(كنت في كربلاء...قال لي الشيخ إن الحسين مات من أجل جرعة ماء...وتساءلت كيف السيوف أستباحت بني الأكرمين..فأجاب الذي بصرته السماء...أنه الذهب المتلاليء في كل عين...إن تكن كلمات الحسين، وسيوف الحسين، وجلال الحسين، سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء، أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء؟!..والفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين!! مات من أجل جرعة ماء..فأسقني ياغلام صباح مساء...أسقني ياغلام علني بالمدام، أتناسي الدماء!). هذه كربلاء أمل دنقل..الورقة السابعة من قصيدته (من أوراق أبو نواس)في ديوان (العهد الأتي)....وأنا أيضا كنت في كربلاء، زرتها مرة وحيدة (1989) كان الصبي الصغير لا يتجاوز السابعة أو الثامنة من عمره، يحمل صفيحة ماء ويدور يسقي الزائرين ضيافة الحسين(مات من أجل جرعة ماء)!...ضريح الحسين في كربلاء بالعراق، زيارة محفورة في الروح، بقدر محبة الحسين ومكانته وقدره لدي المصريين جميعا، رغم أنف قرار وزيرالأوقاف (محمد مختار جمعة) المتعسف والجارح، بإغلاق ضريح الحسين في ذكري عاشوراء بشكل مؤقت (لمدة 3 أيام)لأسباب أمنية، تحسبا لقيام الشيعة بطقوسهم الحسينية في ذلك اليوم!! صحيح أنتهي القرار، وتم فتح الضريح قبل أسبوع..لكن وجعه ممتد، فالحسين ليس شأنا شيعيا..هو يخص المصريين جميعا، ونحن أولي بآل البيت دائما، لا نقبل المساس ببيوتهم، ولا نقبل أغلاقها، أو صد المريدين عنها... قرار الأوقاف خطأ غير مقبول تكراره، قرار يفتح أبوابا للفتنة، بينما لم تعرف مصر يوما الخلاف السني/الشيعي..ولا الصراع السني/ الشيعي.. ولم يحمل المصريون يوما أي عداء للشيعة!!