الدولة حوالي 400 مليون جنيه، هي فارق التكلفة بين إعادة التأهيل الذي لن تزيد تكلفته علي 140 مليون جنيه، وبين إعادة البناء الذي من المتوقع أن يتجاوز 500 مليون جنيه. ويقول المهندس عماد ميخائيل رئيس مصلحة الري إن الوزارة ستقوم بإعادة تأهيل قناطر زفتي بالغربية، التي توفر المياه لمساحة مليون فدان، وذلك بناء علي توصية اللجنة الفنية الخاصة بدراسة وضع قناطر زفتي القديمة، بهدف التحكم الأمثل في التصرفات المارة منها مع زيادة فرق التوازن العامل عليها..ويضيف أن قناطر زفتي تؤدي دورًا حيويًا في منظومة الري، حيث تقوم بتوفير مياه الري لمساحة تصل إلي مليون فدان من خلال تغذية فرع دمياط، والذي يوصل المياه إلي 4 محافظات هي »الغربية، والدقهلية، وكفر الشيخ، ودمياط»، بالإضافة إلي أنها تعتبر المصدر الأساسي لتوصيل المياه إلي سيناء عبر ترعة السلام من الغرب إلي الشرق، مشيرا إلي أن الدراسات التي نفذت بشأن ذلك المشروع أشارت إلي جدوي الاكتفاء بعملية التأهيل فقط، دون الحاجة إلي إنشاء قناطر جديدة..وقد ارتبط أهالي مركزي زفتي وميت غمر علي مدي سنوات طويلة بتلك القناطر، ليس فقط لدورها في توفير المياه لري أراضيهم، ولكنها تحولت إلي وجهة محببة لهم للتنزه، وبخاصة في الأعياد وشم النسيم، حيث تجتمع حولها الأسر مستغلة المساحات الواسعة حولها، كما يقبل هواة صيد السمك علي قناطر »الخمسين عين» للاستمتاع بهوايتهم طوال العام، ويبدو أن الخمسين عين ستواصل عطاءها سواء في مجال الري أو في منح أهالي زفتي وميت غمر متنفسا جميلا طالما ارتبطت به أجيال منهم رحل كثير منها، لكن بقيت قناطر »الخمسين عين» شبابا ولو بعد 114 سنة.