إذا كنت ممن كُتب عليهم المرور فوق «الدائرى» أو المحور.. فأنت على موعد مع العذاب، فإذا لم تكن رقماً يضاف إلي عدد الضحايا التي سالت دماؤهم علي الأسفلت. فأنت علي الأقل «سجين» الزحام والفوضى والعشوائية.. أو نقطة فى «كتلة هائلة» من السيارات المكدسة هنا.. أو هناك. أما إذا كنت ممن يتوجهون بشكل يومى من وإلى مدينتي 6 أكتوبر أو الشيخ زايد، فأنت مرشح بقوة للإصابة بانهيار عصبى.. أو تشنج عضلى أو غضروف «رقبة» أو تقوس في العمود الفقرى!! فالمرحلة المقرر لها ألا تزيد على 25 دقيقة أو نصف ساعة علي الأكثر تمتد لساعتين أو ثلاث.. أو «12 ساعة» في حالة انقلاب تريلة محملة بالبضائع أو «سيارة» محملة بالوقود!! وعلى مدى الرحلة «القاتلة» تري وتسمع العجب.. كل أنواع الفوضى والتلوث والعشوائية سير عكس الاتجاه.. «صواريخ نقل سريع في الممنوع»، كما أنك مجبر علي الانتظار في طابور طويل بفعل أعمال الصيانة التي تنقل من اتجاه لآخر دون انقطاع، وعليك أن تتوقع في كلا الاتجاهين أن تصدمك سيارة هاربة من الزحام مخترقة الحواجز الأسمنتية للسير في الاتجاه المعاكس! أما إذا فكرت في الهروب إلي المحور فعليك أن تتحمل جزاءات التأخير علي عملك أو احتساب اليوم غيابا.. أو الفصل نهائياً مع تكرار عدم الالتزام بمواعيد العمل!! أزمة يومية يعيشها آلاف المواطنين مع طريقين كانا يفترض أن يكونا الحل السحرى لأزمة المواصلات والمحور ليس في 6 أكتوبر فقط، بل في القاهرة الكبرى كلها. ولا أحد يعرف إن كانت الأسباب «فنية» تتعلق بالتصميم.. أو سلوكية ترتبط ب«الفوضى»!! التي غرقت فيها البلاد!! قبل حوالي عشرين عاماً تصور سكان مدينة 6 أكتوبر أن محور 26 يوليو هو العصا السحرية التي ستحل لهم مشكلاتهم مع الطريق بعد أن ظلوا سنوات أسرى لطريق الفيوم عبر ميدان الرماية.. إلا أنه مع مرور السنوات تبين أن المحور عذاب آخر أضيف لعذاباتهم لتمتد طوابير السيارات فوقه لمسافات تصل في بعض الأحيان لأكثر من 20 كيلو، وهذا ليس في أوقات الذروة علي مدار اليوم ولا أيام الذروة علي مدار الأسبوع لأنه ببساطة لم تعد هناك ذروة للزحام فبات علي مدار اليوم والأسبوع والمشكلة أيضاً في تزايد أعداد سكان 6 أكتوبر الذي تخطى الثلاثة ملايين نسمة بعد أن كان المقرر في التخطيط الأولى أن عدد السكان مليونا ونصف، بالإضافة إلي مستخدمين آخرين للطريق غير السكان والعمال بمصانع 6 أكتوبر، بل كافة من يستخدمون الطريق في المسافة من ترعة المنصورية حتي ميدان التحرير ورمسيس. تزداد المشكلة عند الحارات والمطالع والمنازل خاصة في ظل حالة الفوضي والانفلات والعشوائية التي طالت بالطبع أصول المحور والسير علي الطرق.. فضلاً عن أن الطريق مقسم لخمس حارات فقط وعندما يصل لأسفل الدائري عند منطقة أرض اللواء تتقلص الخمس حارات إلي حارتين فقط فيختنق الجميع بعد إضافة أربع حارات تصب إليه من الطريق الدائري أي أن 9 حارات تصب في حارتين فيحدث التكدس والزحام ومحور 26 يوليو الذي أنشئ بهدف الربط بين 6 أكتوبر وطريق إسكندرية الصحراوى بمنطقة وسط البلد لتخفيف الأحمال علي المهندسين