آلمني وآلم جميع المصريين- مسلمين وأقباطا- الحادث الارهابي الاثيم بكنيسة القديسين بالاسكندرية الذي استهدف مواطنين مصريين ابرياء يحتفلون بعيدهم ويستعدون لاستقبال عام جديد فأودي بحياة 12 مواطنا وإصابة 69. ان هذه الجريمة النكراء لا تستهدف الاقباط وحدهم وانما تستهدف جميع المصريين، فمصر هي المقصودة. واتفق هنا تماما مع ما قاله الرئيس مبارك: »ان هذا العمل الارهابي الآثم استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وان مصر برمتها هي المستهدفة، وان الارهاب الاعمي لا يفرق بين قبطي ومسلم«. ان من قام بهذه الجريمة البشعة لا يمكن ان ينتمي لاي دين، فضلا عن ان يكون مسلما يعرف اصول دينه، انما هو عبد للدنيا، عبد لمصالحه الدنيئة، باع نفسه مقابل اموال زهيدة مهما كثرت، ضحي ببلده وأمن مواطنيه مقابل لا شيء. هناك جهات عديدة تستهدف أمن مصر ولا هدف لها الا ضرب استقرارها وزرع الفتنة بين مواطنيها مسلمين واقباطا، وهذه كانت الرسالة من وراء هذه الجريمة النكراء، ولذلك خرج كثير من المصريين المسلمين والاقباط معا رافضين هذه الرسالة مؤكدين وحدة مصر بعنصريها، قاصدين دحر الفتنة حتي لا يصل المغرضون الي غايتهم، فخرجوا يهتفون: »يحيا الهلال مع الصليب«، »عايزين مصر تبقي قوية«، »الاسلام جنب المسيحية«. هذه الجهات المغرضة لا يرضيها ان يعيش العالم في سلام فضلا عن الدول العربية والاسلامية وعلي رأسها مصر، فهي تريد نشر المبدأ المعروف »فرق تسد«، ولذلك نري فكرة التقسيم التي ظهرت بوادرها في العراق بين السنة والشيعة والاكراد، بالاضافة الي ضرب المسيحيين هناك وزعزعة أمنهم، وليس بعيدا عنا ما يحدث في السودان من تغذية الانقسام بين الشمال والجنوب بالاضافة الي اشعال مشكلة دارفور. ان هذه الجريمة الارهابية البشعة لن تنال من استقرار مصر ووحدة المصريين ما دمنا متيقظين لاعدائنا واعين لمخططاتهم الخبيثة، متصدين لمحاولاتهم الدنيئة، متحدين لا يفرق بيننا تافه يعمل بأجندة خارجية او صاحب مصلحة قصيرة النظر.