صباح الورد

قرار بمنع الحر!

قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني : بتاع الدخل المحدود كان بقاله كام شهر مدروخ من الحر وكانن جوه الجحر بتاعه . يُطل بدماغه .. الحر يلسع نافوخه.. يرجع مكانه ولا حركة. ما كانش فايق لجر شكل الحكومة . السخونية كانت كاتمة علي نَفَسُه ومكلبشة لسانه اللي زي المبرد . وربك أراد ان الصيف يطوِّل والدنيا تلهلب نار عشان نستريح من سحنته الخشب .
قال الشيخ غريب : زان يا معلم !
قال روكا للملك : وسيادتك ملك قديم وعارف أن الحكومة عايشة حياتها في التكييف . ما تعرفش يعني إيه حر . لكن بتسمع انه مابيرحمش وممكن يجيب أجل الخلق . وعشان قلبها كبير وبتنسي الأسية ، خافت علي بتاع المحدود لا يفطس زي فراخ حليمة .. وعلي فكرة ، حليمة ما اتهزش منها شعرة لما فتحت العشة ولقت فراخها شبعانين موت وريحتهم فايحة من جمعتين . نتفت الريش ونقعتهم يومين في مية بِخَل وباعت التلاتين جوز لأكبر مطعم في البلد . المدير قال لها لو عندك تاني هاتي يا وش السعد . أصل فراخها عجبت الزباين سيادتك . من ساعة ما داقوها مافيش كرسي فاضي في المطعم .
قال الملك لروكا : أنت خرجت عن الموضوع أيها الثرثار !
رد روكا : ما انا جاي لسيادتك في الكلام .. لما بتاع المحدود فرفر من الحر ، الحكومة ضميرها نقح عليها .
قاطعه الشيخ مهللا : معجزة يا معلم !
واصل روكا حديثه : أمَرِت بمنع الحر، وقفلت محبس الرطوبة ، مش كده وبس ، دي كمان فتحت الباب للشتا وقالت له خش برجلك اليمين عشان تنعنش حبيبي بتاع المحدود . وداست بعزمها علي زرار الحرارة جابتها الأرض. قالت لها انزلي يا وحشة . الحرارة حطت وشها في الارض ونزلت سيادتك . بقت 62 بعدما كانت أربعين . وخرج بتاع المحدود من الجحر بتاعه بعد ما اتحشر جواه سبع شهور عَرَقُه مَرَقُه .. وكله بفضل الحكومة .
قال الشيخ : جمايلها مغرقانا !
قال روكا : لما خرج من جحر الفيران بتاعه ما حبش علي إيد الحكومة ولا شكرها . ولا حتي قال لها سلامو عليكو . عمل الشويتين بتوعه وأصله الواطي ظهر وبان . حاول يشق هدومه ويصرخ مالقاش هدوم . قال ألطُم بالجزمة ، لقي نفسه حافي . راح صارخ ع الناشف وقعد يندب ويقول ربعميت جنيه ما تنفعش . لازم الحد الأدني للأجور يبقي ألف جنيه ، والحكومة تتكفل بالسجاير والهدمة واللقمة .
قال الشيخ : والكاتشاب يا معلم !
قال روكا : خسيس وجشع وتناه علي ضهر ايده. مش عاجبه حد أدني ربعميت جنيه . ده ح يحوّش نصهم يا عم رمسيس . ما بيركبش مواصلات . بياكل علي سطر ويسيب سطر ، وعشاه مَيّه مسلوقة . فارش الأوضة بحصيرة كينج سايز من الحيطة للحيطة تساع عشرة يناموا عليها ويفضل مكان لدستة ضيوف . والجرايد حلت له مشكلة الغطا في برد الشتا سيادتك ، 06 صفحة ملونة بجنيه يغطوا شارع . ح يعمل إيه باللي يفضل من الربعميت جنيه ؟
قال الشيخ : ويك اند في بورتو غالب يا معلم !