أحمد المنصورى الطيار سمير ميخائيل: طائرات العدو حملت قنابل تكفي لتدمير دولة وأجبرناها علي إسقاطها بالبحر يوم 14 أكتوبر1973، كان سلاح الجو المصري علي موعد مع التاريخ شهدت سماء الدلتا في ذلك اليوم التاريخي أشرس معركة جوية في تاريخ العسكرية واطولها منذ الحرب العالمية الثانية عندما توجهت120 طائرة مقاتلة إسرائيلية في وقت واحد لضرب المطارات المصرية بدلتا النيل في المنصورة، وطنطا، والصالحية، فتصدت لها62 طائرة مقاتلة مصرية فقط ودارت بينهم اشتباكات متواصلة طوال53 دقيقة، كان لقاعدة المنصورة الجوية النصيب الأكبر، ورغم أن العدد في تلك المعركة يشير إلي التفوق الكاسح من حيث العدد لسلاح الجوالإسرائيلي، إلا أنه تلقي درسا لن ينساه وانتهت المعركة بهزيمته وفرار طياريه بعد سقوط18 طائرة لهم. التقت «الاخبار» مع اثنين من ابطال تلك المعركة التاريخية الذين لايزالون يتذكرون تفاصيلها كما لوأنها حدثت بالامس.. في البداية قال اللواء طيار أحمد المنصوري الذي لقبه الاسرائيليون باسم الطيار المجنون أنه في مساء 14 أكتوبر73 أنذرت مواقع المراقبة المصرية علي ساحل دلتا النيل قيادة القوات الجوية المصرية بان هناك (20) طائرة فانتوم قادمة من اتجاه البحر وتطير باتجاه( بور سعيد والدلتا) فأمر قائد اللواء الجوي(104) بانطلاق (16 طائرة MIG-21) لحماية القاعدة كما أمر طياري هذه المقاتلات بألا تبحث عن الطائرات المهاجمة أوحتي تلتحم معها، لأن قيادة القوات الجوية المصرية قد تعلمت الكثير عن الأسلوب الإسرائيلي في الهجوم وذلك من خلال التجارب التي مرت بها في حرب الاستنزاف أثناء أواخر الستينيات.. وبدأت عقب ذلك الموجتان الثانية والثالثة في الظهور بعد ان تنبهنا لكمين الموجة الاولي وقامت الطائرات المصرية بالاشتباك مع الطائرات الإسرائيلية، وأسقطنا لهم 17 طائرة، باعترافهم، وأضاف: «استمرت المعركة 55 دقيقة كاملة، الطيارات كانت طالعة نازلة طالعة نازلة، في إدارة غير عادية، من غُرفة العمليات، وكان يتولي قيادة هذا اللواء العملاق ال 104، الطيار العظيم أحمد نصر. وقمت بتنفيذ مناورة تسمي «مناورة الموت الأخير»، فعندما شعرت بأنني سأموت وأن طائرات العدوخلفي، قررت ألا أموت بمفردي وأنه يجب أن يشاركني الموت أحد طياري العدو، لذلك قررت أن أقوم بهذه المناورة، وبالفعل نزلت بمقدمة الطائرة نحوالأسفل واندفعت بأقصي سرعتي، فاعتقد الطيارون اليهود العدوأنني سأقوم بالانتحار. وقال المنصوري: «حينها رفعت رأسي لله وناجيته وقلت له: أنا بقاتل في سبيلك، شوفلك حل فيا، أنا كده روحت أونطة، وهاموت والطيارة هاتتكسر». وتابع قائلاً: «بعد إطفائي لمحركات الطائرة ومع اقترابي السريع للأرض، ظهرت هالة من التراب اعتقد اليهود حينها أن طائرتي دُمرت، ولكن الله استجاب لدعائي وبعض بضعة ثوانٍ فوجئ اليهود بانطلاق الطائرة من الأرض مرة أخري مثل الصاروخ، ما جعلني في وضعية خلف طائراتهم ومن ثم أطلقت علي الطائرة التي كانت تلاحقني صاروخين ودمرتها بفضل الله. اما اللواء طيار سمير ميخائيل فيقول لقد شرفت ان اكون ضمن طياري مطار المنصورة الحربي، كطيار مقاتل علي الطائرة «ميج21». وأضاف ميخائيل: أن طائرات العدوحاولت أن تسحبنا إلي خارج المطار، لتتمكن من ضرب محافظات الدلتا، وضرب حائط الصواريخ من الخلف، وأرسلوا 16 طائرة من البحر من اتجاه دمياط، ولكن قائد المطار اللواء أحمد ناصر تنبه لهذه الخدعة، ومنعنا من الخروج للاشتباك معهم، حتي لا نترك المطار خاليا.ارسل العدو بعد ذلك موجه ثانية مكونة من 60 طائرة «فانتوم»، تحمل قنابل تكفي لتدمير دولة بأكملها، وبعدها موجه ثالثة، ونجحنا بفضل الله في الاشتباك معهم، وإجبارهم علي القاء القنابل في البحر، لتصبح حركتهم خفيفة، الاشتباك معنا والذي تحول إلي معركة حقيقية، وبفضل الله أسقطنا منهم 17 طائرة، ولم يسقط منا إلا 7 طائرات فقط، في اشتباك استمر ل 53 دقيقة، علما بأن أطول اشتباك جوي لا يستمر لأكثر من 5 دقائق، ولكنها كانت معركة مختلفة بكل المقاييس، استحقت أن تسجل في التاريخ، وترتبط بعيد القوات الجوية. كان اللواء أحمد نصر هوالذي ادار وخطط للمعركة وتمكن من التحكم وإدارة ثلاثة ألوية منهم لواء دفاع جوي وكان هوقائد قاعدة المنصورة.