في عام 2007، احتفلت قناة CNN الأمريكية علي مدار أربعة أشهر متصلة بالإعلامي الأمريكي الشهير لاري كينج بعد أن أتم خمسين عاماً في العمل الإذاعي والتليفزيوني.. وفي هذه الاحتفالية المستمرة، تمت استضافة عدد كبير من المشاهير، بمن فيهم رؤساء سابقين للولايات المتحدة، ووزراء سابقين وحاليين، ونجوم فن ورياضة وغناء.. الكل كان يحتفل بهذا الإنجاز، والجميع كان يحتفل مع لاري كينج بهذه المناسبة.. تم إبراز أهم ما حققه كينج، وتم تقديره علي عينه، وفي حياته.. كانت احتفالية طويلة وممتدة، بقدر طول مسيرة لاري كينج وامتدادها.. وكانت احتفالية حيوية بقدر حيوية لاري كينج وتجدده الدائم.. وعلي الرغم من تميز لاري كينج، فإن نجاحه يرجع إلي الجو المحيط به، وإلي فريق العمل الضخم الذي يساعده.. لاري كينج هو قمة الجبل الجليدي، الذي يظهر منه أكثر مما يخفي.. فريق الإعداد الذي يقدر بالعشرات المنتشرين في كل الولايات، والمتخصصين في مجالات الحياة المختلفة.. الأمر نفسه في مجال الإعداد والتجهيز للبرنامج نجده مع أيقونة الإعلام الأمريكي السمراء "أوبرا وينفري"، التي يعمل معها طاقم إعداد يماثل عدد المعدين ورؤساء التحرير في اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري.. وفي مصر، ولدينا كفاءات قد تفوق لاري كينج، وقد تتميز علي أوبرا وينفري، لا توجد الظروف الملائمة التي تساعد هذه الكفاءات علي العمل والنجاح.. في مصر نتعامل مع السن، ومع الخبرة الممتدة للإعلاميين باعتبارها عبئاً يجب التخلص منه، أو يجب التقليل منه في أحسن الأحوال.. في مصر، يوجد لدينا الإعلامية آمال فهمي، تلك السيدة التي ربت أجيالاً من الإعلاميين والمستمعين علي صوتها، وعلي برنامجها الشهير "علي الناصية "، وعلي فوازيرها خلال شهر رمضان.. هذه الإعلامية لو كانت في الولاياتالمتحدة، علي سبيل المثال، لاحتفلوا بها، أكثر مما احتفلوا بكينج، ولقدروها أكثر مما قدروا وينفري.. فهي مؤسسة إعلامية، وهي فريق برنامج متجسد في شخصية واحدة.. تقوم آمال فهمي بإعداد لقاءاتها، وبتسجيلها، وبمونتاجها في وقت واحد وبنفسها.. وهي تطل علينا كل أسبوع بما يشغل الرأي العام المصري، وبما يتماشي مع أجندة الناس العاديين.. آمال فهمي هي نموذج لعدد من الإعلاميين في مصر الذين يجب الاحتفاء بهم، وتكريمهم التكريم اللائق بحجم الإنجازات التي حققوها، وبحجم الريادة الإعلامية التي صنعوها.. ومن لم يشكر الناس علي حسن صنيعهم لم يشكر الله.