أربعة أعوام مضت وأنا أنتظر حكم الإعدام.. محاضر شرطة.. نيابة.. قاعات المحاكم.. نقض.. وأخيرا صدر حكم بالاعدام، فمتي يتم التنفيذ؟ أربعة أعوام أترقب.. أبكي بحرقة حتي كادت تبيض عيناي، حتي الجمعة الماضية. أحضر زوجي الصحيفة بعد صلاة الجمعة.. الصحيفة حملت البشري.. في الصفحة الأولي.. تم تنفيذ حكم الإعدام.. هناك في سجن الحضرة بالاسكندرية. ضحكات هستيرية.. دموع لم تتوقف، أخيرا اقتصوا من قاتل رضيعي الذي انتزعوه ليلا ، سمعت صراخه فمازال يدوي في جسدي كله.. ومازال المجرمون في المستشفي الحكومي يتمتعون بالحرية، ومازال المجرمون الذين ألقوا به في الشارع يتمتعون بنفس الحرية.تري ماذا لقي رضيعي من عذابات بعد ان كان يلقم صدري.. هل تركوه يتضور جوعا فيصرخ؟ هل لطمه احدهم ليصمت؟ هل مات من اللطمة أم صمت حتي أفاق؟ كم يا تري دفعوا فيه ثمنا، جنيهات أم آلاف؟ هل ضمته من دفعت فيه نقودا فأطعمته حبا ودفئا.. وهل ظل يصرخ حتي لم تتحمله فألقته إلي خاطفيه، فألقوه لأخري في الشارع.. من اذن فطمه عن الرضاع؟ هل اصطبر عليه أم أن الضربات كانت هي الحل؟ وهل احتمل احد شقاوة طفولته، أم ان لسعات النار كانت هي التربية.. وكان الشتاء والجوع والبرد ومد الايدي بالسرقة أو الشحاتة؟ تري كم كبر رضيعي؟ هل أصبح خمس سنوات أم ستا.. وكيف قضي طفولته؟ هل حطمه »التوربيني« اغتصابا وضربا ثم قتله.. كيف تألم ابني ولماذا؟ أعرف الاجابة.. فمازالت حوادث اختطاف الأطفال والرضع من المستشفيات مستمرة.. مازالت الأمهات تصرخ وتقدم البلاغات لاقسام الشرطة.. ومازالت الأطفال في الشوارع تسرق وتتسول وتغتال طفولتهم وتنتهك .. مرة جوعا ومرة اغتصابا وفي النهاية القتل. أما أنا فمازال الأمل يراودني رغم كل ما حدث ورغم كل ما تأكد لدي من قتل ولدي بعد أن اغتصبه التوربيني وحناطة ثم ألقوا به من فوق القطار، إلا أنني انتظر كل صباح أمين شرطة يأتيني بورقة تقول انه تم العثور علي ولدك.. احضري لقسم الشرطة للتعرف عليه.فمتي يأتي هذا اليوم.. الجمعة القادمة أم التي بعدها.