ليست القصة الرئيسية هي بقاء أو عدم بقاء الأسد.. وإنما استئصال جذور الإرهاب هل كانت الدول الغربية الكبري في حاجة إلي المزيد من الدماء حتي تقتنع بضرورة اتخاذ موقف ضد الإرهاب الذي أصبح يشكل خطرا علي الإنسانية كلها؟.. وهل كان لابد أن تقع تلك المجزرة في باريس حتي يدرك العالم أن هناك إرهاباً يريد إسقاط الدول والقضاء علي مقومات الحياة في سوريا ولبنان والعراق وليبيا ومصر واليمن.. والعالم، وأنه ليس هناك إرهابيون «متطرفون» وإرهابيون «معتدلون»؟. وهل هناك في هذا العالم من يصدق أن المجتمع الدولي بكل ما يملكه من قدرات وإمكانات عسكرية واقتصادية وأجهزة استخباراتية وتقنيات وخبرات يقف عاجزاً عن محاصرة وتصفية تنظيم حديث العهد يتمدد ويتوسع ويستولي علي مساحات شاسعة من أراضي دولتين.. وكل ذلك تحت سمع وبصر أقوي دول العالم التي لا تعرف كيف تقضي عليه؟!.. بل أن هذه الدول الكبري القوية لا تعرف حتي كيفية تجفيف المنابع المادية وعمليات التحويل والتمويل المالية والإمدادات البشرية التي تصل إليه دون انقطاع عبر الحدود التركية!. الحقيقة أن الرئيس الروسي بوتين أجاب عن هذه التساؤلات في ختام قمة العشرين مؤخرا بمدينة «إنطاليا» التركية، عندما قال: «إن هناك أربعين دولة تمول الإرهاب وإن بعض ممثلي هذه الدول يجلسون علي نفس المائدة التي يجتمع حولها قادة الدول العشرين». وفي أحسن الأحوال، فإن الأمر كما يقول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشبه بقطة تريد أن تأكل سمة، ولكنها لا تريد تعريض قدميها للبلل!. والمقصود أن هناك دولا تريد من تنظيم «داعش» الإرهابي إضعاف نظام بشار الأسد بأسرع وقت لإرغامه علي ترك السلطة بطريقة أو بأخري، ولكنها لا تريد في الوقت نفسه أن تصبح داعش قوية بما يكفي للاستيلاء علي السلطة. والواضح أن هذا الموقف انعكس في سياسة الضربات الجوية الأمريكية التي لا تتعرض للمنظمات الإرهابية إذا كانت تعمل ضد الجيش السوري. وتصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يؤكد أن هذه هي السياسة الأمريكية، فقد قال في مؤتمر فيينا إن الجميع مستعدون لمحاربة داعش بمجرد رحيل بشار الأسد. ألا يعني ذلك أن أمريكا ومن يقف معها، لم يقرروا حتي الآن محاربة داعش؟. وإذا كان الجيش النظامي السوري ومعه الأكراد يشكلون القوة الرئيسية، بل والوحيدة التي تحارب داعش وتنظيم «القاعدة»، فلماذا تتجه الضربات إلي الجيش السوري؟.. وإذا كان الجميع يسلمون الآن بضرورة الحل السياسي، ألا يعني ذلك أن هناك طرفين يمسكان بمفاتيح هذا الحل، أحدهما هو بشار الأسد؟. أم أن الحديث عن حتمية الإطاحة بالرئيس السوري، ليس سوي ذريعة لإطالة أمد حرب تدمير سوريا، ولإتاحة الفرصة لكي يحرز الإرهابيون مواقع ومكاسب جديدة؟. كلمة السر: القرار للشعب السوري