ما حدث في كرداسة وناهيا بالجيزة أمس ومن قبل في دلجا بالمنيا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة ماضية لا محالة في مواجهة الإرهاب الأسود وأذنابه من خفافيش الظلام الذين لا دين لهم ولا وطن و يبعث برسالة قوية للجماعات الإرهابية والتكفيرية في مصر والخارج مفادها أن مصر بجيشها العظيم وشرطتها الباسلة قادرة علي بسط سيطرتها علي كل شبر من أرض المحروسة وأنه مهما فعلت ومارست قوي الإرهاب من أساليب قذرة وخسيسة وجبانة لن تنال من هيبة الدولة المصرية ولا من حضارتها الممتدة عبر التاريخ, ولن تنال الجماعة المارقة من أمنها واستقرارها. وأبادر فأقول لقد نجحت أجهزة الشرطة المدعمة بقوات الجيش من اقتحام بؤرتي كرداسة وناهيا بنجاح واحترافية يشهد لها القاصي والداني وهذا ليس بجديد. وفي الواقع لا يمكن الفصل بين ما حدث في بؤر كرداسة وناهيا ودلجا وبين ما يحدث حاليا في سيناء فهناك أياد خفية لا تريد لهذا الوطن الاستقرار والتقدم وتحاول بشتي السبل عرقلة مسيرته ليظل قابعا في غياهب الجهل والتخلف والمرض, وأيضا ليظل تربة خصبة ترتع فيها غربان الإرهاب الذين يعشقون الحياة في غياهب الظلمات ولا يريدون لشمس مصر المستقبل أن تشرق. وللتاريخ أسجل هنا أن التجربة تثبت يوما بعد آخر أن مصر بها شرطة محترفة ومتمرسة تتخذ القرار المناسب في التوقيت المناسب, وما حدث أمس خير دليل, حيث لم تقع ضحية واحدة حتي من الإرهابيين الذين حولوا حياة أهالي المدينة إلي جحيم طوال الفترة الماضية, وأن الضحية الوحيدة التي اغتالتها رصاصات الإرهاب الغادرة كانت اللواء نبيل فرج مساعد مدير أمن الجيزة. ومن هنا أطالب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بنقل مركز شرطة كرداسة من موقعه الحالي بالشارع التجاري إلي مكان آخر وليكن بالقرب من القرية الذكية حتي يكون بعيدا عن هذه البؤرة السرطانية, لحماية رجال الشرطة من هجماتهم الغادرة, وبحيث يكون قريبا من معسكرات الأمن المركزي بالكيلو32 ومن قوات الأمن بالكيلو5,10 حتي يسهل تأمينه, ويكون التعامل مع هؤلاء المارقين من القتلة وعتاة الإجرام عن طريق الحملات الأمنية الموسعة. رابط دائم :