سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشروع لإنتاج 120 ألف طن أسماك سنوياً علي مساحة 30 ألف فدان بوادي مريوط العائد السنوي 4.8 مليار جنيه .. وتشغيل 7 آلاف شاب .. وإنشاء كلية للاستزراع البحري
تعتمد الإسكندرية علي الأسماك التي يتم صيدها من بحيرة مريوط أو مياه البحر أو المزارع السمكية المحيطة وجميعها مصادر مياه صرف كثر الحديث عن وجود نسب تلوث متفاوتة بها من كافة مصادر الملوثات الزراعية والآدمية والصناعية وخلافه بما يؤدي إلي استهلاك أسماك غير كافية وباهظة الثمن وأحياناً غير صالحة لتغذية الإنسان.. ومنذ سنوات طويلة يبحث أهالي الإسكندرية عن مسطحات مائية نقية لتربية وإنتاج الأسماك النظيفة الآمنة للمواطنين وزوار المدينة، وقد توصل البحث العلمي لمقترح تنموي من أجل تحقيق إنتاج آمن ونظيف للأسماك البحرية بمحافظة الإسكندرية اعتماداً علي عدة ثوابت أولها وجود مسطح مائي هائل بمساحة 30 ألف فدان من المياه البحرية النقية الصالحة لتربية وإنتاج الأسماك البحرية بمنطقة وادي مريوط..وثانيها وجود مزرعة سمكية نموذجية متكاملة أنشأها البنك الدولي تابعة لوزارة الزراعة بمساحة خمسة آلاف فدان "مشروع مريوط لخدمة المزارع السمكية" يمكن الاسترشاد به.. والبعد الثالث هو وجود مفرخ سمكي بحري تعاون في انشائه مشروع دولي لإنتاج يرقات الأسماك البحرية تابع حالياً للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. المسطح المائي يقول الدكتور عبد العزيز نور أستاذ الانتاج السمكي بزراعة الإسكندرية بالنسبة لوادي مريوط فقد فشلت جميع المحاولات للتربية في أحواض ترابية حول المسطح المائي وذلك لعدم تحمل الجسور الترابية للعواصف والنوات التي تهاجم الإسكندرية في فصل الشتاء.. بينما توجد نماذج ناجحة بتقنيات حديثة يتم الإنتاج حالياً من خلالها تحت اشرافه في مزرعتين مختلفين الأولي عبارة عن أقفاص وتحاويط شبكية ويتم فيها إنتاج أسماك القاروص والدنيس واللوت والبوري والبلطي الأحمر بنجاح حالياً..والتجربة الثانية تعمل بنظام تحاويط شبكية ثابتة ويتم فيها إنتاج أسماك الوقار والقاروص والدنيس واللوت والبوري والبلطي الأحمر بنجاح..وكلا النموذجين أثبتا جودة مياه المسطح المائي وملاءمته لإنتاج الأسماك البحرية النظيفة الخالية من الملوثات بالمعدلات التالية للأسماك اللوت وهي الوصول إلي وزن كيلو في خلال ستة أشهر للقاروص: الوصول إلي وزن كيلو في خلال عام، الدنيس : الوصول إلي وزن 500 جرام في خلال 16-18 شهرا، الوقار : الوصول إلي وزن كيلو في خلال 10-12 شهرا، للبلطي الأحمر ووزن 250 جرام في خلال 6 شهور.. والنتائج السابقة تعد هي أول نتائج ناجحة ومتكاملة للاستزراع السمكي البحري في مصر وأساس للتخطيط لمستقبل أرحب في هذا الاتجاه شريطة اتباع الأسلوب العلمي في إدارة الموارد الطبيعية تحت اشراف جامعة الإسكندرية.. 10٪ من المساحة ويتوقع الدكتور عبدالعزيز المشروع الاقتصادي الذي يتبناه استخدام 10٪ فقط من المسطح المائي في المزارع السمكية بنظام التحاويط (Pen culture) والذي يسمح بسهولة تبادل المياه والتهوية في أماكن الإنتاج ويحد من التلوث الناجم عن ردم البحيرة لعمل الأحواض الترابية التي سرعان ماتزول بفعل عوامل التعرية في الشتاء.. ويقوم المشروع بوضع مواصفات مقننة للمزارع وطرق التشغيل حتي يصدر تشريع ملزم بأتباعه عن طريق منح التراخيص وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية.. والمساحة المتوقع استغلالها كحد أقصي في الاستزراع السمكي بحوض وادي مريوط هي ثلاثة آلاف فدان أي 12 مليون متر مربع وبافتراض أن كل متر مربع سينتج منه 10 كجم من الأسماك سنوياً فأن الإنتاج الاجمالي المتوقع هو 120 مليون كجم أو 120 ألف طن من الأسماك البحرية سنوياً. ويضيف د. نور إن مشروع مريوط القائم حالياً متعثر إدارياً وإنتاجياً ولجأت وزارة