يلقي العديد من ضحايا حوادث الطرق مصرعهم يوميا نتيجة لإهمال السائق أو عدم إلتزامه بقواعد وإشارات المرورأو لسوء حالة الطرق التي قد لا تتحمل حركة السير وربما لاسباب أخري والتي قد تتعدد والموت واحد.. ولكن ضحايا هذه الحوادث لا يقتصر علي الموتي فقط بل يصبح هناك جرحي ومصابون بإعاقات قد تؤثر علي حياتهم وحياة أسرهم.. ولكن هؤلاء الضحايا علي الأغلب ليس لهم دية!! ولكن هناك بعض أصحاب القلوب الرحيمة المتمثلين في "الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم الذين يشعرون بألم هؤلاء الضحايا باذلين قصاري جهدهم لتقديم يد العون والمساعدة لعلهم يخففون عنهم بعض الآلام .. لذلك التقت »الأخبار« ببعض أسر الضحايا لمعرفة هذه المساعدات والتعرف من مسئولي الجمعية علي مجهودات بذلوها من اجل هؤلاء الضحايا والحد من حوادث الطرق علي مدار عام.. توفي زوجي منذ 3 سنوات أثناء ذهابه الي عمله بمطروح حيث كان يجبره عمله علي الخروج الي الاماكن المحيطة بالإسكندرية كمأموريات عمل خارجية هكذا بدأت نادية السيد »ربة منزل« حكاية معاناتها بعد وفاة زوجها.. وتشير الي أن زوجها كان العائل الوحيد للأسرة التي تتكون من خمسة أفراد »ولدان وثلاث بنات« ولم يكن لهم اي مصدر رزق اخر ولم يتبق لهم بعد وفاته سوي المعاش الذي لا يكاد يكفي إلا لأسبوعين فقط بعد ارتفاع أحوال المعيشة قائلة »لدي رغبة قوية في استمرار ابنائي في المراحل التعليمية المختلفة وعدم إجبارهم علي ترك التعليم للعمل ومساعدتي في تدبير الأموال للمعيشة«. وأضافت لم يستمر الحال علي هذا المنوال كثيرا وذلك بعد تدخل بعض أصحاب الخير لمساعدتي كما تولي احدهم بالوصول إلي الجمعية المصرية لرعاية اسر ضحايا حوادث الطرق والتي قامت بمجهودات لا يمكن لاسرتي أن تنكر دورها في كيفية استمرار اولادي الخمسة في التعليم واستكمال المراحل التعليمية بعد أن حرصت علي توفير الاموال اللازمة لتكاليف العملية التعليمية وما يستلزم الامر والتكفل بكل ما تحتاجه الاسرة من اشياء اخري. وأشارت نادية الي ان المسئولين عن الجمعية حرصوا علي صرف معاش شهري لنا يساعدنا علي المعيشة بالاضافة الي المعاش الذي نحصل عليه بعد وفاة زوجي.. وأوضحت أيضا الي المتابعة المستمرة من جانب المسئولين عن الجمعية بمعرفة اخبار الاسرة وزيارتنا في مختلف الاعياد وتقديم بعض الخدمات لنا. فرصة عمل ويتفق معها علي عيد 23 سنة من منطقة باكوس »عامل« وقال إن الجمعية المصرية لرعايه اسر ضحايا حوادث الطرق ساعدته في توفير فرصة عمل له في أحد المصانع بعد وفاة والده مباشرة. وقال إن والدي توفي في احدي الحوادث بالاسكندرية منذ عام ونصف العام مشيرا الي أنه ووالدته وشقيقته كانوا يعتمدون علي والدهم الذي كان يعمل بأحد المصالح الحكومية في توفير مستلزمات الحياة بناء علي رغبته بالتفرغ للدراسة والتفوق بها.. موضحا انه كان يتمني ان اصبح مهندسا وان تلتحق شقيقتي بكلية الصيدلة. وبعد فترة من الوقت توصلنا الي المسئولين عن الجمعية المصرية لرعاية اسر ضحايا حوادث الطرق والتي لم تدخر جهدا في مساعداتنا وقامت بصرف معاش شهري لاسرتي وتقديم الاعانات الفورية من كافة الاشياء والمستلزمات وكانت رغبتي في أن تساعدني الجمعية في ايجاد فرصة عمل مناسبة الي جوار دراستي .. وبالفعل تمكن مسئولو الجمعية من توفير فرصة عمل في احد المصانع بمبلغ جيد ولايؤثر علي دراستي . وخلال حديثنا مع بعض اسر الضحايا وبمجرد ذكر اسم الجمعية المصرية لرعاية اسر ضحايا حوادث الطرق فاجأت نعيمة متولي 49 سنة ربة منزل من منطقة باكوس الجميع بقولها »ربنا يخليهم« وظلت تردد الدعوة لمسئولي الجمعية وبعد أن جلسنا معها ظلت تسرد قصتها مع تلك الجمعية.. وبدأت قائلة أنا الان أعيش بمفردي في هذا المكان بعد وفاة افراد اسرتي »زوجي وولدي« في حادث مروع