تنسيق المرحلة الأولى 2025.. تحذير لطلاب الثانوية العامة غير مسجلي الرغبات: «لن تدخلوا كليات القمة»    ما هي واجبات أعضاء مجلس الشيوخ؟.. القانون يجيب    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب اليوم السبت 2 أغسطس بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    وزير الزراعة: أسعار الدواجن في انخفاض مستمر.. والأعلاف تراجعت 2000 جنيه للطن    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين شمال خان يونس    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل مطعم بولاية مونتانا الأمريكية    علي معلول يعلن انضمامه ل الصفاقسي التونسي (صورة)    يونس: شحاتة قادر على التطور..وأول 10 مباريات فاصلة للزمالك في الدوري    مصر ترفع رصيدها إلى 91 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    تضاؤل فرص لحاق وافد الزمالك الجديد ببداية مشوار الدوري    محافظ سوهاج يطمئن على مصابى حريق مطعم بميدان الشبان ويوجه بدعم طبى عاجل    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    بينهم طفل.. إصابة أسرة كاملة في انقلاب دراجة نارية بالوادي الجديد    سقوط مروع لطفل من دراجة نارية في الوادي الجديد    إخلاء سبيل منظم حفل محمد رمضان وعمال الفير ووركس بكفالة 50 ألف جنيه    حيل مذهلة لتحضير فنجان قهوة تركي لا ينسى (كلمة السر في الثلج)    قرارات عاجلة من محافظ سوهاج بعد حريق المطعم    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد "مثالية".. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    الزمالك يحسم صفقة الفلسطيني عدي الدباغ بعقد يمتد لأربع سنوات    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    حماس: اتهامات ترامب باطلة وفندتها الأمم المتحدة    ماسك يؤكد وجود شخصيات ديمقراطية بارزة في "قائمة إبستين"    زفاف إلى الجنة، عريس الحامول يلحق ب"عروسه" ووالدتها في حادث كفر الشيخ المروع    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    مفاجأة عمرو دياب لجمهور العلمين في ختام حفله: مدفع يطلق «تي شيرتات» وهدايا (صور)    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    عمرو دياب الأعلى استماعا خلال شهر يوليو على أنغامي (صور)    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    انتخابات الشيوخ 2025| استمرار التصويت للمصريين بالخارج داخل 14 بلد وغلق الباب في باقي الدول    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس مبارك في حوار مع مجلة الشرطة:التطرف والجماعات السلفية تريد العودة بمصر إلي الوراء
إيران تهدد أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء من أمن مصر القومي
نشر في الأخبار يوم 24 - 01 - 2011

أكد الرئيس حسني مبارك ان الشرطة لم تنفصل يوما عن معارك مصر.. بل ظلت في قلب العمل الوطني أوقات الحرب والسلام ولاتزال علي إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها لتعظيم جهودها وطاقاتها لحراسة أمن الوطن الذي يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر.
وقال الرئيس مبارك في حوار لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام في التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات فهي علامات وطنية في تاريخ مصر.
وشدد الرئيس في حواره علي ان أمن مصر القومي أولوية أولي فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير، وان حدودنا مؤمنة بدرع قوية هي جيش مصر. وحماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية قادرة علي ردع العدوان. ولهذا ظل في قلب أولوياتنا توفير أفضل الامكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا.
وفيما يلي نص حوار الرئيس مبارك لمجلة الشرطة:
الشرطة ومعارك مصر
سيادة الرئيس نلتقي بكم مجددا وقلوبنا عامرة بالحب والإخلاص والالتزام لطرح ما لدينا من أسئلة حول قضايا مصر ومنطقتها، بفضل هذا التقليد الذي وضعته سيادتكم احتفاء بعيد الشرطة في الخامس والعشرين من يناير كل عام، مؤمنين بأن هذا اللقاء فرصة سنوية لتعزيز قدرتنا علي أداء الرسالة الوطنية التي يحملها جهاز الشرطة المصرية علي كاهله.
الرئيس: أود في البداية أن أهنيء جهاز الشرطة بعيدهم.. وأن أشد علي أيدي قياداته وضباطه وصفه وجنوده.
إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام في التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات، فقيمتها الحقيقية في أنها علامات وطنية في تاريخ مصر.. تضيء الطريق لأجيالنا الجديدة.. وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التي واكبت مسيرة مصر وشعبها.
