مع حلول شهر رمضان المبارك تجد في كل شارع وحارة وقرية ونجع مائدة افطار للفقراء من اهل المكان وكذلك بعض الذين اضطرتهم ظروفهم للافطار في الشارع.. «الأخبار» قامت بجولة علي موائد الافطار وعشنا مع الطباخين ساعات اعداد الطعام وكذلك مع أهالينا اللحظات الاخيرة قبل الاذان ولحظات افطارهم. انتقلنا إلي احدي الموائد الرمضانية في السيدة زينب وكانت اولي المفاجآت ان المائدة من يقوم بالاشراف عليها مسيحي .. جوزيف وجدي الذي اعتاد علي ان يقوم بالاشراف علي هذه المائدة منذ اكثر من 15عاما مؤكدا ان اكثر ما يحزنه ان يكون العدد المتردد علي المائدة اكبر من عدد الوجبات مشيرا انه يشعر بحالة حزن شديد اذا جاء له فقير يطلب وجبة افطار ولا يستطيع تحضيرها مضيفا انه لا يتناول اي طعام طوال اليوم امام اي مسلم فهو يراعي شعوره مؤكدا انه أيضاً لايتناول اي سيجارة رغم انه مدخن شره ولكن يراعي شعور كل الاخوة المسلمين مضيفا انه سيظل يفعل ذلك حتي اخر يوم في عمره لانه متأكد ان المسلمين والمسيحيين في مصر يد واحدة ولا يوجد اي تفرقة. انتقلنا بعد ذلك إلي داخل المطعم الذي يتم تحضير وجبات الافطار به فعندما تضع قدميك تجد خلية نحل الجميع يعمل في مجاله، الطباخ يقوم بطهي الارز والخضار «الكوسة» والحلواني يقوم بعمل «صواني الجلاش» وصبي يقوم بوضع التمر في الماء ومع العد التنازلي للافطار وجدنا كلا يعمل في عمله ليضعوا علي «ترابيزة» موحدة تحمل العديد من الاطباق كل طبق يحتوي علي وجبة كاملة عبارة عن ربع دجاجة وأرز وخضار وقطعة حلوي وكوب من التمر المبلل..فيقول فهمي عامر «طباخ» أنه يقوم بالعمل في شهر رمضان في المائدة لان شهر مضان عطلة لجميع الطباخين لعدم وجود افراح او اي مناسبات ولذلك فهو لا يريد ان يجلس في البيت فيقوم بالعمل في المائدة مشيرا ان المائدة العام الماضي كانت تحوي «الارز والخضار وقطع اللحوم أو الدواجن» طوال ايام الشهر ولكن هذا العام لم تشهد هذه الأمور فقد تم خفض كميات اللحوم والدواجن وقصرها علي 4 أيام فقط في الأسبوع في بعض الموائد. يضيف علي حسين - اصغر عامل تحضير العصير في المائدة - يبلغ من العمر 16عاما والقادم من محافظة اسيوط لكي يعمل هنا طوال الشهر لكي ينفق علي اسرته مؤكدا انه يشعر بالفرحة الشديدة بفرحة الغلابة «اللي بياكلوا في المائدة» مضيفا: اكتر حاجة بحبها لما راجل كبير او ست في سن جدتي تدعيلي وتقولي روح ربنا يصلح حالك يارب. ويقول محمود عوض موظف بالتربية والتعليم- صاحب مائدة رحمن - انه تم تقليل الكميات من الأرز والخضراوات نظرًا للارتفاع الجنوني الذي شهدته الخضراوات والأرز والمكرونة، وغيرها من المكونات التي تدخل في إعداد موائد الرحمن ولكن البطل الرئيسي هذا العام هو الارز الذي وصل إلي 8 جنيهات وهو اساسي في المائدة لا يمكن الاستغناء عنه. واضاف شكري هادي ان هذا العام تم عمل وجبات جاهزة عبارة عن «عبوة» او «سيرفيس» او «صينية» صغيرة مقسمة إلي 3 أجزاء يتم فيها وضع كمية لا تتجاوز بضعة ملاعق صغيرة من الارز وكذلك الخضار ووضع قطع من اللحوم لا يتعدي وزنها 30جراما ولم تعد للعصائر والمشروبات الرمضانية مكان علي أغلب الموائد واستبدلها البعض بالمياه.