منذ عامين وبعد الحادث اصبت بحالة نفسية كدت اقدم علي الانتحار بعد أن اصبحت وحيدة في الحياة وفقدت اهم شيء في حياتي وهي اسرتي ولكن احد الجيران قام بالذهاب الي مقر الجمعية وتم امدادهم بما حدث لي وقاموا بتوفير بعض المستلزمات وصرف معاش شهري لي حتي اتمكن من الانفاق منه .. المنظومة المرورية ومن جانبه أكد المستشار سامي مختار رئيس مجلس إدارة الجمعيه ان الهدف الاساسي لهم هو العمل علي توعية المواطنين باسباب حوادث الطرق وكيفية تجنبها وذلك من خلال توضيح انه علي كل فرد في المجتمع دور هام في ضبط المنظومة المرورية والحد من ضحايا حوادث الطرق .. مشيرا إلي دور الجمعية في رعاية هؤلاء الضحايا ومحاولة تأمين حياة كريمة لهم بدأ فعليا منذ بداية العام الجاري علي الرغم من تأسيس الجمعية منذ عام 2008.. موضحا دور الجمعيات الاهلية بما لها من تلاحم مع افراد الشعب وبما لها من قدرة علي اقناع المواطنين باهمية التوعية ..لافتا إلي قيام الجمعية بتوعية الاطفال من الحضانة حيث ان ضبط اخلاقيات الشعوب تبدأ من الطفولة بالإضافة إلي التوعية لطلبة المدارس بالمرحلتين الإعدادية والثانوية وشباب الجامعات .. موضحا مشاركة هؤلاء الطلبة بدور فعال من خلال تعبيرهم عن المشكلة المرورية بالرسومات والعرائس والاعمال المسرحية لاظهار المشكلة وحلولها.. ونوه مختار إلي اهتمام الجمعية بدور المرأة الهام في التوعية باسباب حوادث الطرق وهو دور هام فالام مربية يمكنها بث روح الاخلاق الطيبة وذلك من خلال دورها كمربية في الحضانات وكزوجة وشريكة للرجل والتي يجب ان تحثه دائما علي سلامته من اجله ومن اجل اطفاله كما تعتبر ايضا كمستخدمة للطريق.. مشيرا إلي استعداد الجمعية للتعاون مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية بضبط المنظومة المرورية في الشارع المصري للحد من حوادث الطرق وخاصة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة والسكان وشركات التامين الملزمة بالتامين الاجباري علي السيارات .. ومن جانب اخر اشار محمد المختار الامين للعام للجمعية إلي تنظيم الجمعية العديد من الحملات علي مدار العام والتي لاقت نجاحا ملحوظا في الحد من حوادث الطرق . إحصائية ومن جانبها أشارت ايمان حماد عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وامين الصندوق إلي تقرير ادارة مكافحة الحوادث والعنف في منظمة الصحة العالمية والذي اكد ان افريقيا والشرق الاوسط تصدرت اعلي معدلات حوادث الطرق في العالم .. مؤكدة ان حوادث الطرق تحتل المركز ال 11 بين مسببات الوفاة عامة والتي تمثل 2.1٪ من اجمالي الوفيات لافتة إلي أن اكثر من نصف الوفيات تحدث للشباب والبالغين والتي تترواح اعمارهم بين 15 و44 سنة كما أن 73 ٪ من ضحايا حوادث الطرق ذكور .. مشيرة إلي أن اكثر الفئات عرضة للحوادث في البلاد النامية هي ذات الدخول المتوسطة والفقيرة من المشاة وسائقي الدراجات البخارية والعادية وركاب المواصلات العامة من الاتوبيسات والميكروباصات واضافت حماد أن 1.2 مليون فرد هم ضحايا حوادث الطرق سنويا بمعدل 3الاف و242 انسان يوميا كما أن 90٪ من حالات الوفاة الناتجة عن حوادث الطرق تحدث في الدول النامية.. كما أوضحت الإحصائية ان الخسائر المادية لحوادث الطرق تقدر ب 518 بليون دولار عالمياً و 65 بليونا في الدول النامية والتي من المتوقع زيادة نسبة الوفيات عام 2020 نتيجة لحوادث الطرق بمعدل 83٪ في الدول النامية وتناقصها بمعدل 27٪ في الدول الغنية.. كما أكدت الإحصائية ان مصر أعلي دولة في العالم في نسبة قتلي الطرق مقارنة بعدد السكان حيث يموت من 7 الي 10 آلاف شخص كل عام علي الطرق.. وأوضحت حماد ان طريق الصعيد القديم من الجيزه وحتي اطفيح (60 كيلو) هو اسوأ قطاع علي مستوي العالم حيث يموت عليه ما يزيد عن الف شخص سنويا.