الكل يتساءل عن الجنيه ولماذا بدأ يتلاشي حتي وصلنا الي مرحلة التحدث عن أمجاده وماذا كان يفعل أيام زمان ولماذا لم يعد قويا كما كان؟ الاقتصاديون يرون انه شيء طبيعي وهي في النهاية مسألة عرض وطلب.. أما المستهلكون فهم لا يعرفون سوي ان الجنيه لا يشتري شيئا وبدأوا يتمنون لو عاد للجنيه هيبته ووقاره وحجمه الذي كان عليه حيث انه بدأ ينكمش مع مرور الزمن حتي وصل الي الهيئة التي عليها الآن.. وأصبح لسان حال القدامي يقول »ليت الجنيه يعود يوما«. الحقيقة يا سادة ان الجنيه موجود بجسده فاذا تم الاعتداء عليه وجب الدفاع عنه فهو لا يحتمل الاعتداء عليه. فلم يعد قادرا بمفرده علي شراء اللحمة والخضار والفاكهة الا اذا كان معه جيش من الجنيهات الأخري لحمايته ورغم تعاقب عدد لا بأس به من الوزارات في فترة وجيزة، كانت كل تلك الوزارات تشكل خصيصا لايقاظ الجنيه من غفوته وكانت محاولاتهم دائما تبوء بالفشل، أرجو الا نفقد الامل في وزارات كثيرة قادمة فنحن لا نريد جنيها متيقظا تماما ولكننا نريده حتي ولو كان مترنحا.. ولولا ان لجنة الخمسين قد انتهت من مواد الدستور الذي اشتمل علي كل كبيرة وصغيرة لكنت طالبتها بوضع هذه المادة الخاصة بالجنيه. الجنيه المصري »مدور« من أبوين ورقيين ومن الممكن ان ينقسم الي نصفين أصفرين ايضا أو أربعة اربع بيضاء،، ويجوز ان يكون احد هذه الأربع مخروما، ويتمتع الجنيه المصري بجميع الحقوق، ومن حقه ان يخل بالواجبات، ويظل وجوده محصنا، ويحق لمجموعة منه ان تحدث شخلله في الجيب، وينظم الفرد كيفية التصرف معهم. آداب قنا ودفعة ال 27 كان عددنا 72 طالبا هم أول دفعة افتتحت بها كلية الآداب بقنا، حيث كانت آنذاك تابعة لجامعة أسيوط قبل ان تستقل حيث اصبحت الآن تابعة لجامعة جنوب الوادي، ضآلة العدد في أول دفعة في كلية الآداب كان فرصة بأن نكون جميعا أسرة واحدة يجمعنا مدرج واحد يوميا، درسنا بعضنا جيدا لدرجة ان سلوك وطباع كل واحد منا كانت ليست سرا من خلال لقاءاتنا الدائمة ومناقشاتنا المستمرة. تخرجنا في كلية الآداب وفي ذهن كل واحد منا انطباع عن كل فرد من أفراد الدفعة، فذهب من ذهب وبقي من بقي معيدا حتي وصل الي درجة الاستاذية ومنهم من اعتلي كرسي عمادة الكلية ولم يتبق من هذه الذكريات سوي الانطباع الذي رسخ في الذهن. طلبة وطالبات هذا العام في كلية الآداب جامعة جنوب الوادي ارسلوا شكوي نادرة الحدوث لبرنامج العاشرة مساء يتضررون فيها من ان احد اساتذة الكلية استخدم الشتائم علي اوراق اجاباتهم التي عرضت علي الشاشة حيث قام كنترول الكلية بتصوير تلك الاوراق بتوقيع الاستاذ والي جانبه مالذ وطاب من الشتائم في سابقة هي الأولي أو ربما اعتقد سعادته انها ممكن ان تدخله موسوعة جينس للشتائم القياسية. ولا أقول سرا انه بمجرد عرض تلك الاوراق علي الشاشة بتوقيع الدكتور والي جانبه الشتيمة من أمثلة »لا يستحق الكذاب الا صفرا..« اخفها وازدادت الي يابن... يا..... وقبل مداخلة احد الاساتذة معلقا علي ما حدث- دار شريط ذكريات دفعة ال 72 في ذهني، لكي يحدد من يكون، ليقف المؤشر امام احدهم، والذي اكده بالفعل أحد الاساتذة في مداخلته للبرنامج.. يا دكتور... ليس هذا من شيمة أهل قنا ولا اساتذتها في كلية آداب قنا ولا هذا ما اجتمعنا عليه في دفعة ال72... عيب. لموا عيالكم أذكر القليلين من الأسر المصرية.. انتم قمتم بتربية وتعليم ابنائكم بمساعدة الدولة التي اعطتكم المجانية فهل انتهي عصر التربية، وأصبح التعليم هو كيف تنهش اليد التي امتدت اليك، مازال دستور مصر يمنحكم المجانية.. لموا عيالكم.