والعجوزة بأن يكون علوياً حتي ميدان سفنكس.. أصبح عند التنفيذ متوقفاً عند ميدان لبنان ومع التصميم الخطأ تضاعفت الأزمة حتي رغم أن البعض أشار إلى أن محور «أحمد عرابى» الذي تم افتتاحه قد خفف من حدة الأزمة لكنه لم يستطع إنهاءها. وإلي وقت قريب كان المحور رمزاً للشر من كثرة الحوادث عليه بسبب عيوب في التصميم ثم علاج بعضها بعد أن سالت الدماء فوقه بشكل أزعج الجميع.. إلا أنه الآن محتفظ لنفسه بلقب محور الشر بسبب الزحام و«الخنقة» المزمنة وعذاب المرور عليه. وساهمت الفوضي التي أعقبت ثورة يناير في تفاقم مشاكل المحور بسبب الوقوف العشوائى لسيارات السرفيس مثل موقف أسفل الكوبرى وسلم أرض اللواء لميدان لبنان وميت عقبة وسلم شارع السودان وأبو الفدا. وسلوكيات المواطنين والقفز من فوق الأسوار من وإلى المحور مما يعرض حياتهم للخطر وسائقي السيارات لكوارث لتفاجئهم بالمارة في عرض الطريق. السرعة الزائدة وعدم الالتزام بالسرعة المقررة من أهم المشكلات علي المحور الآن، خاصة بعد تحطيم وإتلاف الرادارات التي كانت تراقب السرعة وتلزم السائقين قسراً بالسرعة المحددة. أما الأخطر من ذلك، فهو الهجوم الجماعي من سيارات النقل الثقيل علي المحور واستخدامه رغم أن ذلك ممنوع مما يسبب الارتباك والزحام والحوادث بالطبع.. ولا يمنع ذلك كمائن أو لجان تعقد بشكل استثنائى علي أوقات متباعدة فلا ينوب المواطن منها سوي زيادة العذاب علي الطريق بسبب تعطل حركة السير فوق المحور، فالضباط غالباً ما يشكلون اللجان في أماكن ضيقة وفي أوقات مزدحمة مما يفاقم من المشكلة. والأزمة كما يعبر عنها محمود عثمان، أحد سكان مدينة ناصر الذي يعمل بإحدى الشركات بمدينة الشيخ زايد، فهي مشكلة معوقة عن العمل لأن رحلته من منزله إلي مقر عمله تستغرق أكثر من 5 ساعات ذهابا وعودة، مما أهلك صحته وسيارته وقال إن أي سيارة تتعطل تشغل حارة بأكملها فترحل إلي حارة أخري خاصة مع عدم وجود أماكن انتظار لأي سيارة تتعطل كما لا توجد سيارات إنقاذ أو إسعاف فتتحرك بسرعة فأى عطل يفاقم من الأزمة. ويضيف علي أبو المكارم سائق تاكسى: حركة السيارات بطيئة جداً أكثر من 6 كيلو في الساعة مما يسبب لنا مشاكل مع الزبائن فيتزايد استهلاك الوقود ولا يحتسب الزبائن هذا العامل ويطالبوننا بتشغيل التكييف لشدة الحرارة ونحن أصلاً نعاني ولدينا مشاكل في الأقساط وغالباً ما نرفض أى «مشوار يمر علي المحور»! ويشكو هشام علي، من شباب مدينة 6 أكتوبر، من كثرة الجزاءات التي يتعرض لها في عمله بسبب التأخير عن المواعيد الرسمية في العمل ويقول إنه يستيقظ فجراً ليصل إلي عمله في وسط البلد الثامنة والنصف صباحاً، مؤكداً أن الطريق متوقف طوال الوقت ولا يستطيع أحد التعامل معه ويقول: إن الكارثة تكون أكبر لو كانت هناك حالة مرضية أو ولادة وكثيراً ما رؤى حالات ولادة علي الطريق من شدة الزحام والانتظار وتصبح السيارة التي بها الحالة «محبوسة» حتي لا تستطيع تغيير مسارها! أما فاطمة محمد، موظفة بإحدي الشركات في الدقى.. فتتساءل عن مشروع المترو الذي سمعنا عنه منذ أكثر من 4 سنوات