تجاوز قطار الدوري »القشاش« محطته ال 31 متجها إلي منتصف المشوار ومتخطيا بعض المعوقات والصعوبات التي أدت إلي توقفه عدة مرات لأسباب منطقية ولمدد غير مقبولة أو معقولة.. ورغم ان منافسات هذا الاسبوع قد شهدت 32 هدفا وبمعدل طيب اقترب من ثلاثة أهداف لكل مباراة.. ورغم ان كل المباريات انتهت بنتيجة ايجابية حتي وإن كانت ثلاث منها قد وقفت عند التعادل الايجابي وجاءت بين المقاصة مع الجيش وسموحة مع الأهلي والمقاولون مع المصري.. غير ان غزارة الأهداف وارتفاع المعدل لا يمكن ان يكون فيصلا في الحكم علي ارتقاء المستوي وتحسن الأداء والعروض حيث اتسمت الكثير من المباريات بالبطء الشديد وشهد الأداء عشوائية غير محمودة واهتزت الشباك بأهداف غريبة من الممكن ان تبلغ حد السذاجة سواء من المدافعين خاصة الدفاع الأحمر أو من حراس المرمي والذي شارك أكثر من حارس في هذه الخطيئة غير اللائقة أمثال الهاني سليمان من الاتحاد وأمير عبدالحميد من المصري وحتي عبدالواحد السيد من الزمالك وعلي فرج من الحدود.. وفي الأسطر التالية تعالوا نستعرض بعض السمات التي تخللها القليل من المميزات والعديد من العيوب والسوءات. النجم الأوحد ظاهرة النجم الأوحد تجلت بوضوح في لقاء الزمالك مع الاتحاد.. استطاع الموهوب شيكابالا أن يرتقي بفريقه إلي مصاف الفرق الفائزة رغم تواضع مستوي الأداء الجماعي.. لم يكن تألق شيكابالابموهبته الفذة ومهاراته المتعددة عن طريق أهدافه الثلاثة التي أحرزها من ضربات ثابتة متنوعة القوة والتوجيه فحسب، وإنما قاد زملاءه إلي مرفأ التوفيق بكفاءة وفاعلية وبث فيهم روح الفوز وتبادل الكرات مع كل العناصر في جميع الخطوط بمهارة واتقان ونثر الرعب في صفوف المدافعين المقابلين كل الوقت وحتي آخر اللحظات.. كما نفذ شيكابالا كل الواجبات والمهام التي أوكلها إليه الكابتن حسام حسن وظل علي قدرته الفائقة في العطاء والأداء بجدية واتقان حتي آخر اللحظات.. ولابد وأن نشير بكفاءة هذا اللاعب الموهوب ان نطالبه بالتحلي بالتوازن والسعي إلي الارتقاء بقدراته وإمكاناته من خلال المحافظة علي نفسه والمثابرة والصبر علي التدريب والتخلي عن كل ما قد يسييء إلي حالته الفنية والبدنية مراعاة لنفسه وموهبته قبل أن يكون بدافع رد بعض الدين لناديه وإسعاد جماهيره. قيمة اللحظة الأخيرة اللحظات الأخيرة وما يعتريها من متغيرات ويواكبها من تبدلات أثرت بقوة وشدة في النتائج والنهايات.. استطاع اتحاد الشرطة ان ينهي مقاومة الجونة الصلبة في ظل حالة من الشرود الدفاعي والتي استغلها بوبا النيجيري وأحرز هدفا عزيزا أثمر عن ثلاثة نقاط غالية.. نفس الشيء رجحت هذه اللحظات الحرجة كفة انبي علي نده العنيف الإنتاج الحربي بهدف ديفونيه القاتل في اللحظات النهائية.. النقاط الثلاث التي تحصل عليها كل من انبي واتحاد الشرطة كانت لها بصمات غائرة في رصيد وترتيب الفريقين حيث احتل الشرطة مركز الوصيف بعد الزمالك المتربع بمفرده والمحتفظ بقوته وحماسته ومهارته علي القمة ب 72 نقطة.. بينما مكنت هذه النقاط الالية من التقدم بانبي ليحتل الضلع الثالث من مثلث القمة الغالي.. لم يكن الإسماعيلي أقل