كانت معركة الدقائق الثلاث عشرة، حديث وسائل الإعلام العالمية قبيل انطلاق ساعة الصفر فى حرب 1973، حيث تم إسقاط 6 طائرات فانتوم للعدو الإسرائيلى فى أطول معركة جوية قتالية، خاصة أنه من المعروف عسكريا، أن أى معركة جوية تستغرق من دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط. «الشروق» التقت قائد تشكيل المعركة، العميد طيار أحمد كمال المنصورى، الذى شارك فى الضربة الجوية الأولى يوم العبور، وحصل على نجمة سيناء وعدد من النياشين من الرئيس السادات أثناء تكريمه، يقول عن نفسه «أنا طيار قتالى محترف.. قاتلت عدوا محترفا.. أمى مصر وجدى جمال عبدالناصر وأبى السادات ومعلمى حسنى مبارك». ويواصل المنصورى: كان لى الشرف أن أكون أحد الطيارين الذين تخرجوا قبل عام 67 فى الكلية الجوية، ورأيت المصيبة التى حلت بمصر، نكسة 67، التى كانت رد الفعل الوحيد لها عملية السادس من أكتوبر عام 73 بنصره وعبوره، اشتركت فى معارك واشتباكات كثيرة جدا فى 500 يوم استنزاف كما اشتركت فى أول طلعة جوية من أول دقيقة، وقطعنا يد إسرائيل الطولى المتمثلة فى سلاحها الجوى وعبرنا قناة السويس. وكشف أنه كان المفترض أن تكون نسبة الخسائر المتوقع التى وقع عليها الضباط 50% من ال220 طيارة التى خاضت الحرب، لكن لم تحدث خسارة أكثر من 2% فقط، وأشار إلى أن الخسارة المعنوية الأولى كانت بعد استشهاد عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات أول شهيد سمع بنبأ استشهاده. وأوضح أنه بعد ساعة الصفر عبر 100 ألف جندى مصرى وألف دبابة وألفا مدفع و220 طيارة، فتم كسر الحاجز النفسى الرهيب، وواصل: كان يملؤنا الغل والانتقام والثأر، رغم أن إسرائيل كانت معها أمريكا، لكن مصر كان معها الله عز وجل.. فرأينا ملائكة تحارب معنا.. وكان الطيار المقاتل يقوم بدور 10 طيارين. كنا نحارب منتخب طيارى العالم، من ألمانيا وأمريكا وانجلترا لكن لحمنا كان مرا. وألمح المنصورى إلى أنه قاد التشكيل الذى شارك فى أطول معركة جوية جرت فوق منطقة العين السخنة بخليج السويس، التى أطلق عليها معركة ال13 دقيقة، حيث واجهت طيارتان مصريتان «طراز ميج 23» 6 طيارات فانتوم التى كانت جزءا من الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل، وهى التى شاركت فى قتل أولادنا فى مجزرة بحر البقر. وأوضح المنصورى أن الطائرتين المصريتين كان بهما 4 صواريخ و400 طلقة، بقوة طيران نصف ساعة فقط، بينما طائرات العدو تطير لمدة 3 ساعات وبها 48 صاروخا و3600 طلقة، وكانوا 6 طائرات ب12 طيارا، وتمكن من قتل قائد التشكيل فى أول 30 ثانية، وردد قبلها «بسم الله حانت ساعة النحر». وكشف المنصورى عن أن الوقود نفد فاضطر للهبوط بالطائرة على طريق الزعفرانة على ساحل البحر الأحمر، وتمكن من تزويد الوقود بها مرة أخرى وقامت بعمليات قتالية، مشيرا إلى أن الطائرة 8040 موجودة حاليا فى بانوراما حرب أكتوبر. وأوضح أنه قام ب52 طلعة عمليات خلال الحرب بمعدل 2 إلى 3 عمليات فى اليوم. وأعرب عن أمله فى أن يتم تسجيل فيلم وثائقى عن الحرب، مشيدا بمحاولات العديد من الشباب الذين لم يعاصروها فى تخليد ذكراها وتسجيل مواقفها سواء عبر مجموعات الفيس بوك أو تويتر أو يوتيوب.وقال إن أشهر شهيد فى حرب أكتوبر كان عاطف السادات، حيث استشهد بعد تنفيذ مهمة بضرب مطار المليز واشترك فى ضربه، لكنه كرر الضربة وكانت فدائية منه فأصيب بالصواريخ الهوك الإسرائيلى. ثم ذكر الشهيد حسن لطفى الذى اشترك معه فى معركة ال13 دقيقة، أطول معركة جوية، وحصل على نجمة سيناء، والشهيد سليمان ضيف الله حيث اشترك معه فى معركة بين 8 طائرات ميج ضد 30 طائرة ميراج معادية كانت تهدف لاحتلال السويس يوم 24 أكتوبر بعد وقف إطلاق النار، وصدرت الأوامر بصدها والخروج فى طلعات استشهادية، لكن طائرة سليمان كان بها 3 آلاف لتر جاز، واشتعلت لكنه أصر على مواصلة تنفيذ مهمته، ومن المعروف أن الطائرة تنفجر فى غضون 30 ثانية فقط، ولما أبلغته أن الطائرة مشتعلة، فقال إن هناك طائرة إسرائيلية معادية ولابد من تفجيرها، فقلت له طيارتك هتنفجر فرد «ودينى مانا سايبه»، وبالفعل دمرها واستطاع أن يقفز بالباراشوت ثم خرج إسرائيلى وقتله بالمدفع وهو أعزل. وواصل المنصورى: «كنا نحاول أن نصطدم بطائرات العدو لتدميرها، وعندما أيقن اليهود أنهم أمام طيارين من نوع آخر غير معهود لديهم، تخلصوا من الاشتباك مرة أخرى وهو ما يعتبر فى عرف الطيران هزيمة لهم وانسحبوا.وأوضح أن الطيارين قبل تنفيذ أى مهمة كانوا يكتبون وصيتهم ويعطونها لبعضهم البعض، وأشار إلى أنه يحتفظ بوصيته ووصية الشهيد ضيف الله. وحول وضع الطيران المصرى حاليا ومدى مواكبته للطيران العالمى قال المنصورى إنه تم تنويع مصادر السلاح فلم يعد مقتصرا على السلاح الروسى أو السوفييتى كما كان من قبل، وأن مصر اتجهت لجميع دول العالم ولدينا الآن أعلى وأرقى أنواع السلاح الجوى فى العالم من طائرات الاستطلاع وايه تو سى والأباتشى والميراج 2000 وهى آخر ترسانة عسكرية فرنسية والفانتوم.