والذي قيل إنه سيخفف الضغط عن سكان 6 أكتوبر والشيخ زايد، بحيث من الممكن أن يترك مالكو السيارات سياراتهم ويستخدمون المترو كذلك يرحم «الغلابة» من بلطجة سائقى الميكروباص الذين يعاملون الناس أسوأ معاملة ويقودون سياراتهم كالبهلوانات ويتسببون في إراقة الكثير من الدماء، خاصة مع حالة الفوضى المنتشرة الآن والزحام الذي يصيبهم بالجنون. كابوس الدائرى علي جانب آخر تحول الطريق الدائرى إلي كابوس يومي لكل من يمر عليه وأصبح بمثابة أداة عذاب للمواطنين. و«الدائرى» تم إنشاؤه من أجل ربط محافظات القاهرة الكبرى بعضها ببعض من أجل تخفيف زحمة السير وحركة السيارات داخل القاهرة الكبرى وضواحيها ويمتد طوله لحوالى 100 كيلو متر وتم عمله بهذا الطول للمرور بأكبر عدد ممكن من القاهرة وبدأ العمل به سنة 1985 في شهر يونية بتكلفة 6.2 مليار جنيه ويشكل جزيرة وسطي بعرض 7 أمتار، إذ روعى إمكانية إنشاء مترو في المستقبل يقام عليه 150 كوبرى بتكلفة مليار جنيه وفي عام 1998 تم نقل تبعية الدائرى من وزارة الإسكان إلي الهيئة العامة للطرق والكبارى ويمر علي ست طرق سريعة ورئيسية وتم تنفيذ محور المريوطية بعدها في 26 شهراً، حيث بدأ العمل به أول يوليو 2007 وهو بمثابة طريق حر علوى يربط القوسين الشرقى والغربى للطريق الدائرى وبه أربع حارات مرورية في كل اتجاه بطول 8.5 كيلو متر، بالإضافة ل4 كيلو مترات كمطالع ومنازل وتم افتتاحه في أغسطس 2009. وكان من أهل عيوب الطريق الدائرى هو تصميم مفاصل الكبارى بحيث يوجد فرق بين كل مفصل وآخر بحيث لا تكون علي مستوي واحد مما يجبر السيارات علي الارتفاع والانحراف فجأة عند السير عليها وهذه المشكلة ظلت حتي الآن جزء كبير من أزمة المواطنين مع الطريق الدائرى، فأعمال الإصلاحات والصيانة لا تنقطع بسببها وبسبب كثافة السيارات عليها والتي أكد الخبراء أنها تفوق ما صمم لتحمله.. وأي أعمال صيانة أو إصلاح تتسبب في تكدس مروري رهيب والسائر علي الدائرى الآن يشعر بأن سكان أكتوبر كغيرهم من المناطق المحيطة بالدائرى يعيشون معاناة حقيقية، فالطريق من أكتوبر إلي نزلة المحور بميدان لبنان بها الآن أكثر من عقد مرورية تبدأ من قبل نزلة إسكندرية - الصحراوى، والرماية. وتمتد تكدس السيارات إلي التفريق المجتهد منه إلي المنيب وذلك بسبب أعمال رصف وإصلاح لتتجدد مرة أخرى عند «محور صفط» المكدس دائماً حتي الجامعة بسبب «بلطجة سائقى الميكروباص والمواقف العشوائية في «الملفات» والتي تؤثر علي الطريق لكيلومترات عديدة أو بسبب تعطل بعض السيارات أو الحوداث، خاصة مع عدم التزام السيارات بالسرعات المقررة «60 كيلو متراً» وصعود النقل أيضاً.. المشكلة أن السيارات تضطر أحياناً للعودة في الطريق -عكس الاتجاه- والعودة إلي الدائرى لسلوك الطريق حتي ميدان لبنان. والعودة «عكس» قضية في غاية الخطورة، خاصة أن كثيراً من السيارات علي الدائرى تلجأ للهروب من الزحام والعودة من الاتجاه الآخر في مواجهة السيارات المسرعة مما يسبب العديد من الحوادث في الاتجاهين.. وهذه المشكلة كانت منذ شهرين في الاتجاه الآخر لعمل