أقيمت الاحتفالية في أجواء مصرية خالصة، تجلت فيها رموز الروح المصرية بحاضرها وحضارتها، وإشارات متنوعة الي عباقرة الإبداع المصري قديما وحديثا في مسيرة أشعلتها الابداعات الفرعونية في مجالات الآداب والفنون والثقافة الموسوعية، وتواصلت عبر قرون العطاء المصري الخلاق وصولا إلي العصر الحديث. جاءت هذه الاحتفالية إيمانا بدور الآداب والفنون في إثراء روح الأمة وتجديد نهضتها الابداعية وبضرورة إسهام القطاع الخاص والمجتمع المدني في دعم جهود التنوير الثقافي، وكان ل»مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية« دور فعال في دعم الحركة الثقافية في مصر علي مدار الأعوام الخمسة الماضية، حيث تقوم المؤسسة منذ عام 5002 بتنظيم مسابقة »جائزة ساويرس الثقافية« سعيا الي المساهمة في تشجيع حركة الأدب والسينما وتحسين فرص ظهور المواهب الحديثة وتنشيط الحركة الثقافية، كما تعتبر المؤسسة أن أحد أهم أدوارها »تنشيط الحركة الثقافية والأدبية وتشجيع الأدباء والكتاب والمؤلفين المصريين والاهتمام بهم تشجيعا صادرا عن قناعة حقيقية بأهمية دور الأدب والفن في الارتقاء والتنمية بالمجتمع المصري، علي حد تعبير القائمين علي أمر الجائزة. وسط هذه الأجواء التي عبقت بكل ما هو مصري جاء الاعلان عن أسماء الفائزين الذين استخلصت لجان التحكيم أعمالهم الابداعية من بين 914 عملاً أدبيا وفنيا متنوعا ما بين رواية وقصة قصيرة وسيناريو سينمائي ونص مسرحي: في مجال الرواية فرع كبار الكتاب فاز الروائي أحمد صبري أبو الفتوح بالمركز الأول عن روايته »ملحمة السراسوة -الخروج« والبالغ قيمتها مائة ألف جنيه، وفي فرع الشباب فاز الطاهر شرقاوي بجائزة المركز الأول والبالغ قيمتها 04 ألف جنيه عن روايته »فانيليا«، بينما فاز كل من محمد محمود أحمد معروف ومنال محمد السيد موسي بجائزة المركز الثاني مناصفة بينهما والبالغ قيمتها 03 ألف جنيه، حيث فاز معروف عن روايته »الباخرة كليوباترا« وفازت منال عن روايتها »غنا المجاذيب«. وفي مجال المجموعة القصصية، فرع كبار الكتاب، فاز الكاتب محمود الورداني بالمركز الأول عن مجموعته »الحفل الصباحي« وتبلغ قيمتها مائة ألف جنيه، وفاز بالمركز الأول بفرع الشباب القاص محمد عبد النبي عن مجموعته القصصية »شبح أنطون تشيخوف« وتبلغ قيمتها 04 ألف جنيه، وتقاسم كل من الكاتبين محمد خير وأحمد حمدان المركز الثاني بفرع الشباب مناصفة بينهما والبالغ قيمتها 03 ألف جنيه، حيث فاز محمد خير عن مجموعته »عفاريت الراديو«، وفاز حمدان عن مجموعته »البعثة«. وفي مجال السيناريو، اقتسم الكاتبان ماهر عواد عبد الصمد ود.