دائما ما نوجه اليها أصابع الاتهام فهي في نظرنا مدانة ومقصرة ولا تقوم بواجبها علي الوجه الاكمل .. نصفها احيانا بالعذاب اليومي وتارة أخري بالشر الذي لابد منه واحيانا الدواء المر الذي لابد من تناوله. انها هيئة النقل العام المسئولة عن اسطول الاتوبيسات الذي يجوب شوارع القاهرة الكبري ناقلا قرابة 4 ملايين مواطن يوميا إلي مقار عملهم او مساكنهم وعلي الرغم من الدور الهام والحيوي التي تقوم به الهيئة الا انها محل نقد دائم بسبب الشكاوي العديدة التي يعاني منها المواطنون في رحلتهم اليومية مع اتوبيسات النقل العام. يعترف المهندس صلاح فرج رئيس هيئة النقل العام بوجود عجز في سائقي الهيئة الامر الذي يؤدي الي عدم التشغيل الكامل لاتوبيسات الهيئة حيث لا يخرج من اسطولها الا 80 ٪ فقط بسبب قلة السائقين لذا فهم يشعرون باهميتهم لانهم يدركون جيدا اننا في أمس الحاجة اليهم واحيانا نقوم بفصل السائق ثم اعادته من جديد بسبب احتياجنا اليه لذا يفعلون ما يحلو لهم.. العجز البشري دفعنا مرار وتكرارا الي نشر اعلانات لتعيين السائقين علي مدار العام والشروط ميسرة فنحن نريد سائق يجيد القراءة والكتابة والافضل حصوله علي شهادة متوسطة ويتم تدريبه علي اعلي مستوي داخل مركز التدريب بالمنيب وهو من افضل مراكز التدريب في الشرق الاوسط معمول بخبرة فرنسية وعلي احدث الانظمة يتم تعليمه وتدريبه وخلال 3 أشهر يكون مؤهلا لقيادة سيارة ملاكي وحسب قدرته وخلال 3 الي 6 أشهر يتم تقييمه ويتم ادخاله مركز تدريب ليحصل علي رخصة درجة تانية لقيادة ميني باص واذا نجح في ذلك يتم ادخاله مركز التدريب ليكون سائق اتوبيس اي انه خلال عام ونصف العام او اقل يكون محترفا في قيادة الاتوبيس كما اننا نوفر لهم مزايا مادية عديدة فحوافز السائق قد تصل الي الف وخمسمائة جنيه في الشهر اي انهم يتقاضون ارقاما جيدة ويخضعون لتدريب علي اعلي مستوي بالمجان. واشار رئيس هيئة النقل العام الي ان اجمالي اسطول الهيئة يصل الي نحو الفين وخمسمائة اتوبيس الا ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان عدد كبير من الاتوبيسات تتعدي اعمارها التشغيلية 20 سنة وبالتالي لن تنزل الشارع طبقا لقانون المرور الجديد لكن خطة التطوير بدأنا فيها بجلب 200 سيارة وقريبا ومع نهاية العام سوف يتم جلب 380 عربة علي مراحل مؤكدا ان الاتوبيسات الجديدة صديقة للبيئة ولا يصدر منها اي تلوث لانها تعمل باليورو 3 ولا يخرج منها عوادم . ونفي صلاح فرج ما تردد حول استيراد سائقين من الخارج اوادخال العنصر النسائي في قيادة الاتوبيسات مؤكدا ان تلك شائعات لا اساس لها من الصحة لا يمكن استيراد سائقين اجانب او سيدات لان السائق في مصر يعمل في ظروف صعبة للغاية لا تستطيع المرأة ان تتحملها فالسائق لدينا يأتي من مختلف انحاء القاهرة الكبري وتتعداها الي المحافظات المجاورة يأتي ليبدأ التشغيل من الخامسة والنصف. وحول الطريقة الامثل لحل مشكلة النقل والمواصلات في المدن الجديدة اكد رئيس الهيئة انه لابد ان يتم مراعاة ذلك عند تصميم تلك المدن فلابد من التخطيط المستقبلي لسيناريو زيادة الكثافة السكانية من خلال اضافة مبلغ بسيط علي سعر المتر يتم تخصيصه لتوفير النقل الجماعي. وعن المشاكل التي تحدث بين الركاب والسائق والكمساري قال: في حالة أي شكوي فعلي الراكب أن يتقدم بالتذكرة التي استقل بها سيارة النقل العام وأستطيع من خلال الكمبيوتر أن أتعرف علي أن هذا الشاكي استقل أي سيارة والتوقيت ومع أي سائق والكمساري وبالتالي أستطيع أن أحاسب المخطئ لأن هناك رقابة من الهيئة علي كل العاملين فيها وهناك لائحة جزاءات وكذلك قانون يحكم كل العاملين في الهيئة والركاب الذين يستخدمون أي وسيلة نقل جماعي تابعة لهيئة النقل العام.. وأعطي للراكب حقه. أحمد الدسوقي