شأنا من الشرطة وإنبي حتي وإن جاء في المربع القممي الأخير بهدف عزيز في وقت مناسب بمنتصف الشوط الثاني للمجتهد عمرو السولية الذي يثبت أقدامه مع تتالي المباريات بالقائمة الدولية.. الإسماعيلي لم يكن بحالته الجيدة التي تفوق بها علي الأهلي ربما لأن مقاومة دجلة الدفاعية كانت واعية وشديدة.. وربما للإرهاق الذي واكب أداء السعيد نجمه الموهوب أو لغياب النشط جودوين الذي لم يفلح محسن أبوجريشة أو ابن جلون في سد مكانه الشاغر. بصمات تدريبيه أفضل النتائج جاءت بأيدي مدربين مصريين مؤهلين وأكفاء.. قاد حلمي طولان الأفضل فريقه بتروجت لإيقاع هزيمة ثقيلة بالسويس علي حرس الحدود.. ويحسب لطولان إصراره علي تحفيظ لاعبيه لواجباتهم في إطار خطة اللعب فضلا عن تنفيذهم لبعض الجمل والتحركات الخططية الواعية.. وقد عكست الأهداف بصمات طولان الغائرة في الأداء الخططي للفريق.. ولاشك في ان البدايات الطيبة التي واكبت قيادة كل من حمزة الجمل في سموحة بالرغم من تعادله بهدف مع ضيفه الأهلي.. وعلاء ميهوب بالمصري بالرغم من تعادله بنفس النتيجة مع مضيفه المقاولون تدل علي كفاءة وقدرات وخبرات المدربين المصريين المؤهلين، أما أنور سلامة رغم هزيمته في اللحظة الأخيرة، وطلعت يوسف الذي حصد ثمار حض اللاعبين للبذل حتي آخر اللحظات فإنهما ينضمان لقائمة المميزين بكفاءة وقوة.. ولا يمكن إغفال ونسيان التوأم حسن اللذين يغرسان في صفوف ونفوس لاعبيهما روحا معنوية ودفاعية وعميقة وشديدة ترجح كفتهم في أغلب الأحيان.. كما ان طارق يحيي لا يبتعد كثيرا عن قائمة المجيدين والمجتهدين ومعه محمد عامر اللذين اختلفا في نتائج فريقهما.. الأول تعادل بصعوبة مع الطلائع الذي كان متفوقا وحتي قبيل النهاية.. والثاني خسر بشرف وهو ناقص الصفوف منذ الشوط الأول.. والجميع ينتظر لهما العودة لمسيرة الانتصارات. اللقب في خطر حامل اللقب وفريق البطولات وصاحب الأرقام القياسية في الانتصارات علي جميع المستويات يمر بمنحني حاد ومأزق خطر لتواضع مستوي أدائه وقلة إنتاجه ونقص عطائه.. الأهلي يغيب عنه بعض ركائزه المؤثرة جدا خاصة في وسط الملعب أمثال حسام عاشور وشهاب الدين أحمد وفي الخلف سيد معوض وفي الأمام فرانسيس وشريف عبدالفضيل ولو انضم لهم احمد حسن يكون عدد الغائبين ما يوازي نصف فريق.. غير ان هناك من المتواجدين من لا يستحق ان يمثل الأهلي حاليا أمثال محمد شوقي صاحب الشهرة العريضة والمشوار الطويل.. وهناك من يدفع الأهلي ضريبة باهظة من تواضع مستواهم أمثال حسام غالي ومعتز إينو ومحمد فضل وحتي وائل جمعة.. خطوط الأهلي الثلاثة في حالة تراجع غريب.. الدفاع مفتوح.. والوسط تائه.. والهجوم ضائع.. ولولا ضربة الرأس الموفقة التي أكمل بها أبوتريكة تسديدة إينو غير المقصودة لعاد الأهلي من الاسكندرية صفر اليدين وخاوي الوفاض.. الغريب ان بركات تحرك كثيرا وأنتج قليلا.. وأن عفرتو أظهر بعض المهارات ولم يتمكن من ترجمة هذه المهارة إلي نتيجة.. لا يمكن ان نسأل الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي الذي يواجه ظروفا غاية في الصعوبة ويبذل جهدا جهيدا لتعديل الأحوال والخروج من الكبوة.