محمد كامل القليوبي جائزة المركز الأول بفرع كبار الكتاب مناصفة بينهما والبالغ قيمتها مائة ألف جنيه، حيث فاز عبد الصمد عن سيناريو فيلم »حتي نفاد الكمية«، وفاز القليوبي عن سيناريو فيلم »لعبة المرايا علي ضفاف المدن«. وفاز بالمركز الثاني بفرع الشباب المؤلف عمرو طه الشامي عن سيناريو فيلم »يحيا الدوتشي«، والبالغ قيمتها 04 ألف جنيه. وتقاسم الكاتبان السيد محمد علي مرسي، وأسامة نور الدين، المركز الأول لجائزة النص المسرحي مناصفة بينهما والبالغ قيمتها مائة ألف جنيه، حيث فاز مرسي عن مسرحيته »ملهاة الحجاج«، وفاز نور الدين عن مسرحيته »نبوءة طيبة«. وقد وقف علي اختيار هذه الأسماء وأعمالهم الابداعية مجموعة من النقاد والمثقفين وأهل الاختصاص حيث تكونت لجنة جائزة أفضل رواية ومجموعة قصصية فرع كبار الكتاب من :إبراهيم أصلان، أبو المعاطي أبو النجا، حلمي النمنم، عزت القمحاوي، د.هيثم الحاج علي، وفي فرع الشباب تشكلت من السفير شكري فؤاد، إبراهيم عبد المجيد، د. أمل أبو الفضل، د. سحر الموجي، ود. سعيد الوكيل. ومثل لجنة جائزة أفضل سيناريو لفرع كبار الكتاب كل من: علي أبو شادي، بشير الديك، أحمد يوسف، يحيي عزمي، كمال رمزي، وفي فرع الشباب تكونت من :د. سمير سيف، رؤوف توفيق، صلاح مرعي، خيرية البشلاوي، عصام زكريا. أما عن جائزة أفضل نص مسرحي، فتكونت من :محمد سلماوي، د.نهاد صليحة، د.أحمد سخسوخ، د.هاني مطاوع، د.مصطفي رياض. وحضر الفنان الكبير والقدير عمر الشريف الاحتفالية وأبدي سعادته بهذه المناسبة الثقافية التي يود أن تتكرر كثيرا لإثراء الحياة الأدبية والفنية، وقال إنه يعيش هذه الأيام مع رحيق الفكر والثقافة بالقراءات المتواصلة في جميع فروع المعرفة الانسانية. كما حضر لفيف من المثقفين الحفل منهم علي سبيل الذكر: المفكر السيد ياسين الذي تحاور مع الكثيرين ، كما تألق الكاتب الكبير أحمد رجب، ود. عالم الأثريات زاهي حواس، ، ود.أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة ، وكان هناك أيضا حسام نصار الشاعر ووكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، والناقد المسرحي د.أحمد سخسوخ، والمخرج د.هاني مطاوع وغيرهم. وأعلن الكاتب محمد سلماوي رئيس إتحاد كتاب مصرعلي مرأي ومسمع من الجميع أن الاتحاد سقوم بطباعة النص المسرحي الفائز علي نفقة الاتحاد مساهمة منه. وعرض في الاحتفالية فيلم »شكوي الفلاح الفصيح« للمخرج شادي عبد السلام، وهو الفيلم الوثائقي الذي حمل شكوي الفلاح المصري القديم الي الفرعون وبث فيها شكواه، داعيا إياه الي تحقيق العدل والميزان. و كانت مفاجأة مثيرة للتعجب والاعجاب تلك التي مهد لها المخرج عصام المغربي المسرحي ورئيس ستوديو مصر، تجلت في المخرجة الفنانة »جيم بقطر« ابنة الثامنة والخمسين من العمر ، إذ عرض لها في أجواء الحفل فيلم عنوانه أثار الدهشة»اللغة السينمائية عند قدماء المصريين« طرحت فيه كل مقومات السينما وقد شهد والت ديزني بأنه استفاد 022 حركة من سينما الفراعنة الصامتة. واستحق الفنان إيمان البحر درويش تصفيق الحضور أكثر من مرة، لم يكن يغني ، بل جاء متحدثا في ومضة وطنية رائعة حين استرجع لقطات من جده فنان الشعب سيد درويش مستشهدا بكلمات أغانيه في الوحدة الوطنية. مجدي العفيفي