كان حلما يراود رجب طيب ادروغان، إنه حلم الخلافة الإسلامية وتكون عاصمتها أنقرة.. وتبددت آماله وطموحاته في الخلافة وأصبحت سرابا. تركيا بقيادة اردوغان سنة 2013 أخذت تدعم وتحشد القوي من أجل وصول وتمكين جماعة الإخوان المسلمين من السلطة في مصر، فأنهالت تركيا بالدعم المالي والمعنوي للحكومة الإخوانية حتي تظهر نجاحها، وأنها أفضل من حكومات الاستبداد العلمانية التي حكمت مصر، ولكن سريعا ما تناست جماعة الإخوان مصالح الوطن، وأصبحت تعمل لمصلحتها ولصالح «أردوغان»!.. مما أثار غضب كل مصري وبعد سنة واحدة في الحكم، خرج الشعب المصري ليطيحوا بأول رئيس ينتمي لجماعة إسلامية منتخب وبآمال رئيس الوزراء التركي الذي تلطخت يده بدمائهم. لقد ارتعشت يداه وبدأ يتخبط بسياساته الخارجية يمينا وشمالا حتي انتهي المطاف بتخفيض العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، مما ألقي بظلاله علي نفوذ أنقرة في الشرق الأوسط وضياع حلم التمكين، وفي نفس الوقت الذي دعمت فيه تركيا إخوان مصر، دعمت ايضا ما يسمي ثوار سوريا للإطاحة بالرئيس «بشار» ومد المقاتلين بالسلاح كما أبدي استعداده في التدخل العسكري في دمشق لإنهاء النظام، ولكن سريعا ما تخلت أمريكا عن تركيا في فكرة التدخل عسكريا في سوريا، ويبقي «اردوغان» وحيدا في ظل الحرب الأهلية التي أصبحت تهدد وطنه وأجبرت الأتراك علي رفض سياسات حكومة انقرة الخارجية التي أرهقت الاقتصاد التركي وبعد تورطه في فضيحة فساد واسعة، مما أثارت الشعب التركي ضد حكومته وخرجت في تظاهرات منددة بسياسات الحكومة التي قابلت شعبها بأعمال قمع انتقدتها جماعات حقوق الإنسان ووصفت حكومة «أردوغان» بالوحشية. وخاصة بعد محاولة في تقنين الإستبداد والفساد في تركيا عن طريق التعديلات التي قام بها علي القوانين الخاصة بالانتخابات، وإلي دعم مواطنيه الي دعم مرشح حزبه الحاكم لمنصب رئيس الجمهورية دون أن يسميه..! وذلك بهدف فوزه في الجولة الأولي لهذه الانتخابات المقرر إجراؤها في اغسطس المقبل.. وعندما فقد أردوغان مصداقيته وحلفاءه من مصر وسوريا، ارتمي في احضان العراق وايران التي فتحت بابها علي المجتمع الدولي وعقدت صفقة تاريخية مع القوي العالمية «الست» بعد رفع امريكا العقوبات المفروضة عليها، وبعد أن سيطر اليأس علي «أردوغان»، وتحديدا بعد فشل سياسته بالشرق الأوسط فشلا ذريعا، عادت تركيا الي احضان الغرب لتطرق أبواب عضوية الاتحاد الأوروبي مرة أخري ومحاولة توقيع الإتفاقية بالسماح بالمرور الي دول الاتحاد دون تأشيرة في 16 ديسمبر المقبل في محاولات أردوغانية لإسترضاء الشعب، لقد خاب أمله في دولة إسلامية وفي أن تكون تركيا تتبع الاتحاد الاوروبي، فإنه الراقص علي السلم.!