ينطبق هذا تماما علي يوم الخامس والعشرين من يناير فهو يوم برهنت فيه الشرطة المصرية علي وطنيتها وصلابتها وانحيازها لشعبها، حين اختارت أن تخوض معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال البريطاني، وضحي رجال الشرطة بأرواحهم ودمائهم دفاعا عن كرامة الوطن.
لقد أسعدني الإطلاع علي موسوعة (الشرطة المصرية عبر التاريخ الوطني)، فقد أثبتت بالوثائق أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوما عن معارك مصر وأنها ظلت في قلب العمل الوطني في أوقات الحرب والسلام.. وما تزال علي إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها وتعظم جهودها وتضاعف طاقتها وإمكانياتها، وهي تحرس أمن وطن عريق يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر.
أمن مصر القومي
سيادة الرئيس يلاحظ المتابعون لأحاديث سيادتكم تأكيدكم المستمر علي قضية الأمن القومي وهو ما يعني أنكم تعطونه أولوية خاصة بين أولويات العمل الوطني.. كيف ترون الوضع الراهن للأمن القومي علي مختلف دوائره ومحاوره؟.
الرئيس: أمن مصر القومي بمختلف هذه الدوائر والمحاور يمثل أولوية قصوي أمس واليوم وغدا وبعد الغد.. فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير.
مصر دولة فاعلة في محيطها الإقليمي، ومؤثرة في الإطار الدولي الأوسع لاعتبارات الدور والتاريخ والجغرافيا واعتبارات أخري عديدة.. مصر تمارس دورها في بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومي بمفهومه الاستراتيجي الشامل وعلي كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية.. وبكافة أبعاده بما في ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن الغذائي.
نبذل أقصي جهودنا لتعزيز النظام الإقليمي العربي، من أجل علاقات عربية عربية متينة وراسخة في وجه محاولات قوي إقليمية لشق الصف العربي، وإضعاف العمل العربي المشترك، والهيمنة علي المنطقة العربية وهويتها ومقدراتها.
ما أريد أن أؤكده أنني عندما أتكلم عن الأمن القومي، فلا أقصد بذلك فقط تأمين الحدود والدفاع عن الأرض المصرية، فحدودنا مؤمنة بدرع قوية هي جيش مصر الذي يشكل الدعامة الأساسية في حماية أمننا القومي، وسيبقي إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة علي ردع العدوان ولهذا ظل في قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا.
هناك سعي محموم لاختراق جبهتنا الداخلية ومحاولات مستمرة للارهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالأسكندرية في أول أيام العام الجديد.. وهناك تحدي التطرف والجماعات السلفية التي تريد العودة بنا إلي الوراء.. وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها علي أمن الوطن ما بين تعثر جهود السلام واستمرار محاولات ضرب الاستقرار في العراق واليمن.. والغيوم التي تتجمع في سماء لبنان.. والتطورات في السودان.. وهناك التصاعد في المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر علي أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.. وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل وشق الصف بين مسلمينا وأقباطنا.
تحديات الأمن القومي عديدة ومتشعبة.. لكننا لا نغفل عنها للحظة.. ونتعامل معها بتحرك فاعل ونشط نكشف عن بعض جوانبه.. ولا نكشف عن البعض الآخر.
مصر مستهدفة
سيادة الرئيس.. كثر الحديث عن الاحتقان الطائفي ومحاولات ضرب الوحدة الوطنية.. وترددت أصوات في بعض دوائر السياسة والإعلام بعد الاعتداء الإرهابي في الإسكندرية تدعو لحماية الأقباط.. وتزعم وجود اضطهاد ديني في مصر.. كيف تنظرون سيادتكم إلي ذلك؟
الرئيس: الذين يدعون ذلك إما أنهم يجهلون طبيعة مصر وخصوصية شعبها، فيتحدثون بسوء فهم وإما أنهم يعمدون إلي إشاعة هذا الزعم المغلوط فيتحدثون بسوء نية تنفيذا لمخططاتهم.. الذي لاشك فيه هو أن مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها.. وهناك من يحاول ضرب الوحدة الوطنية لشعبها.
الذين يروجون لوجود اضطهاد في مصر، يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلي حقائق، وإنما إلي أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.
نعم.. هناك من يروج للطائفية، ولكنها ليست نبتا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية، وتأتي علي خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط، ومظاهر ذلك واضحة في كافة أنشطة الحياة الاجتماعية اليومية، وهذا ليس أمرا مستجدا، وإنما هو تراث وطني راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة.
