أصبح للشارع لاول مرة في مصر.. كلمة بل اصبح الشارع هو مصدر القرار.. ولاجدال ان الشارع انتزع مكاسب ما كنا سنحصل عليها لو اتخذنا نفس الطريق القديم، الطريق السياسي وصراعات السادة السياسيين!! وهذه هي الديمقراطية الحقيقية: حكم الشعب بالشعب للشعب.. فاذا كان نظام الحكم في مصر قد نجح في الغاء دور الشارع فها هو الشارع يستعيد دوره الطبيعي، وان يأمر فيطاع.. وان يقرر.. فيتم تنفيذ ما يطلب وتلك هذ ارادة الجماهير.. هنا نقف مشدودي القامة ونرفع أيدينا بالتحية: نقف ونهتف: تعظيم سلام شباب مصر. فما نراه ونعيشه الآن هو ميلاد جديد لمصر.. ميلاد بعد نوم طويل استمر ألف عام.. ولم تشهد مصر طوال تاريخها كله ما تشهده الآن من صحوة. ومن اصرار علي النجاح. ولقد نجح شباب مصر فيما عجز عنه كل ساسة مصر القدامي والمحدثين، علي مدي الدهر كله.. وهو درس لكل الذين كانوا يعايرون مصر بأن شبابها انتهي.. وانهم اصبحوا يتسكعون علي النواصي والكافيهات.. والفيس بوك.. وما دري واحد أبدا ان يصبح شباب الفيس بوك هم قادة هذا الشعب الذي يعلم باقي الامة. ويعلم غيرها.. شباب الفيس بوك ياعالم.. صنع المعجزة واجبر النظام بكل جبروته علي الاستجابة لمطالبهم.. بل واثبت هؤلاء الشباب ان نظام الحكم كان أوهي من خيوط العنكبوت.. وتهاوي النظام الذي استمر ليس فقط 03 عاما بل عشرات اخري من السنين،كان النظام فيها يأمر.. وعلي الكل ان يطيع.. وفي مقدمتهم الشباب.. وقلب شباب الفيس بوك كل التوقعات.. وبالبلدي: العيال عملوها.. او من كنا نظنهم صغارا.. فلقنونا نحن والنظام الدرس القوي بان الشباب هم اقوي القوي يأمر فيطاع وأنهوا اسطورة ان يأمر النظام فيطيع الكل دون نقاش.. واذا كانت حركات التقدم والنهضة دائما ماتبدأ صغيرة ثم تكبر مثل كتلة الثلج المندفعة من قمة الجبل الي السفح. فان شباب مصر اخذوا السلطة كلها في ايديهم.. وهم الآن يحسون حجم القوة التي يملكونها.. من هنا يصرون علي موقفهم.. ويصممون علي ارغام النظام علي الاستماع اليهم.. وطاعة أوامرهم. ولكن الخوف كله ان تركب قوي أخري حركة الشباب ويسرقوها.. ليحققوا من ورائهم ما يحلمون به من الوصول الي مقاعد الحكم والسلطان ولقد بدأت حركة شباب الفيس بوك نظيفة طاهرة.. لم يحركها احد الا ضمائرهم.. ولكن هكذا مايحدث في كل الثورات التي تبدأ شريفة.. ثم يستولي عليها الغير.. ووسط محاولات ركوب حركة الشباب خرجت دعاوي كثيرة تنادي لا رحيل عن ميدان التحرير الذي اصبح اسما علي مسمي، الا بعد رحيل الرئيس مبارك.. ثم تحول الموقف ليصبح لا حوار الا بعد رحيل الرئيس.. وهذا اعاد الي ذاكرتي موقف مشابة بالضبط.. حدث منذ 001 عام بالتمام والكمال.. هو موقف الحزب الوطني القديم حزب مصطفي كامل ومحمد فريد من بعده.. الذي كان يرفض اجراء اي مفاوضات مع الاحتلال الانجليزي.. الا بعد الجلاء.. وكان شعار هذا الحزب »لامفاوضة الا بعد الجلاء«.. وكانت باقي القوي تسخر من هذا النداء بقولها: اذا تم الجلاء فعلي ماذا اذن نتحاور او نتفاوض!! وهكذا الآن اذا