إصلاحات ورصف في الطريق في اتجاه المريوطية و6 أكتوبر، فكانت الأزمة تمتد إلي الدائرى القادم من المعادى والمنيب، ورغم ترحيل المشكلة في اتجاه القادم من أكتوبر والذهاب إلي مناطق وسط البلد إلا أن هذا الفرع من الطريق يعاني أزمة تكدس مزمنة عند «منزل الدائرى» علي طريق الواحات وخاصة مع ضيقه والمعروف بمنزل «دريم» إذ يوجد كمين علي يمين الطريق يتسبب في تكدس السيارات أغلب ساعات النهار والليل. حوادث كارثية! ولعل مستخدمو الدائرى والمحور من أكثر السائرين علي الطرق في مصر تعرضاً للحوادث بسبب عدم الرقابة وسلوكيات السائقين وعيوب الطريق ورعونة السائقين حتي أصبح الدائرى والمحور من الطرق «المشبوهة» في مصر والتي تسيل عليها الدماء بمعدلات مخيفة وبشكل يومى. وإن كانت مصر تضم 120 نقطة سوداء على شبكة الطرق السريعة فإن الطريق الدائرى يعد من أكثر هذه الطرق حصداً للأرواح في مصر نظراً لطوله الذي يمتد ل100 كيلو متر وتمر عليه أكثر من 150 ألف سيارة في ظروف مرورية غاية في الفوضى، خاصة مع تزايد النقل الثقيل عليه والمسئول عن حادثتين من كل ثلاث: تحدث عليه ولاسيما أن عدداً كبيراً من سائقي النقل يتعاطون المواد المخدرة علي الطريق السريع، كما أشارت دراسة لهيئة الطرق والجسور أكدت أن 85٪ من حوادث الطرق تعود إلي عدم تركيز قائدى السيارات أثناء القيادة وجنون السرعة، خاصة بين سائقى الشاحنات وفقاً لآخر تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فإن عدد الوفيات الناجمة عن التصادمات بلغ 7115 حالة بمعدل 8 حالات لكل 100 ألف نسمة أي ما يقرب من 19.5 متوفى في اليوم، وبلغ عدد إصابات التصادمات 27.479 حالة بمعدل يقرب من 75.3 مصاب في اليوم، أى أن في كل ساعة يتوفى شخص ويصاب 3 بسبب حوادث الطرق. التقرير الصادر بمناسبة إحياء احتفالات الأممالمتحدة بالأسبوع العالمى للسلامة علي الطرق في الفترة من 6 ل13 مايو الماضى يؤكد خطورة حالة الطرق في مصر. مؤكداً أن «الطريق الدائرى» لديه «خصوصية شديدة في قضية حوادث الطرق في مصر، وحسب دراسة لعوامل الخطر الرئيسية أجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز الإحصاء المصرى، فإن 84٪ من قائدى السيارات بالطريق الدائرى و81.5٪ بطريق الكورنيش و86.3٪ بطريق جمال عبدالناصر لا يرتدون حزام الأمان. وجاء بالدراسة أيضاً أن 22.6٪ من السيارات تتخطى السرعة المقررة علي الطريق الدائرى ويأتي «النقل الكبير في مقدمة متجاوزى السرعة، يليه الميكروباصات ثم السيارات الخاصة، ثم سيارات النقل الخفيف وأن نسبة العربات التي بها كرسى للأطفال من جملة العربات التي بها أطفال 2.5٪ علي الطريق الدائرى. أما تقرير مركز الإصابات بوزارة الصحة والسكان الصادر عام 2012، فيشير إلي أن المشاة وراكبى الدراجات يشكلون 33.14 من الإصابات الناتجة عن تصادمات الطرق منهم 10.65 من المشاة و19.90 من راكبي الدراجات البخارية و2.59٪ من راكبى الدراجات العادية. المدهش في مشكلة الحوادث أنها تقع عكس ما يعتقد -في الأماكن الأقل ازدحاماً مما يغرى «مجانين السرعة» وربما يفسر ذلك أن معظم