هناك بالتأكيد تجاوزات طائشة مرفوضة من الجانبين تحاول أن تشعل الفتنة هنا أو هناك، وهناك بالتأكيد عقول متعصبة ومتطرفة علي الجانبين، تحاول أن تفتعل الأزمات، وهناك - أيضا - خارج الحدود من لا يريد لمصر خيرا ويسعي إلي اختراقها، وزرع الفتنة بين جناحي نسيجها الوطني الواحد سعيا لزعزعة وحدتها الوطنية.. والنيل من استقرارها.
أنا علي اقتناع بأن هذه المحاولات أيا كانت أدواتها أو أساليبها.. وأيا كان المخططون لها ومنفذوها لن تستطيع أن تحقق أهدافها ومكائدها.. لأن المصريين هم أكثر الشعوب اعتصاما بوحدتهم الوطنية في وجه المخاطر والتهديدات، ويدركون أن هذه الحقيقة تشكل مصدر قوتهم عبر التاريخ.
الدولة مسئولة عن التصدي لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية.. ولن تتهاون في تطبيق القانون علي الجميع بكل الحسم ودون تردد.. هذا فضلا عن مسئوليتها في تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا.. وعلي المستويين التشريعي والتنفيذي.. فالدين لله والوطن للجميع.. والمساواة في الحقوق والواجبات مكفولة بأحكام الدستور والقانون بين كافة المصريين.. مسلمين كانوا أو أقباطا.. وكل حق يقابله واجب.. وكل حرية تقابلها مسئولية.
دور ومسئولية الدولة.. لابد أن يصاحبه دور ومسئولية من جانب العقلاء والمثقفين والكتاب ورجال الدين من الجانبين..وعمل دؤوب ومنظم عبر كافة أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم وغيرها، وهو واجب ومسئولية وفريضة وطنية لا تحتمل الانتظار أو التأجيل.
المشاركة والديمقراطية
سيادة الرئيس.. في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما حققته أحزاب المعارضة المصرية من نتائج وما أفرزته من ردود أفعال، كيف تري سيادتكم تأثير ذلك علي مفهوم التعددية وحياتنا السياسية بوجه عام؟
الرئيس: لقد قلت وأؤكد من جديد أنني كنت أتمني من موقعي كرئيس للجمهورية أن تحقق أحزاب المعارضة حضورا أكبر داخل البرلمان، وقلت إن المشاركة لا المقاطعة هي الطريق الصحيح لاستكمال أركان الديمقراطية وترسيخها وهي السبيل لتقوية الأحزاب وتطوير أدائها وتدعيم فاعليتها في المجتمع.
أؤكد مرة أخري أن أحزاب المعارضة هي جزء من حياتنا السياسية، ولاشك عندي أنها جميعا تستهدف مصالح الوطن رغم تعدد رؤاها لما يحقق ذلك من سياسات وبرامج.. وهذا التعدد هو أساس التعددية كهدف نشجعه ونسعي إليه علي طريق تجربتنا الديمقراطية.
سأظل مع التعددية الحزبية وتدعيم ممارستها، ومع تطوير أطر العمل السياسي وتوسيع دائرة المشاركة السياسة لكافة الأحزاب، وأدعوها لتطوير هياكلها وبرامجها وإلي دمج أجيال مصرية جديدة من شبابنا تفتح أمامهم الأبواب وتتيح لهم الفرص..كما أدعوها للتواصل مع الناس في الشارع المصري والتعامل مع همومهم وتطلعاتهم.. فالشعب هو مصدر الشرعية والسلطات وعلي كل من يشتغل بالعمل السياسي أن يحترم إرادته باعتباره الفيصل والحكم.
3 أولويات
سيادة الرئيس.. لقد نجحت جهود الإصلاح الاقتصادي في حماية الاقتصاد المصري من آثار مدمرة للأزمة الاقتصادية العالمية لكننا نتطلع في المرحلة القادمة للمزيد من الإنجازات كما نواجه العديد من التحديات والصعاب.. كيف ترون سيادتكم إستراتيجية العمل الوطني خلال هذه المرحلة؟
الرئيس: لقد حددت برنامج العمل الوطني وتكليفاتي للحكومة في كلمتي أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري الشهر الماضي.
لدينا ثلاث أولويات.. الأولي هي المزيد من الإستثمار ومعدلات النمو المرتفعة والمزيد من فرص العمل.. والثانية هي توسيع قاعدة العدالة الإجتماعية بين أبناء الوطن ومحافظاته.. والثالثة هي التوسع في تطبيق اللامركزية وتطوير الخدمات علي مستوي المحليات.
