د. محمد داود من أراد أن يذوق طعم الشهادة وينعم بجنات الخلد والنعيم، ويعرف معني الرجولة والوطنية، ويدرك معني وقيمة الوطن، ويتعلم المثل والقدوة، عليه أن يأتي إلي شرطة وجيش مصر رمزا الجود والعطاء في حب مصر. في كل يوم وليلة يري المصريون والعالم عزم وإصرار جيش وشرطة مصر علي اقتلاع جذور الإرهاب الأسود من بلادنا والقضاء علي خفافيش الظلام الذين يريدون تدمير الدولة وإرهاب وترويع المواطنين بإحتلال ميادين وقري ومدن مصرية، ابتداء بميداني رابعة العدوية والنهضة، وإنتهاء بقرية دلجا ومدينة كرداسة في تحد سافر غير مسبوق لمؤسسات الدولة الوطنية التي قبلت وأعلنت التحدي، ورفعت شعارا لا صوت يعلو فوق صوت مصر وشعبها الأبي . ومع أول ضوء فجر جديد قامت قوات الشرطة والجيش باقتحام قرية دلجا وتحريرها من الإرهابيين المجرمين الذين روعوا وعذبوا وأهانو المواطنين وحرقوا الكنائس واعتدوا علي الملكيات الخاصة والعامة، و بعد أن تعرضت الأجهزة الأمنية لاتهامات قاسية شككت في وطنيتها وعدم قدرتها علي دخول تلك القرية التي تحولت إلي بؤرة إجرامية شديدة الخطورة، ولم يدرك هؤلاء المدعون ان الرجال يعدون العدة ويضعون الخطة ويدرسون المنطقة الورعة في سرية تامة غير عابثين بما يدعونه، إلي أن جاءت لحظة الانطلاق مع أول ضوء فجر، ليدخل الرجال الأبطال تلك القرية التي أُثر أهلها وقبعوا تحت سطو المجرمين الإرهابين الذين فروا كالفئران في الجبال والزراعات عندما شاهدوا جحافل الشرطة والجيش تسحق كل من اعتقد أنه فوق القانون، وفرح ورحب الأهالي المكلومون بقوات الشرطة والجيش التي جاءت لتعيد الأمن والأمان لهم فهم لم يقترفوا ذنبا في غير حبهم وتمسكهم بالأرض التي نشأوا وتربوا عليها، وأقسمت لهم القوات أنها لن تتركهم إلا وهم آمنين مطمئنين في قريتهم . وتطلع المصريون لتكرار ذلك النصر في أخطر بؤرة إرهابية تهدد وتروع الأهالي والسكان وهي مدينة كرداسة، ولم تمض أيام معدودة حتي تحققت الامنيات وقام رجال الشرطة والجيش الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه مع أول ضوء فجر جديد بدخول المدن المحرمة التي ظن الإرهابيون أنها أصبحت في قبضتهم واعتبروها خارج سيطرة الدولة المصرية، وقاموا باستقبال القوات بوابل من الرصاص و القنابل، ولكن ذلك لم يثن الرجال عن أداء المهمة الوطنية علي أكمل وجه، لأنه لم يحدث في أي دولة في العالم أن قامت أجهزتها الأمنية بعمل بطولي متفرد مثلما قامت به أجهزة الأمن المصرية بأدائها الرائع الذي أبهر الجميع وحقق الهدف والغاية دون قطرة دم واحدة لأي من الأهالي أوالمطلوبين علي الرغم من كم المخاطر واستعدادات الإرهابيين . انتظر الجميع ليروا ماذا الشرطة إذن فاعلة بمن قتلوا وعذبوا ومثلوا بجثث زملائهم في مجزرة قسم شرطة كرداسة، وكيف سينتقمون ويطفئون نار الغل والألم لأهالي الشهداء، الا ان شيم الأبطال الشرفاء تأبي الانتقام والتشفي عند المقدرة، حقا إنها القوة والشجاعة التي أكدت تغير الفكر والعقيدة الشرطية منذ أن أصبحت الشرطة المصرية هي شرطة الشعب . وفي مشهد لن ينساه المصريون يسقط شهيد الحق والواجب اللواء/نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة الذي تقدم الصفوف وكان بإمكانه أن يتابع العمليات من مكتبه أو سيارته إلا أنه أراد أن يضرب المثل والقدوة في الشجاعة والوطنية ويكون في مقدمة الصفوف بين رجاله وأبنائه من الضباط والجنود فكانت آخر كلماته طلب الشهادة ودعوة زملائه لنيل ذلك الشرف العظيم فداءً ودفاعا عن أمن وأمان المصريين . القادة الذين وضعوا الخطط الأمنية التي نفذتها القوات علي أكمل وجه إبتداء من رابعة العدوية والنهضة وانتهاءً بدلجا وكرداسة اختاروا توقيتا واحدا لجميع العمليات التي تمت حيث بدأت جميعها مع أول بزوغ لضوء الفجر لتوجه عدة رسائل ذات معني ودلالة واضحة، أولها أن أصحاب الحق يعملون دائما في النور وفي وضح النهار لأنهم لايخشون في الحق لومة لائم، أما أولائك الذين ظلوا طوال حياتهم يعملون تحت الأرض وفي المخابئ والظلمات فهم لاحق لهم، وثانيها توجيه رسالة أمل واطمئنان لشعب مصر في غد مشرق مع كل ضوء فجر تسحق فيه قوات الشرطة والجيش خفافيش الظلام وتقتلع جذور الإرهاب من بلادنا لتنشر نور الحرية والعزة والكرامة . المجد والشرف للقادة العظام الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وجميع ضباط وأفراد وجنود الشرطة والقوات المسلحة علي الأداء الرائع الذي عبر بحق عن الوطنية الأصيلة التي أعادت للمصريين العزة والكرامة وآمنتَهم في بلادهم .