الحوادث تقع في أيام الإجازات وفي الصباح الباكر. خطة عاجلة لإنقاذ الدائرى والمحور! معالجة عيوب التصميم والقضاء على العشوائيات على جوانب الطريقين زيادة عدد الإشارات اللاسلكية لمراقبة المخالفين.. والإسراع بمد مترو الأنفاق إلى أكتوبر الرقابة المرورية وإلزام «النقل» بالحمولات المقررة والسير داخل الحارات المخصصة لها معالجة عيوب التصميم.. الرقابة المرورية.. القضاء علي الفوضي والعشوائية.. مترو الأنفاق.. حلول طرحها خبراء المرور والطرق والتخطيط لحل الأزمات المتكررة علي الدائري والمحور.. وهي الحلول التي يطرحها المهتمون علي مدي سنوات طويلة.. دون أن تجد صدي لدي المسئولين.. رغم أن حل أزمات المرور كان من أولويات ووعود الرئيس مرسي عند توليه الرئاسة.. ولم تجد صدي علي أرض الواقع حتي الآن.. وكان مترو الأنفاق من ضمن الحلول المطروحة منذ سنوات لحل مشكلة الاختناق المزمن علي مثل هذه الطرق الحيوية. وكان الدكتور فتحي سعد محافظ 6 أكتوبر السابق قد صرح في عام 2010 بأن الخط الرابع لمترو الأنفاق سيصل ل 6 أكتوبر في عام 2016 حيث كان من المقرر البدء في العمل فيه في نهاية 2011 ولمدة 5 سنوات علي أن يدخل الخدمة في يونية 2016 بتكلفة 18 مليار جنيه لحل مشاكل سكان 6 أكتوبر بشكل نهائي، وكانت الخطة أن مسار المترو سيكون سطحياً داخل 6 أكتوبر علي طريقة «السوبر ترام»، وذهب الحل أدراج الرياح لتبقي المشكلة وتتفاقم يوماً بعد يوم. من ناحية أخري طالب الخبراء بضرورة تشديد الرقابة علي الحركة المرورية لمنع التكدس والتعامل الفوري مع الحوادث لمنع الاختناق الذي يصل إلي درجة الشلل، خاصة في أعقاب الحوادث والسير عكس الاتجاه أو الهروب من الزحام. أكد الخبراء ضرورة معالجة عيوب التصميم التي تتعلق بعدم وجود طريقين للخدمة علي جانبيه، وهذه الطرق كانت ستحل المشكلة بتحملها لسيارات النقل كمسارات خاصة، بالإضافة إلي عملها كطريق طوارئ بديل لإنقاذ السيارات في حالة وجود حوادث، ولابد أيضاً من إلزام النقل بالسير في «اليمين» وعمل كمائن متحركة وليست ثابتة، وكذلك لابد من إنشاء معابر آمنة للمشاة أسفل الطريق وأعلاه وإنشاء هيئة عليا للمرور تكون قراراتها ملزمة ولا يكتفي برقابة عدد بسيط من رجال المرور في هذه القضية. ووفقاً للعقيد أحمد رجب، المتحدث السابق لائتلاف ضباط الشرطة، فإن مسئولية الأمن والسيولة المرورية علي الدائري والمحور مسئولية مشتركة ولا يجب إلقاء المسئولية علي جهة بعينها فإذا كان علي الداخلية تأمين الطرق وتنظيم المرور فإن هناك مسئولين عن الإنارة والإصلاح ومطالع الكباري، كذلك يجب الاهتمام بمشكلة الإنارة التي تتسبب في وقوع العديد من الحوادث علي الدائري، خاصة مع مطلع «صفط»، وذلك لمنع التكدس علي الدائري.. وأشار إلي أن سلوكيات المواطنين أيضاً مسئولة عن 50٪ من الفوضي علي الطريق الدائري الذي يجب عليه احترام القواعد والالتزام بالسرعات المقررة والحارات المخصصة له لأن المواطن هو الخاسر الأكبر في هذه القضية. وقال العقيد أحمد رجب: مشكلتنا في مصر أننا لا نطبق المعايير العالمية القياسية