أبناء الشعب يعلمون إنحيازي للفقراء والفئات محدودة الدخل.. ويعلمون متابعتي لما يشغل الأسرة المصرية ومعاناتها من تكاليف المعيشة.. ويعلمون أنني لا أسمح أبدا بأي إجراء يمس حياة المواطنين ويزيد من أعبائهم.. وقد كلفت الحكومة بالمزيد من خفض عجز الميزانية والسيطرة علي معدلات التضخم.. وأتابع تنفيذ تكليفاتي أولا بأول.
نعم أمامنا تحديات وصعاب.. لكننا قادرون علي تجاوزها.. وجهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية يتحملون مسئولية الحفاظ علي الأمن والإستقرار.. فهما الضمان اللازم لجذب المزيد من الاستثمار والمشروعات وإتاحة فرص العمل ومحاصرة البطالة.. وتحقيق أهدافنا وأولوياتنا خلال المرحلة المقبلة.
ليس لدينا ما نخفيه
سيادة الرئيس لقد تحول موقع ويكيليكس إلي ظاهرة فقد تدفقت الوثائق واحتلت الموقع الأول في اهتمامات الرأي العام العالمي، ومعها تعددت الآراء والتقييمات ووجهات النظر.. ما هي الزاوية الصحيحة في تقديركم لرؤية ذلك؟
الرئيس: ما يهمنا هو ما أثبتته هذه التسريبات من صدق مواقفنا.. فليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه.. وما نقوله في العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة.
ليست هناك ازدواجية في مواقف مصر، وسياستنا لم تكن يوما بوجهين ولن تكون ليس لدينا أجندات خفية.. وتلك هي شخصية مصر القائمة علي الصراحة والوضوح في اتصالاتها الإقليمية والدولية.
تحديات الاستقرار
سيادة الرئيس ما الذي ترصدونه سيادتكم من ظواهر وتحديات تواجه الاستقرار والنظام الدولي؟
الرئيس: إننا أمام عالم يواجه أزمات وتحديات وصراعات وأشكالا جديدة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وجميعها تمثل تهديدا لاستقرار دول منطقتنا وتؤثر بشدة علي النظام الدولي، ويشكل الإرهاب أخطر هذه التحديات علي المستوي الإقليمي والدولي.
لا يستطيع أحد أن يزايد علي موقف مصر من الإرهاب، فقد قدمت مصر في مواجهتها معه العديد من التضحيات، وشهداء وجرحي من رجال أمنها الأوفياء، كما أنها استبقت الجميع بتقديم تصور متكامل لمواجهته منذ سنوات الثمانينات مقترحة عقد قمة دولية تتصدي لأبعاد ظاهرة الإرهاب المختلفة، ولقد أثبت الوقت وحصاد ما أطلق عليه (الحرب ضد الإرهاب) صحة موقف مصر وصواب رؤيتها وحكمة قرارها، فبعد سنوات طوال من هذه الحرب اتسعت رقعة الإرهاب وتطورت أساليبه وأدواته، وزادت مخاطره وتهديداته، ولم تعد أية دولة بمنأي عن ضرباته وشروره.
وبالإضافة إلي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة هناك تحدي اضطراب النظام الدولي الراهن الأحادي القطبية، واختلال التوازن المطلوب في مؤسساته الاقتصادية والتجارية والمالية، وأزماته المتتالية مثل أزمة الغذاء عام 2008 والأزمة المالية والاقتصادية العام التالي، واتساع الفجوة بين الدول الغنية والنامية بما تمثله من تهديد للسلام الاجتماعي بالدول الفقيرة هذا فضلا عن القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية التي طال انتظارها لحل عادل والتي تؤجج الإحساس بالظلم ومشاعر اليأس والإحباط وتغذي الإرهاب والتطرف.
القضية الفلسطينية
سيادة الرئيس.. دخلت القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الصعوبة نتيجة التعنت الإسرائيلي وفي غيبة تحرك دولي فعال لقضية السلام.. كيف ترون سيادتكم انعكاس ذلك علي الدور المصري والوضع الإقليمي؟
الرئيس: لقد أكدت دائما أن جوهر الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية وأن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب حل هذه القضية علي نحو عادل فحل القضية الفلسطينية ليس - فقط - هو الطريق الموصل إلي سلام راسخ ودائم في المنطقة، ولكنه السبيل إلي نزع حجج وذرائع الإرهاب والتطرف داخل منطقتنا وحول العالم والطريق لوضع دول الشرق الأوسط علي مسار جديد من التعاون الإقليمي لصالح شعوبها.
