قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني : أنا في اجازة من يوم 52 يناير . سيادتك عارف ان شغلنا ما بيحلوًّش إلا في الزحمة. والبلد كانت فاضية . الزحمة كانت في ميدان التحرير . ومش معقول سيادتك أسيب واحد من صبياني يمد إيده في جيب حد من الشباب اللي اتزرع في الميدان وخلاًّه أكبر جنينة ورد في مصر . التهليب له أصول يا سيادة الملك . واللي يهلِّب شاب قعد تمانتاشر يوم يهتف ويقول ياحبيبتي يا مصر، يبقي حرامي ما يفهمش في الأصول . قال الشيخ غريب : احبك يا بتاع الأصول ! قال روكا : البلد كلها فرحانة. كل ما حد يقابلني يقول لي بكره أحلي من امبارح . بس انا شايف غير كده سيادتك . أنا خايف من بكره والفار بيلعب في عبي. سيادتك عارف ان انا حرامي علي قدي . عايش علي رزق يوم بيوم. كنت شغال براحتي والرزق نازل يرُخ علي دماغي ودماغ صبيباني زي المطرة عشان كنت مطمن وضهري مسنود علي الحرامية الكبار . عايش في ضلُّهم وقايم نايم في حماهم . زمايلي وحبايبي ولاد الكار كانوا أهم ناس في البلد يا عم رمسيس. كانوا متسمرين علي كراسي ما يهزهاش زلزال عشرة ريختر . أساتذة في الصنعة وإيدهم خفيفة زي الريشة وتتلف في حرير . عملوا في تلاتين سنة شغل ما يتعملش في ألف سنة . ربنا يكرمه علي بابا ، عرف يزغًّط ويربي وطلع من تحت إيده أجدع حراميه . شرًّفوا المهنة ورفعوها فوق . ولولاهم ما كانش ولاد كاري حكموا البلد . قال الشيخ : إذا كان رب البيت سارق .. فشيمة أهل البيت النهب ! قال روكا باكيا : راحوا وراحت ايامهم الحلوة . بين كل حرامي وحرامي كان فيه حرامي بينورَّ السكة للحرامي اللي وراه ويطبطب علي كتف الحرامي اللي قدامه ويقول له ربنا يعينك . علق الشيخ : الاتحاد قوة ! قال روكا : أنا حاسس بالغربة يا عم رمسيس . المعلمين الكبار سابوني لايص لوحدي . نصهم ح يلبس البدلة الزرقا وينام ع البورش ، والنص الثاني مستخبي تحت جبل ملياراته ومستني فرصة ويفلسع . قال الملك : ثورة أحفادي الشباب عصفت بكل اللصوص . الثورة لن تسمح للص بأن يعيش تحت سماء مصر بعد اليوم . رد روكا : مش أحفادك الشباب لوحدهم اللي عملوا الثورة يا عم رمسيس . الداخلية كمان قامت بالواجب وزيادة . منعت الحشيش وحرمت الناس الشقيانين من التعميرة الحلوة اللي كانت معيشاهم في دنيا غير الدنيا . المواطن كان بيشد النفس ويطير لفوق من غير جناحات . ويفضل طاير وينسي الطوابير والحكومة والفقر والحزب وكل الأراجوزات . كان بينسي اهله واسمه ودينه وما يفكرش إلا في الجوزة والماشة والمنقد وقعدة المزاج .. ولما منعوا الحشيش الناس فاقوا وبطلوا يطيروا.. ولما فاقوا فهموا .. ولما فهموا حطوا ديلهم في سنانهم وبرطعوا علي ميدان التحرير . قال الشيخ : قصدك ميدان التغيير يا معلم !