لم يمر 45 يوما علي حادث تصادم شرم الشيخ بين أتوبيس نقل سياحي وسيارة نقل اسفر عن مقتل اكثر من 40 شخصا، ليستيقظ اهالي محافظة اسوان صباح امس علي كارثة تصادم جديدة اسفرت عن مصرع 27 اخرين لا ذنب لهم سوي انهم كانوا ضحية لعدم الانضباط والاهمال والاستهتار بالطريق من قبل السائقين، ومن هنا لا نجزم اذا قلنا ان العنصر البشري مازال هو المتهم الاول في التسبب بوقوع مثل هذه الكوارث، هذا بالاضافة إلي اسباب اخري بعضها يقع علي الدولة منها اهمال الطرق وعدم صيانتها، «الاخبار» قامت برصد اراء ومقترحات عدد من الخبراء في محاولة لوضع حد يوقف هذا النزيف المستمر. في البداية اكد اللواء عبد السميع وهدان مدير ادارة مرور البحيرة سابقا والذي قضي ما يقرب من 31 عاما بقطاع المرور طوال فترة عملة بوزارة الداخلية ، ان السبب الاول في وقوع الحوادث هو العامل البشري وخاصة سائقي سيارات الاجرة والميكروباصات والسرعة الجنونية، بالاضافة إلي الطرف غير الممهدة خاصة فيما يتعلق بالطرق الازدواجية – وهي الطرق الفردية التي تسير عليها السيارات في اتجاهين-، وأشار اللواء عبد السميع وهدان انه من المستحيل ان تغطي الدولة جميع الطرق علي مستوي الجمهورية، فمثلا كاميرات المراقبة المستخدمة في رصد المخالفين قد تغطي عددا معينا من الكيلو مترات وليس مئات الكيلو مترات، لان وجود كاميرات مراقبة في كل عدة كيلو مترات بجميع الطرق علي مستوي الجمهورية سيكلف الدولة اموالا طائلة. وقال اللواء وهدان :» من وجهة نظري اري ان الحل الوحيد وهو حل فني للحد من هذه الحوادث التي تكلف الدولة مليارات الجنيهات، هو ايجاد طريقة فنية لضبط سرعة تلك السيارات بحيث لا تتعدي سرعتها السرعة القانونية من 80 إلي 100 كيلو متر في الساعة وهذا سوف يكبح جماح هؤلاء السائقين ويجعلهم يلتزمون بالسرعات القانونية. ومن جهته وضع الدكتور محسن زاهران، أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية بعض الحلول المقترحة لحل الازمة، وقال « المشكلة الكبري ان هناك فوضي بالطرق الصحراوية بشكل عام والحل هو الحسم في تطبيق القوانين وعمل دوريات مرورية مستمرة بالطرق واكبر دليل ان بعض الطرق بها انفلات امني هو سرقة بعض الأسوار الحديدية للكباري وأعمدة الإنارة، لافتاً أنه طبقاً للقواعد لابد ان تسير شاحنات النقل الثقيل في الحارة الأولي فقط من جهة اليمين بتلك الطرق، وان تخصص الحارة الثالثة للحركة السريعة والطواريء، لكن هناك فوضي بكل المقاييس لأننا نري الشاحنات تسير بالثلاث حارات كيفما تشاء، وتهاجم السيارات والميكروباصات مثل الوحوش، بالإضافة إلي انه لابد من عمل صيانة للطرق والكباري لان بعضها نجد به هبوطا وفروق مسافات بين وصلات الكباري والطرق.. فيما طالب الدكتور خالد عباس الخبير الدولي في تخطيط النقل وهندسة المرور بضرورة انشاء مجلس وطني برئاسة رئيس الوزارء او رئيس الجمهورية للتعامل مع حوادث الطرق عن طريق وضع استراتيجية متكاملة بجميع المؤسسات والهيئات المعنية بهذه المشكلة، مع اتاحة التمويل اللازم لتسهيل البرامج والاجراءات والسياسات والمشروعات اللازمة للحد من الحوادث، واضاف عباس انه مع انشاء هذا المجلس لا بد انه يكون له ذراع تنفيذية بجميع المحافظات والمحليات علي مستوي الجمهورية لمتابعة تنفيذ هذه الاجراءات والسياسات الموضوعة.