الزراعة لتأجير أجزاء منه (1000 فدان للقطاع الخاص ومازال حوالي 4000 فدان منهم 2000 فدان حوض واحد) والباقي مقسم إلي أحواض ترابية 5 أفدنة لكل حوض.. وجار الإعلان عن تأجير ألف فدان أخري من المساحات المقسمة لأحواض.. والمشروع برمته غير مستغل استغلالاً جيداً ويشكل عبئاً كبيراً علي وزارة الزراعة لوجود 430 موظفاً وعاملاً يحتاجون إلي حوالي 2.5 مليون جنيه سنوياً كمرتبات.. والمستهدف استخدام المساحات التي لم يتم تأجيرها في تحضين يرقات الأسماك البحرية المنتجة في الكيلو 21 من المفرخ البحري إلي طور الأصبعيات وتسليمها للمزارع في حوض وادي مريوط ..والمطلوب تسليم 12م2 * 15 اصبعية اي 180 مليون اصبعية سنوياً كطاقة قصوي للمشروع عند استزراع ال 3 آلاف فدان بوادي مريوط علي اساس 15 إصبعية للمتر المربع كمتوسط. المفرخ البحري ويقول د.نور إن المفرخ البحري بالكيلو 21 يعاني من سوء الادارة لأن المفرخات تحتاج إلي يقظة كاملة علي مدار 24 ساعة يومياً وفي ضوء تدني المرتبات الحكومية فلم يمكن تشغيل المفرخ إقتصادياً منذ إنشائه منذ بداية الثمانينات وحتي الآن.. بالرغم من أن بنيته الأساسية عالية للغاية ويصلح نموذجاً للتدريب والتعليم واجراء البحوث العلمية المتميزة.. ومن الممكن أن يقوم المفرخ بإنتاج 6 ملايين اصبعية سنوياً أو 60 مليون يرقة.. وبالطبع فإن المشروع المقترح للمزارع بوادي مريوط عند اكتماله سيحتاج إلي إنشاء عدد من المفرخات السمكية البحرية تقام سواء في مشروع مريوط أو حول وادي مريوط للوفاء بالأصبعيات المطلوبة لاكتمال المشروع.. وبلا شك فإن الإدارة العلمية الرشيدة ستساهم في زيادة إعاشة اليرقات وزيادة الأصبعيات بما يحد من عدد المفرخات البحرية المطلوب انشاؤها مستقبلاً..ويضيف أستاذ الانتاج السمكي أن من أهم الايجابيات المتوقعة للمشروع المقترح عند تنفيذه تشغيل 3500 شاب بطريقة مباشرة ومثلهم 3500 آخرين بطريقة غير مباشرة في عمليات التفريخ والتحضين والنمو و الإنتاج والتسويق وتوفير مستلزمات الإنتاج وخلافه.. إلي جانب تدريب الكوادر المهنية اللازمة لنشر هذه التقنيات في ربوع الوطن أو الدول العربية المجاورة..كذلك سيساهم في إنتاج 120 ألف طن من الأسماك البحرية النظيفة للاستهلاك المحلي والتصدير. متطلبات التنفيذ ويحدد د.نور متطلبات تنفيذ لمشروع في اعداد دراسة جدوي فنية واقتصادية كاملة للمشروع تشترك فيها الجهات العلمية والتنفيذية والقانونية والبيئة والصحة وخلافه..وتحديد المنشآت اللازم اضافتها للمشروع والمتمثلة في" مفرخات بحرية ومصانع أعلاف ومصانع شباك ومصانع ثلج ومنافذ تسويق ومبردات وثلاجات..كذلك وضع بروتوكول كامل للتشغيل تلتزم به الجهات الحكومية لمنح حق الانتفاع والضمانات اللازم توفيرها للمستثمرين وتوفير حوافز الاستثمار والحماية من المخاطر..أيضاً يتطلب التنفيذ الترويج للمشروع محلياً وعالمياً بإعداد شريط فيديو كامل عن الوضع الحالي والرؤية المستقبلية للمشروع وجدواه.. ويري د. نور أن هذا المقترح يجب أن يوضع ضمن الأولويات للمشروعات التنموية بمحافظة الإسكندرية في ضوء وجود موارد طبيعية وغير طبيعية غير مستغلة بكفاءة ومتمثلة في حوض وادي مريوط (30 ألف فدان ومزرعة سمكية نموذجية 5 آلاف فدان ومفرخ بحري نموذجي بالكيلو 21 جميعها كلفت الدولة مئات الملايين من الدولارات.. كذلك يعمل المشروع المقترح علي المساهمة في دعم خطط الدولة لتوفير الغذاء النظيف الآمن للمواطنين وتحقيق الأمن الغذائي في البروتينات الحيوانية عالية القيمة الغذائية وتحسين الحالة الغذائية والصحية للمواطنين..والحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب..وتنويع الصناعات والخبرات وتنشيط السياحة الداخلية بمحافظة الإسكندرية ..كذلك يخدم العمليات التعليمية والبحثية بجامعة الإسكندرية ويعجل بإنشاء كلية متخصصة في الاستزراع السمكي البحري.
