مظاهرات الغضب التلقائية لحظة حدوث العمل الارهابي في كنيسة القديسين بالاسكندرية أمر طبيعي ومقبول.. كرد فعل مباشر من المسيحيين والمسلمين. ولكن أن تستمر هذه المظاهرات كما شهدنا الأيام الماضية فهو أمر مرفوض، ويحقق الأهداف التي يصبو إليها الارهابيون الذين قاموا بالعمل الإجرامي.. فالأقباط ليسوا هم المستهدفين بما حدث.. ولكن مجرمي العملية يدركون أن توجيه الضربة إلي كنيسة سوف يثير سخط الأقباط ويبدو الأمر في الداخل والخارج وكأن الأقباط مستهدفون من مسلمين متطرفين أو من اشخاص محسوبين علي الاسلام وهو منهم براء.. فمصر بأقباطها ومسلميها هي المستهدفة في هذه العملية أولا وأخيرا.. بهز أمنها وزعزعة استقرارها.. فيجب أن ينتبه الجميع إلي أغراضهم والكف عن الردود الانفعالية في الشوارع والتي تصور الحدث وكأنه فتنة طائفية، لسنا في حاجة إلي المزيد من التوتر واصابة أبنائنا من رجال الأمن والمواطنين في الشوارع دون حول لهم ولا قوة. دون تمييز بين مسلم ومسيحي.. لقد هبت مصر كلها ضد العمل الاجرامي.. مصر حكومة وشعبا ومؤسسات دينية وقد عبر الرئيس حسني مبارك عن ذلك بعد ساعات قليلة من الحادث الاجرامي.. ولن يفلت المجرمون من العقاب وستظل مصر أقوي من الارهاب، بحكمة أبنائها مسلمين ومسيحيين وحنكة البابا شنودة في التعامل الجاد والمسئول وتأكيده الدائم أننا جميعا أبناء وطن واحد والدعوة إلي التهدئة من الإخوة الأقباط وتفويت الفرصة علي الارهابيين.