بعد ما يقرب من خمسين عامًا قضاها في العمل الإذاعي والتليفزيوني ، وبعد 25 عاماً من التقديم المتواصل لبرنامجه الأشهر "لاري كينج لايف" علي قناة السي إن إن الأمريكية ، وبعد ما يقرب من 7000 حلقة تليفزيونية وحوارات مع أشهر الرؤساء والوزراء والنجوم في المجالات المختلفة .. وبعد أن أصبح " اسطورة إعلامية" غير قابلة للتكرار .. قرر هذا الأسبوع المذيع الأمريكي الشهير لاري كينج (77 سنة) أن يتوقف عن العمل الإعلامي، وأن تكون حلقة يوم الخميس الماضي (16 ديسمبر) هي الحلقة الأخيرة له ولبرنامجه! لا بد للقطار أن يتوقف، ولا بد للمحارب أن يستريح، هكذا كان يفكر لاري كينج وهو يأخذ قراره.. جرب لاري كينج كل ألوان الشهرة والنجاح.. وأصبح ايقونة إعلامية عالمية.. وخلق لنفسه طريقة خاصة في التقديم.. وحتي في طريقة لبسه.. فقد حافظ علي ارتداء القميص دون جاكت ، وعلي " الحمالة" الشهيرة ، وحافظ كذلك علي إيقاعه الهادئ في إدارة الحوارات دون عنف ، وبدون إثارة .. والمعروف أن الإعلاميين عادة ما يلاحقون المشاهير ، طلبًا لانفراد ، أو رغبة في حوار (اكسكلوسيف) .. غير أن العكس كان مع لاري كينج .. فهو نجم تسعي النجوم إليه ، وهو إعلامي يسعي رؤساء الدول إلي اللقاء معه .. كان لاري كينج فريداً في كل شيء ، حتي في اتخاذه قرار الاعتزال ، وهو علي القمة التي لا يناطحه فيها أحد ، ولا يقاسمه فيها سواه.. منذ فترة قصيرة ، أعلنت اسطورة التليفزيون الأمريكية السمراء " أوبرا وينفري" اعتزالها العمل التليفزيوني وذلك عندما أكملت العام الخامس والعشرين من برنامجها الشهير. فعلها لاري كينج وسيفتقد مشاهدو السي إن إن في العالم كله طلته اليومية، التي أصبحت من الطقوس الثابتة.. وستصبح مشكلة لمن سيأتي بعده.. فالكرسي الذي جلس عليه لاري كينج ، والساعة التاسعة مساء من مساء كل يوم ، هي أشياء تم تخصيصها للكينج ، ومن الصعب تقبل أن يحل أحد مكانه!