عندما دقت الساعة التاسعة مساء أمس.. بدأت السامبا الأوروبية الرقص علي أنغام فرنسية برتغالية باستاد دو فرانس في باريس .. في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2016.. شاءت الأقدار وظروف المنافسة أن تدفع إلي هذا النهائي أقرب كرة القدم أوروبية إلي السامبا البرازيلية الشهيرة. المنتخبان الفرنسي والبرتغالي ينتهجان أسلوبا وإيقاعا مختلفا إلي حد كبير عن طبيعة الكرة الأوروبية.. فهما يحترمان أولا قيمة الموهبة الفردية ودورها في الملعب ومنحها المساحة الكبيرة لكي تكون فعالة ومؤثرة بالمؤازرة مع الخطط والتكتيك علي خلاف المنتخبات الأوروبية الأخري التي عظم وتحترم كرة القدم كعلم تدريبي وتعتمد أكثر علي التكتيك والأداء الجماعي والأندفاع البدني واللياقة العالية التي تبدو في بعض الأحيان خارقة خصوصا عند المنتخبات الصغيرة التي لا تملك امكانات سوي الحماس والروح القتالية دخل منتخبا فرنساوالبرتغال النهائي مساء أمس وهما متشابهان إلي حد كبير في الأسلوب والإيقاع.. وفي نفس الوقت راهنا كثيرا علي النجومية الفردية متمثلة في رونالدو مع البرتغال وجريزمان مع فرنسا.. واللافت للنظر أيضا أن باقي العناصر متشابهة في تصنيف أدائها الفردي. والجمهور يميل إلي المهارة والفنيات وربما لا يهمه ماذا تقدم الفرق من تكتيك.. فهي تنتظر النتيجة النهائية بعد أن تعيش وقتا من المتعة وقبل ساعات قليلة من بداية المباراة النهائية كان صراع العقول محتدما في الغرف المغلقة وملاعب التدريب لان رقص السامبا والمهارة لا تكتمل نتائجها السعيدة الا باختيار طريقة اللعب.. هذا الصراع كان بين ديديه ديشامب المدير الفني للديوك وفرناندو سانتوس مدرب سيليساو أوروبا . ورغم أن فرناندو سانتوس أقدم في المجال التدريبي من ديديه ديشامب الا أن المواجهات الاستثنائية وفي ظروف ما لا تعتمد علي الاقدمية.. ولذلك عكف المدربان علي اتمام كل شيء تخطيطيا وفنيا قبل دخول الملعب وهذا ما حدث طيلة الساعات الطويلة قبل انطلاق حلم تحقيق اللقب .. أعتاد فرناندو سانتوس البحث عن التأمين الدفاعي أولا قبل التفكير في الهجوم الذي يمنح مهمته لكريستيانو رونالدو صاحب القدرات الاستثنائية وو ضع علي عاتقه الكثير من المهام من خلال هز الشباك الفرنسية وحاول فرناندو سانتوس محو الكثير من الانتقادات التي تعرض لها منتخب البرتغال بأنه لا يستحق الوصول إلي المباراة النهائية لاسيما أن محطاته في البطولة لم تشهد مواجهة مع فريق شرس مثل إيطاليا أو المانيا أو إسبانيا أو غيرها من الاسماء الكبري فضلا عن تأهله كأفضل منتخب يحتل المركز الثالث في مجموعة ضمت النمسا وايسلندا والمجر. ولم يعرف ديشامب مع فرنسا الأداء الدفاعي حيث امتاز الديوك بقدرتهم المستمرة علي شن الهجوم أمام المنافسين وهو ما وضع الدفاع البرتغالي في حالة استنفار قبل المباراة مرمي النيران أغلب أوقات المباراة لاسيما أن المباراة علي الأراضي. وبالعودة إلي ارقام كل مدرب فإن فرناندو سانتوس قد تولي المنتخب البرتغالي في سبتمبر 2014 وخاض مع سيليساو أوروبا 25 مباراة رسمية فاز في 16 وتعادل في 3 وأنهزم في 6 وكان عدد اللاعبين الذين جري استدعائهم تحت قيادته قد بلغ 48 لاعب. وبلغ معدل الأهداف التي سجلها المنتخب البرتغالي في عده 1.64 هدف في كل مباراة في حين كان متوسط الأهداف التي استقبلتها شباك بلاده نحو 0.84 هدف في المباراة الواحدة.. وكانت المباراة بمثابة حرب عقلية من جانب كل مدرب خاصة إذا ما استقبل فريق أي منهما هدف مبكر في اللقاء ووقع علي عاتقه مهمة تعويض الهدف وتحمل الضغوط الكبيرة من مضاعفة النتيجة حيث سيكون العامل النفسي هام للغاية في هذه المواجهة المرتقبة.