د. الشوادفى منصور شريف الحقيقة أن الملف المصري الروسي بدأ منذ منتصف الخمسينيات وتحديدا مع صفقة الاسلحة التشيكية 1955لمصر التي كسرت بها مصر حظر تصدير السلاح المتطور للجيش المصري بعد ثورة يوليو 1952 خاصة بعدما اعلنت مصر دعمها لحركات التحرر في العالم الثالث ضد الاستعمار الفرنسي والبريطاني والهولندي والبلجيكي ودعمها بالمال والسلاح لثوار الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي. كما كان لتأسيس حركة دول عدم الانحياز في مؤتمر باندونج 1955 بقيادة نهرو (الهند) ناصر(مصر) تيتو(يوغوسلافيا) دور القشة التي قصمت ظهر العلاقة مع الغرب والولاياتالمتحدة فكان عقاب مصر بامتناع البنك الدولي عن تمويل مشروع السد العالي فكان قرار عبد الناصر بتأميم شركة قنال السويس شركة مساهمة مصرية في 26 يوليو 1956 قرار مصري وطني لدولة تسعي لاستعادة قدراتها ودورها في التنمية ودعم اشقائها العرب فكانت المؤامرة الكبري بالاعتداء الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي في 29 اكتوبر 1956 علي مصر وهنا كانت . المفاجأة الكبري يتحرك الدب الروسي بكل امكانات الاتحاد السوفيتي في المحافل الدولية فكان الانسحاب الفوري من بورسعيد في 23 ديسمبر 1956 والانسحاب الاسرائيلي من سيناء لاحقا في فبراير 1957 . منذ ذلك التاريخ توطدت العلاقات الروسية المصرية ؛انطلقت الي افاق غير محدودة اقتصاديا بتمويل السد العالي ودعم برامج التنمية الصناعية في مصر بإنشاء مجمع الحديد والصلب في حلوان ومصانع الغزل في المحلة وكفر الدوار وشبين الكوم بالتعاون مع المعسكر الشرقي الالماني واليوغسلافي والتشيكي والرومان واما عن دعم وتسليح الجيش المصري ودعم الصناعات العسكرية فلا تسل فالمصانع الحربية المصرية الركيزة الرئيسية للاقتصاد وصناعة السلاح والذخيرة المصرية والداعم الرئيسي للدول الافريقية والعربية خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات وكانت العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين بلاحدود فمنحت الدولة الروسية مصر لقب الدولة الاولي بالرعاية فكانت المنح والبعثات الدراسية للطلاب بالجامعات المصرية للماجستير والدكتوراه في كل التخصصات لاحدود لها حتي ان عدد الحاصلين علي الدكتوراه من روسيا والمعسكر الشرقي من 1960-1990 يمثل اكثر من 50% من ال70 الف عضو هيئة تدريس بالجامعات ومراكز البحوث المصرية.. نعم كانت العلاقات الروسية في قمتها ولكنها فاقت كل الحدود بعد الن اما عن الدعم السياسي للاتحاد السوفيتي لمصر فكان بلا حدود خلال حكم الرئيس عبد الناصر خاصة بعد النكسة والفترة الاولي من حكم الرئيس السادات الي ان تم تغيير استراتيجية مصر بتنويع مصادر السلاح 1974 وانشاء الهيئة العربية للتصنيع والاتجاه غربا ودعم العلاقة مع الولاياتالمتحدة وعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل 1979 فشاب العلاقات المصرية الروسية البرود خلال فترة طويلة صاحبها انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي واصبح العالم يسوده القطب الواحد. ولعل السنوات الاخيرة من حكم مبارك شهدت تطورا ايجابيا للعلاقات الروسية في عهد الرئيس بوتين . وللحق اقول واشهد ان روسيا حكومة وشعبا ايدت ثورة الشعب في 30 يونيو 2013 بكل بقوة واعلنتها حكومة الرئيس بوتين رسميا وقد عشت تلك الايام في موسكو خلال رئاستي الشرفية لمؤتمر الجمعية الروسية للنيماتودا في الفترة من 29 مايو الي 6 يوليو 2013 فقد كانت فرحة الشعب طاغية كنت اراها في عيون ابنائه في كل مكان اذهب اليه ولعل لقائي ب40 من قادة الجيش الروسي بالفندق علي هامش المؤتمر وتأييدهم لثورة الشعب المصري واشادتهم بالجيش المصريالعظيم كما يلقبونه في روسيا ؛ وقد كتبت عن ذلك في مقال سابق كان بلا حدود . ولعل الاستقبال الرائع للوفد رفيع المستوي المصري للمشير السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي والسيد نبيل فهمي وزير الخارجية بالعاصمة الروسية والدعم الرائع للرئيس بوتين لمصر يعيد للاذهان ما قدمته روسيا لمصر خلال حقبة الرئيس عبد الناصر وان مستقبل العلاقات المصرية الروسية سوف يكون له اكبر الاثر وفي تجاوز مصر لعثراتها والقضاء علي الارهاب الدولي الذي عانت منه روسيا من قبل في الشيشان . ورسالتي لكل الحاقدين والمتآمرين علي مصر من الداخل والخارج ان يعوا ان الجيش المصري خط احمر وان الدعم الروسي من الاسلحة المتطورة سوف يعجل بالخلاص من الارهاب ومن يدعمونه ألا قد بلغت اللهم فاشهد.