مصر بذلت جهودها حيال القضية الفلسطينية وقضية السلام بالتزام راسخ وعزم لا يلين.. لكن القضية الفلسطينية بعد كل هذه الجهود لاتزال تقف في مفترق طرق صعب، يمكن أن يؤدي إلي مزالق خطرة وتداعيات غير محمودة العواقب لا يتوقف تأثيرها علي الأرض الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني وحده ولا تطول آثارها المنطقة وحدها وإنما العالم بأثره.. وإذا كانت هذه هي مسئولية النظام العالمي كله فإن الأطراف الأساسية في هذا النظام تتحمل الجانب الأكبر من هذه المسئولية حفاظا علي مصداقية هذا النظام من جانب وعلي الأمن والسلام الدوليين علي الجانب الآخر لأن تدهورا جديدا في الشرق الأوسط سيؤدي إلي تداعيات أكثر اتساعا بحكم تداخل الأوضاع والقضايا في ساحة واسعة ساخنة ومضطربة تذخر بعوامل عديدة قابلة للاشتعال.. كما سيؤدي لتصاعد غير مسبوق لقوي الإرهاب ستطول شروره دول العالم.. دون استثناء. لقد أكدت مجددا خلال مشاوراتي الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ أن علي إسرائيل أن تتحمل مسئوليتها في الخروج بعملية السلام من مأزقها الراهن.. قلت له ذلك بقوة وصراحة ووضوح.. وتحدثنا في البدائل المطروحة لتحقيق ذلك.. والخطوات المطلوبة من جانب إسرائيل لإنقاذ جهود السلام..كما أثرت معه الوضع الراهن في غزة والتحرك المطلوب لتخفيف معاناة أهاليها، وحذرت من أي عدوان إسرائيلي جديد علي القطاع مشيرا للأصوات التي تروج لذلك مؤخرا داخل إسرائيل.
وفضلا عن اتصالاتنا مع إسرائيل فإنني أقول مرة أخري أن علي الولايات المتحدة وباقي أطراف الرباعية الدولية أن يترجموا ما وعدوا به إلي تحرك جاد وفعال علي أرض الواقع.. يقرن الوعود بالأفعال.. ويدفع بعملية السلام العادل والشامل إلي الأمام.
الوضع في السودان
سيادة الرئيس.. وسط أعباء جسام بادرتم إلي عقد قمة مصغرة في الخرطوم الشهر الماضي جمعت شريكي الحكم في الشمال والجنوب ما هو تقييمكم للموقف بعد أن تم الاستفتاء، وما هي رؤية مصر للمرحلة المقبلة في تاريخ السودان؟
الرئيس: لقد سعينا إلي أن تكون الأجواء إيجابية في بحث مستقبل العلاقة بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء وخلاله والفترة التي تليه، فالقمة كانت معنية بتأكيد الروابط الأخوية بين الشمال والجنوب وضمان عدم العودة للمواجهة وإراقة الدماء أيا كانت نتيجة الاستفتاء.
وبالنسبة لنا فقد حرصنا علي أن نمارس جهدا ودورا متوازنا للغاية في كافة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، وهو دور وجهد استبق توقيع (إطار ماشاكوس) واتفاق »نيفاشا«، كما تواصل بعدهما وحتي الاستفتاء وسوف يتواصل خلال المرحلة الانتقالية المقبلة والمحددة بستة أشهر.. وفيما بعدها.
كان دافعنا هو الحرص علي الشمال والجنوب منذ البداية دون انحياز ودون افتئات علي مصالح وحقوق أي من الطرفين، كما كان غاية وقصد جهدنا هو أن يتم الاستفتاء بعيدا عن المواجهة والعنف، وأن نحافظ علي علاقة قوية ودائمة بين الشمال والجنوب تدعيما للثقة المتبادلة وحرصا علي الروابط والعلاقات بين أبناء السودان.. والحمد لله أن الاستفتاء قد مر في سلام.. فيما عدا المواجهات المحدودة التي وقعت في منطقة (أبيي).