رحل الرئيس.. علي ماذا بعد هذا المطلب الاساسي للشباب يتحاورون؟! وهذا يجرنا الي نقطة حيوية.. اذا كان حزب الوفد صاحب الاغلبية الشعبية في مصر قبل يوليو 2591 قد خرج من رحم الثورة عام 9191 وأصبح هو الحزب الرئيسي الذي حكم مصر عبر 7 حكومات وفدية فلماذا لايخرج من رحم ميدان التحرير الآن حزب جديد يقود البلاد في الفترة الحالية.. اذن نحن نحلم بحزب جديد اسمه حزب شباب الفيس بوك... او حزب التحرير من ميدان التحرير وان يكون هذا الميدان الذي صنعه الخديو اسماعيل مركزا للسلطة الجديدة في مصر. او ليحمل الحزب الجديد اسم حزب 52 يناير ليصبح حزبا يقود عملية تطهير شاملة في كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. يطبق فعلا مبدأ من اين لك هذا.. لنحاسب لصوص المال وناهبي الاراضي الذين شبعوا بعد جوع.. وتركوا الشعب يموت من .. الجوع.. نريده حزبا رائدا.. يقود الامة المصرية نحو نهضة حقيقية لمصر ندخل بها العالم الذي يتغير بسرعة الصاروخ. بل بسرعة انتقال الاخبار والمعلومات بسرعة الفيس بوك وهذا ليس جديدا في العالم.. لان كثيرا من الاحزاب الجماهيرية في العالم كله بدأت من الشارع.. لتحكم لمصلحة الشارع.. وهي احزاب لم تعرفها المنطقة العربية بهذا الشكل ابدا منذ ثورة 9191. وكم اتمني وتحلم معي كل مصر.. ان نحمي الحزب الجديد من ألاعيب القوي المتربصة بالوطن من اقصي اليمين واقصي اليسار.. فالكل منها تحلم بان تستولي علي »كيكة الحكم« وحدها.. حتي ولو علي حساب حركة الشباب الطاهرة التي خرجت يحركها ضميرها وحده.. ولا يحركها اي حزب او اي قوي سياسية اخري.. وفي رأيي ان يتحرك شباب الفيس بوك وبسرعة لاختيار من يمثلهم في عملية الحوار الذي اري ان يكون لهم اكثر من نصف الاصوات اي تكون لهم الغلبة.. ولايسمحوا لاي قوة اخري ان تستولي علي جهدهم وان يضعوا وبسرعة النظام الداخلي والاداري لحزب ميدان التحرير هذا.. وان كان هذا لايمنع ان يستمعوا لعدد من عقلاء الامة الذين لاينتمون لاي تيار حالي من القيادات الخطيرة التي تحلم بحكم مصر.. ولو علي اعناق هؤلاء الشباب. ومن هنا فإنني اتساءل واطلب اجابات سريعة وحاسمة علي سؤالين يلحان علي هذه الايام.. اولهما: من يمول حركة الاستيلاء علي ثورة الشباب. ومن يمونهم بالطعام والاحتياجات حقا من يمول.. ومن يمون لنعرف حقيقية الذي يحاولون السطو علي هذه الحركة الطاهرة.. ونقول بكل تأكيد ابعدوا الايدي غير السليمة عن شرفاء الوطن عن شباب يوم 52 يناير قبل ان تندس بينهم القوي الشريرة الداخلية والخارجية التي لاتريد خيرا لمصر ولشباب مصر.. ولكن يبقي السؤال: كيف نؤمن مصر. كيف نحمي مصر.. وكيف نصنع مستقبل مصر من اجل كل المصريين واذا كنا قد استمعنا الي اول بيانات الثوار فاننا نريد التركيز علي المطالبة بحركة تطهير واسعة في الجهاز الاداري والتنظيمي والسياسي لمصر الآن بشرط ان نتأكد من هوية من ينفذ ذلك.. حتي لاتتحول القضية الي تصفية حسابات بين القوي المتصارعة علي حكم مصر الآن.. .. واسلمي يامصر في كل حين..