سامح وصافح وصالح واصفح الصفح الجميل، فلا يدخل عليك شهر رمضان وفي قلبك مثقال ذرة من كراهية او غل او حقد لمخلوق ايا كان ما فعله معك. كظم الغيظ والعفو عن الناس هو ذروة سنام تمارين اللياقة الرمضانية التي يجب ان تبدأها هذه الايام كنوع من تجارب الاحماء استعدادا للشهر الفضيل، فالتسامح والتراحم من الامور التي تجلب السكينة وراحة البال والاطمئنان الذي اذا اجتمع مع الصيام والقيام والذكر والعبادة، كانت قمة السعادة والصفاء الروحي الذي تسمو فيه الارواح فتعلو علي الصغائر والضغائن. وحتي يقوي جسمك علي تحمل العبادة الرمضانية، ابدأ تمارين اللياقة الرمضانية بإضافة النوافل والسنن الرواتب( اثنتا عشرة ركعة كل يوم تبني لك قصرا في الجنة) إلي الصلوات المفروضة، فهذا سيساعدك علي اداء صلاة التراويح طوال رمضان. هو خير ماراثون نظم علي وجه الارض للذكر والشكر وحسن العبادة،يتسابق فيه المتنافسون علي كئوس وميداليات ربانية منها كأس التصدق علي الفقراء،ويبدأ فيه كل عدّاء بمبالغ قليلة خلال ما تبقي من شهر شعبان تتزايد يوميا مع العد التنازلي لبدء رمضان لتصل إلي قمتها طوال ليالي الشهر الكريم وتنتهي بزكاة الفطر. «وَسَارِعُوا إِلَي مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين»َ. وأهم تجارب الإحماء الآن أن تمسك عليك لسانك وان تكون ممن قال فيهم رب العزة» واذا مروا باللغو مروا كراما» فلا غيبة ولا نميمة ولا رفث ولا فسوق ولا جدال.الالسنة الحداد يجب ان تهذب في رمضان ويا حبذا لو تثلم. وعلينا جميعا ان نعلي قيمة الانصاف والعدل مع الآخرين، فلماذا كل هذا التعصب لآرائنا واللاتسامح مع آراء الاخرين التي تخالفنا حتي اصبحنا نرضي عن الفعل اذا وافق هوانا أو صدر عن أحبابنا. ونغضب ونسب نفس الفعل حين يعارض هوانا أو يصدر عن خصومنا؟. فالسباب الذي يغطي شاشات الفضائيات بين المؤيدين والمعارضين يجب ان يتوقف ورسولنا الكريم نبهنا إلي ما يجب ان نفعله عند الاضطراب والفتن: (إذا رأيت شُحاً مطاعاً، وهويً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة) صدقت يا خير أهل الارض والسماء. حين تدع أمر العامة في رمضان سيجنبك ذلك لدد الخصومة وانفعال اللحظة وعنف الرد علي ما لا يعجبك من اراء. قَالَ رسُولُ اللَّه صَلّي اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: لا تُكْثِرُوا الكَلامَ بغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإنَّ كَثْرَة الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّه تَعالَي قَسْوةٌ لِلْقَلْبِ، وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ القَلبُ القَاسي». أخيرا اغلق وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، الايميلات) وابدأ وسائل التواصل الرباني (صوم، صلاة، صدقات،شكر وذكر وحسن عبادة).