لقد قلنا منذ البداية أننا نعمل من أجل وحدة السودان ولأن يكون خيار الوحدة جاذبا عند إجراء الاستفتاء.. لم نكن لنعارض حق الجنوب في تقرير المصير بعد أن اتفق عليه الجانبان في اتفاق (ماشاكوس) الإطاري وبعد أن أكداه في اتفاق (نيفاشا).. لم نكن لنعارض هذا الحق وقد سبق لمصر أن منحته للسودان فاختار الاستقلال عنها عام 1956.. ولم نكن لنستطيع أن نصادر إرادة شعب الجنوب في البقاء داخل إطار السودان الموحد أو في اختيار إطار سياسي مستقل وأكدنا أننا سنحترم ما تقرره هذه الإرادة مع تأمين العلاقة المستقبلية لشعب واحد حتي لو اختار جانب منه أن يشكل كيانا سياسيا مستقلا، ولكنه في كل الأحوال كيان مجاور، بامتداد الأرض ومجري النيل والتاريخ.
إن السودان يمثل البعد الجنوبي لأمن مصر القومي.. وتربطنا به علاقات تاريخية وثيقة مع أبنائه في الشمال والجنوب، وهناك حرص متبادل علي تعميق وتطوير كافة صيغ التعاون سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وستظل مصر حريصة علي دعم علاقاتها وتعاونها مع الشمال والجنوب وعلي أمن واستقرار الأشقاء في الخرطوم وجوبا.
طائرة بن علي
سيادة الرئيس.. لاتزال التطورات الأخيرة في تونس مثار اهتمام سياسي وإعلامي واسع النطاق بمنطقتنا العربية وخارجها.. كيف ترون هذه التطورات؟ وهل صحيح ما تردد عن توقف طائرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي بمطار شرم الشيخ.. ورفض مصر لجوئه إليها؟
الرئيس: أبدأ بنفي الجزء الأخير من السؤال وحقيقة الأمر أنني أبلغت فور دخول الطائرة المجال الجوي المصري، وتم إبلاغي بأن الطائرة طلبت الإذن بعبور الأجواء المصرية دون أن تطلب ترخيصا بالهبوط في أي من مطاراتنا.. واستمرت متابعة سلطات الطيران المدني لعبور الطائرة إلي حين هبوطها بمطار (جدة).
أعلنا منذ اليوم الأول أن مصر تحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته، الشعب المصري يحمل مشاعر الود والاعتزاز لشعب تونس الشقيق، وكل ما نتمناه هو أن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها في أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها للديمقراطية والتنمية والتقدم.
وكما قلت في كلمتي أمام القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ.. فإن العالم العربي في حاجة للمضي في القرن الحادي والعشرين.. بمجتمعات عربية منفتحة علي العالم.. تعي روح العصر وقيمه ومبادئه.. تحترم إرادة الشعوب وتطلعها للحرية والعدل وحقها في الحياة الكريمة.. هناك تفاوت في الوقت الراهن بين مجتمعاتنا العربية من حيث مدي ونطاق ما تتيحه من حرية الرأي والتعبير والصحافة.. وغيرها من الحريات.. ومدي ما حققته من خطوات علي طريق الديمقراطية والإصلاح والتطوير والتحديث.. ومن المهم أن يكون ذلك محل الاعتبار في أي تقييم موضوعي لأوضاعنا العربية.. وأن يعي خصوصية مجتمعاتنا العربية وأوضاعها وظروفها والفوارق فيما بينها.. كي تمضي هذه المجتمعات في الإصلاح وتوسيع قاعدة تجاربها الديمقراطية بخطي ثابتة.. وتحاذر في ذات الوقت من الانتكاس وعثرات الطريق.
سيادة الرئيس.. باسم جهاز الشرطة.. نتوجه لسيادتكم بالشكر والامتنان علي هذا الحديث وهذه الرؤية الشاملة.. وفي نهاية لقائنا.. هل لنا أن نطلب من سيادتكم توجيه كلمة خاصة إلي رجال الشرطة المصرية في عيدهم؟.
الرئيس: بقدر ما تكون المسئولية يكون الالتزام، وأقول لرجال الشرطة المصرية إنكم تضطلعون بإنفاذ القانون.. وبرهنتم دوما علي شجاعتكم والتزامكم بأداء واجبكم ومسئوليتكم.. بصدق وأمانة وحس وطني رفيع.. وفي مواجهة كافة المخاطر والتحديات.
لقد قدمتم شهداء من خيرة رجالكم فداء لمصر في مواجهة الإرهاب، وقدمتم شهداء آخرين في تصديكم للجريمة بكافة صورها وأشكالها يأتمنكم الوطن علي جبهته الداخلية.. ويأتمنكم أبناء الشعب علي أرواحهم وأعراضهم وأموالهم.. لكم جميعا مشاعر التقدير والاعتزاز.
وكل عام وأنتم ومصر وشعبها بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.