[email protected] تذكرون المذيع الأمريكي " أبو حمالات " الذي كان يطل علينا كل ليلة من قناة " سي إن إن " المعروف ب" لاري كينج "؟ هذا المذيع الأشهر تليفزيونيا علي مستوي العالم.. إعتزل بعد أن أكمل نصف قرن علي عمله الإعلامي والتليفزيوني وقال للمشاهدين"باي باي" بعد أن أجري أكثر من مائة ألف مقابلة مع كبار وألمع الشخصيات في العالم من رؤساء دول ونجوم سياسة وفن وغيرهم من المشاهير.. كان برنامجه يحمل إسم " لاري كينج لايف ".. وكان يشتهر إضافة لشيالات بنطلونه بالميكروفون القديم الأسود كبير الحجم الذي كان يضعه أمامه .. وهو لا يعمل .. بالمناسبة فقط مجرد منظر.. إلا أنه كان يجري الحوارات الأكثر إثارة .. ويتناول قضايا الساعة في جرأة .. ربما تصل أحيانا إلي إحراج ضيفه .. ولكن بأدب جم بعيدا عن الإسفاف والإبتزال .. فقد كان يستهدف فقط السبق الإعلامي وكشف الحقيقة أمام العالم كله.. ثم كان يستقبل الأسئلة من المشاهدين علي الهواء مباشرة بكل مصداقية ليجيب عليها الضيف بكل شفافية في التو واللحظة .. ربما عرفنا جميعا لاري كينج خلال حرب الخليج في عام 91 وكان بالنسبة لنا شيئا مدهشا أن نشاهد وقت ذاك برنامجا علي الهواء يناقش -- من خلال ضيوفه - الحرب وينتقد ويمتدح الإدارة الأمريكية دون قص ولزق أو الخضوع لعمليات المونتاج .. كان ذلك بالنسبة لنا إكتشاف وإختراع غير مسبوق .. وقد حافظ لاري علي نجوميته طوال سنوات عمره الإعلامي المديد .. عندنا .. مقدمو ومقدمات برامج عفي عليهم الزمن ورغم أن تلك البرامج تحمل عناوين توحي بأنها " علي الهواء وبرامج حيّة " ورغم ذلك لا أحد يري تلك البرامج .. ولا هم يعتزلون .. وحين تراهم تشعر بأنك بحاجة للنوم وتأخذ بالتثاؤب .. وبعض المذيعين لا يعرفون معني الحوار التلفزيوني .. ولا كيف يسألون .. ولا ماذا يعني التحضير للبرنامج فتأتي المقابلة ساذجة والأسئلة تافهة وسخيفة ومكررة... ثم يسألونك لماذا لا تتابع برامجهم.! عندنا أسئلة اللقاءات هي هي نفسها لاتتغير سواء أكان الضيف رجل سياسة أم مطربا أم حتي بياع فلافل - مع الإحترام للجميع .. كم عدد أبناؤك .. هل تأكل اللحم .. هل تقف أمام طابور العيش .. كم مرة سافرت هذا العام .. متي تشعر بالسعادة .. هل حققت نجاحا أو إنجازا هذا العام .. وهكذا من الأسئلة المملة الثقيلة .. من التقليعات التلفزيونية أن مذيعة - مثلا - تصر علي إرتداء " نص كم " رغم أننا في عز البرد وفي وقت يكون المشاهد تحت اللحاف وحاطط عشر بطانيات يادوب يدفا.. لكن المذيعة في عالم آخر وتشعرك أنها في السونا..! لاري كينج إعتزل .. وكل واحد عندنا بيفتكر نفسه لاري كينج .... طيب قلدوه واعتزلوا وخلوا المجال للكفاءات !!..