من المؤكد أن ثورة 03 يونيو قد حققت انتصارا جديدا بدخول مرسي القفص وبدء محاكمته وعصابة القصر بتهمة قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.. خرج مرسي من المحكمة إلي السجن.. تحول من رئيس سابق قيد الاحتجاز إلي نزيل في سجن برج العرب.. أصبح مرسي رقما في قائمة نزلاء السجن هو »35211«. النداء عليه بهذا الرقم.. واستدعاؤه للزيارة بهذا الرقم.. لن يناديه أحد بعد الآن بسيادة الرئيس أو حتي د. مرسي.. كل تحركاته ستكون بهذا الرقم.. هذه ليست شماتة فهي ليست من خصالي- والحمد لله- لكنني أنبه فقط إلي هذه الفكرة التي يتحول فيها رئيس جمهورية إلي مجرد رقم في قائمة السجناء لتكون عبرة لأي رئيس قادم تجعله يفكر مليون مرة قبل أن ينتهك الدستور والقانون أو يتراجع عن وعوده للشعب أو يأمر بقتله أو يفرط في حبة رمل من أرض الوطن. لم يكن متصورا أن يفلت مرسي وعصابته من الحساب مهما كانت الضغوط التي تعرضت لها مصر من الولاياتالمتحدة أو السيدة اشتون أو غيرها.. أرغمت مصر كل من اعتبر أن ما حدث في 03 يونيو انقلاب علي احترام إرادة شعبها والاعتراف بالثورة بعدما تأكدوا أن خارطة المستقبل تسير في طريقها وأن استحقاقات الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية ستتم في التوقيتات المحددة لها. ولهذا بدا واضحا فشل الإخوان وأنصارهم في تعبئة الشارع خلال محاكمة مرسي مما يعكس حالة الضعف التي أصابتهم بعدما خسروا رهانهم الأخير علي زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري لمصر.. تصوروا أنه جاء ليؤكد دعمه لهم أو يطالب بالافراج عن مرسي لكنهم فوجئوا أنه لم ينطق اسم مرسي اطلاقا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالقاهرة بل راح يؤكد أن الرئيس الأمريكي أوباما كلفه بإزالة كل ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين.. ولهذا راح يشدد علي أن واشنطن تدعم خارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب طريقا لاستعادة المسار الديمقراطي من خلال تعديل الدستور واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون تسعة أشهر مما يؤكد تغير موقف الولاياتالمتحدة واعترافها بثورة 03 يونيو وانتهاء حكم الإخوان بإرادة الشعب. والحمد لله أنه تم تسجيل واقعة اعتداء أحد شباب الإخوان بالضرب علي سيدة عجوز لمجرد أنها كانت تحمل صورة الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورصدت الكاميرات اعتداءات أنصار مرسي علي سيارات ومعدات ومراسلي الفضائيات والصحف مما يؤكد حالة التخبط التي وصلوا إليها ويكشف أن جماعة الإخوان تترنح باتجاه نهايتها. دعونا الآن نقارن بين ما فعله مرسي في القفص وما فعله مبارك حينما وقف في نفس القفص وفي نفس القاعة متهما بنفس التهمة التي يحاكم بها مرسي.. احترم مبارك نفسه وأسمه وتاريخه عندما نادي عليه رئيس المحكمة لاثبات حضوره.. رد عليه بقوله »أفندم« أو »موجود«.. شتان الفارق بين ما فعله مبارك وما فعله مرسي حينما أخذ يصرخ ويهذي قائلا »أنا الرئيس الشرعي.. والله لأربيكم.. أنا رئيس الجمهورية ولا تجوز محاكمتي.. أنا هنا بالقوة وهذه جريمة وأربأ بالقضاء أن يشارك فيها.. وأحملك المسئولية«.. استنجد مرسي بالقضاء الذي اعتدي عليه وانتهك قدسيته منذ أصدر الإعلان الدستوري الشهير في 22 نوفمبر الماضي الذي فجر الغضب الشعبي ضده وكان البداية للثورة عليه وإنهاء حكمه. مبارك مهما كانت أخطاؤه لم ينس أنه كان قائدا عسكريا.. علي الأقل لم يكن خائنا ولم يفرط في حبة رمل من أرض الوطن.. ولهذا احترم هيئة المحكمة التي انعقدت لتحاكمه ورد عليها بما يمليه القانون.. أما مرسي وبما قاله في القفص وتعديه علي هيئة المحكمة فقد أثبت أنه همجي ومتهور ولم يكن إلا ألعوبة في يد الجماعة ومكتب الارشاد.. لم يصدق أنه أصبح رئيسا للجمهورية.. ولهذا لم يصدق أنه يقف في القفص ليحاكم علي ما اقترفت يداه في حق الشعب. الأزهر.. منارة الاسلام الكتب التي تصدر عن سلسلة »كتاب اليوم« كثيرة ومتنوعة لكن يبقي للإصدار الأخير »الأزهر.. منارة الإسلام« أهمية خاصة ليس لأنه يتناول تاريخ الأزهر ودوره الوطني منذ إنشائه علي يد جوهر الصقلي عام 163 هجرية ويتحدث تفصيلا عن مؤسساته وهيئاته ودوره التعليمي وأئمته ابتداء من الشيخ محمد علي الخراشي أول مشايخ الأزهر الشريف حتي الامام الحالي د. أحمد الطيب.. ولكن تبرز أهميته للتوقيت الذي صدر فيه بعدما تعرض الأزهر لهجمة شرسة من جماعات متشددة في الدين تحاول النيل من قدره ومكانته في إطار سعيها لتوظيف الاسلام لتحقيق أهداف سياسية. الكتاب أعدته الزميلة ألفت الخشاب الكاتبة الصحفية المتميزة وقدمت له الزميلة ثناء أبو الحمد رئيس تحرير »كتاب اليوم« بكلمات تؤكد حرص دار »أخبار اليوم« علي إلقاء الضوء علي دور هذه المؤسسة العريقة في نشر الإسلام الوسطي في العالم أجمع.. وهو إضافة قيمة للمكتبة العربية تجعلني أدعو الشباب لقراءته حتي لا يقعوا فريسة سهلة لمن يحاول تضليلهم باسم الدين.