المطبقة في الدول الأخري سواء أجنبية أو عربية وتكثيف كاميرات المراقبة ومعرفة الكثافة المرورية علي الطرق من خلال الإشارات اللاسلكية وهي موجودة في الإدارة العامة للمرور لكن مطلوب مضاعفتها والحل يبدأ من الرئاسة التي كانت تضع المرور ضمن أولوياتها وحتي المواطن الذي يخاف لكن لا يحترم أصول السير وتنعدم لدي الكثيرين الثقافة المرورية. الدكتور عبدالجواد بهجت، مدير المعهد القومي للنقل سابقاً، كان عضو مجلس إدارة بهيئة الطرق والكباري إبان إنشاء المحور، أكد لنا أنه حذر كثيراً وقتها من خطورة التوسع العشوائي علي جوانب الطرق.. وقال: عندما فكرنا في المحور كان مرتفعاً لمنع الامتداد العمراني ومنع البناء حوله ونفس التفكير كان في الطريق الدائري، فالتوسع العمراني لم يكن مطروحاً في الطريقين، وكان يجب التصدي للعشوائية التي قضت علي الفائدة من الطريقين وامتدت العشوائية لعمل مداخل ومخارج غير مصممة أصلاً ولا أعرف كيف ترك المسئولون غول العشوائيات يلتهم الطرق ولكنها كانت وسائل الحكومات في رشوة الناخبين الذين أمدوهم بالمرافق، فأقروا ما صنعوه، ومشكلة 6 أكتوبر والشيخ زايد أنهما أصلاً صمما لمستوي معين من السكان، يستخدمون سياراتهم الخاصة في التنقل، أما العمال في المناطق الصناعية فهناك أتوبيسات خاصة بهم في كثير من الأحيان، والبعض يستخدمه الميكروباص، فالكثافة علي الطريق كانت محدودة، لكن لا أحد يلتزم بأي تخطيط، وحدثت حوادث كثيرة بسبب الهبوط المتكرر في المحور، واستلزم إصلاحه تكاليف باهظة، وحتي بعد الإصلاح لم تحل المشكلة وتم التحايل علي ارتفاع المحور.. المشكلة الأخري أن الأحمال التي تسير علي هذه الطرق أكثر من طاقتها وتؤثر علي عمرها الافتراضي فأي طريق مصمم علي «حمل محوري» وهذه الأحمال «مقدسة» لا أحد يستطيع تجاوزها لدرجة وجود موازين، لكن أصحاب السيارات النقل لهم أذرع ونفوذ، وزادوا من الحمولات، الحمل المحوري المقرر كان 8 أطنان، والمزدوج 32 طناً، زاد المقرر علي مراحل ليصل إلي 12 وممكن أن يزيد أكثر من ذلك ويدفع غرامة فقط.. فالأمور لدينا تخضع للمصالح والابتزاز السياسي. سألت الدكتور عبدالجواد، عن المترو كحل لمشكلة الكثافة علي المحور والدائري؟.. فقال: إن المشكلة أن مترو الأنفاق سعته محدودة ووصلت الآن للسعة القصوي والتتابع وصل لدقيقتين، لو أصبحت أقل من ذلك ستصبح في منتهي الخطورة، وإذا كان التفكير في عمل مترو سطحي يصل إلي مترو الأنفاق، فهذا زيادة حمل علي المرفق الذي لم يعد يتحمل أصلاً، ليصبح الحل أمامنا الآن هو مواجهة العشوائية والفوضي، أو وضع هذه الأوضاع في الحسبان إذا تم عمل مترو خاص وعدم تحمل المترو الحالي أعباء إضافية. ولأن الطريق كائن حي لابد من التفاعل معه ولابد من حل مشكلة ارتباط تصميم المحور بكوبري 15 مايو «حارتان فقط» ذهاب، و«حارتان» رجوع، فالسيارات تجبر علي المرور من طريق ضيق، فالقادم من المحور في اتجاه القوس الشرقي «المنيب» يواجه زحاماً لأن محور المريوطية يصب في الدائري، ورغم توسعة الطريق لاستيعاب القادم من الإسكندرية، فإن المشكلة مازالت قائمة.