أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان الوزارة تابعت الزيادة التي طرأت علي أسعار خامات الحديد خلال الأيام الماضية. وقال اننا اتخذنا إجراءات مشددة لضمان عدم تخزين الحديد ومنع الاختناقات وضمان عدم امتناع احد من التجار عن البيع. واضاف الوزير اننا فتحنا السوق للاستيراد وتحقيق المنافسة بهدف إحداث التوازن المطلوب لصالح المستهلك. وأوضح المهندس رشيد ان ارتفاع سعر أي سلعة لا يرجع بالضرورة إلي وجود ممارسات احتكارية، مشيرا إلي اننا أصبحنا أكثر ارتباطا بالسوق العالمية خاصة في انتاج الحديد. وأعلن محمد أبوشادي رئيس قطاع التجارة الداخلية ان الزيادة في أسعار حديد التسليح كانت متوقعة منذ أكثر من أسبوع بسبب الارتفاعات الكبيرة في الأسعار العالمية سواء لخامات الحديد أو للبيليت والخردة. وقال انه قدم تقارير عن تطورات السوق العالمي للمهندس رشيد محمد رشيد وقال ان الوزارة ستواصل حملاتها المكثفة للرقابة علي الأسواق وستقدم المخالفين إلي النيابة العامة بتهمة الاضرار بمصالح المستهلكين. وكانت أسعار حديد التسليح قفزت أمس 058 جنيها مرة واحدة، ليرتفع سعر الطن إلي 0014 جنيه. امتدت الزيادة إلي الحديد المستورد الذي زاد 078 جنيها لصل سعر الطن إلي 0593 جنيها تسليم الميناء. أرجعت الشركات المنتجة أسباب رفع الأسعار إلي الزيادة الهائلة في أسعار الخامات وكذلك انتعاش الطلب علي منتجات الحديد مع تراجع آثار الأزمة المالية العالمية. لم تحتج أسعار حديد التسليح لأكثر من يوم واحد فقط لكي تحلق في السماء وتتوافق مع الاسعار العالمية عندما ارتفعت اسعار الخامات، بينما لم يحدث ذلك عندما انهارت الاسعار قبل عامين، وانما ظل المستهلكين يسددون اسعارا عالية تنخفض »بالقطارة« علي مدي عام كامل حتي وصلت لادني مستوياتها حيث انخفضت من 0056 جنيه للطن تسليم المصنع لاقل من 3 آلاف جنيه!! واعتبارا من أمس أول أبريل عاودت أسعار حديد التسليح الارتفاع. ولكنه لم يكن ارتفاعا عاديا وإنما قوي ومفاجئ حيث اعلنت الشركات المنتجة اضافة ما بين 028 إلي 058 جنيها علي سعر الطن ليصل إلي 0014 تسليم المصنع استجابة لارتفاع اسعار الخامات العالمية. مصر الأقل سعراً ورغم الزيادة في اسعار مصر إلا أنها ظلت أقل من الارتفاعات التي حدثت في اسعار الدول العربية المجاورة وبفارق محترم يصل إلي 033 جنيها للطن.. وحتي الحديد المستورد ارتفعت أسعاره بمستويات غير مسبوقة حيث ارتفع الحديد التركي المستورد بمقدار 078 جنيها منذ نهاية الشهر الماضي لتصل إلي 0593 جنيها تسليم ارض الميناء.. لتصنع فارقا يصل إلي 51 جنيها علي الاقل في الطن الواحد.. ولكن ما مبررات هذه القفزات في سعر حديد التسليح سواء في مصر او في العالم؟ وهل تشير التوقعات الي استمرار هذا الارتفاع في الاشهر القادمة؟! علي مدي الاسابيع القليل الماضية ارتفعت أسعار الصلب بصورة متتالية لم يشهدها العالم منذ 8002، مدفوعة بزيادة اسعار الخامات من خردة وبيليت نتيجة النمو في الطلب العالمي مع بدء التعافي الاقتصادي في بلدان كثيرة وخاصة الاسواق الناشئة وعلي رأسها الصين والتي مازالت تحقق معدلات نمو مرتفعة. وقد تزامن ذلك مع المفاوضات الجارية بين الشركات العالمية الموردة لخامات الحديد الطبيعية وبين المنتجين الرئيسيين لتحديد نسبة الزيادة في اسعار التوريد والتي نتج عنها اقرار زيادة قدرها09٪ لعام 0102 دفعة واحدة.. اما الزيادة في الطلب العالمي علي الخامات فيوضح الخبراء انها تنمو لعدة اسباب: الاول: تخلص الاسواق من المخزون الفائض من المنتج النهائي والذي تراكم في النصف الثاني 8002 والربع الاول 9002 نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية وكساد الطلب. الثاني: عودة الطلب النهائي تدريجيا بدءا من النصف الثاني 9002 مع زيادة الثقة في عودة التعافي وظهور بوادر لذلك في اقتصادات الدول الرئيسية مثل الولاياتالمتحدةالامريكية ودول شرق آسيا بالاضافة إلي منطقة الشرق الأوسط. الثالث: اعادة تشغيل الطاقات المعطلة لتلبية احتياج الطلب المتزايد مع توقعات بتحقيق نمو عالمي في استهلاك الصلب يبلغ 11٪ في 0102 طبقا لتقارير المنطقة العالمية للصلب، وهو ما يعادل زيادة قدرها 221 مليون طن عن 9002. الرابع: استمرار النمو الاقتصادي القوي في كل من الصين والهند بمعدلات تتراوح ما بين 7٪ - 01٪ سنويا .. ومن الجدير بالذكر ان الزيادة المتوقعة في انتاج الصلب بالصين وحدها سوف يتجاوز 06 مليون طن هذا العام. أدت هذه العوامل الي زيادة اسعار الخردة والبيليت بمعدل تراوح ما بين 62٪ إلي 23٪ خلال الشهر الماضي فقط وبمعدلات متواصلة .. وعلي الفور انعكست هذه الزيادة علي تكلفة الانتاج وبالتالي اسعار المنتج النهائي في جميع أنحاء العالم، دون ابطاء في مصر وجميع الدول العربية بنسب متفاوتة كانت اقلها في المملكة العربية السعودية 0524 جنيها للطن بعد زيادة 007 ريال سعودي للطن هذا الشهر واكبر في الكويت حيث زاد السعر إلي 7654 جنيها حيث ارتفع السعر الي 042 دينارا كويتيا. اما حديد التصديرمن تركيا التي تعتبر المورد الرئيسي لحديد التسليح في العالم فقد ارتفعت من 025 دولارا للطن »واصل المواني المصرية« في نهاية فبراير الي 007 دولار للطن بزيادة 081 دولارا تعادل 0001 جنيه مصري ليصل سعر الطن في الميناء 0593 جنيها تقريبا. ورغم هذه الزيادات المتعاقبة فإن المؤشرات لا تقول ان هذه الزيادة ستكون الاخيرة.. ففي هذا السوق تلعب المضاربات دورا مهما في زيادة الاسعار.. ولم يعد هناك امل امام المستهلك المصري الا ان تقوم الجهات الرقابية بمتابعة الاسواق عن قرب . زيادة متوقعة اللواء محمد أبوشادي رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة أكد ان الزيادة في اسعار حديد التسليح كانت متوقعة منذ أكثر من اسبوع وان القطاع اعد تقارير مفصلة حول هذه الزيادات وتم رفعها الي المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لاحاطته علما بتطورات الاوضاع في الاسواق العالمية. وقال رئيس قطاع التجارة الداخلية ان الزيادات التي تمت علي اسعار حديد التسليح كانت نتيجة ارتفاع الاسعار العالمية بصورة كبيرة فتأثرت تكلفة الصناعة بشكل كبير وهو ما دعا المصانع لرفع اسعارها بسبب ارتفاع اسعار مدخلاتها. ويتوقع الخبراء توافر الحديد في الاسواق وثبات سعره خلال الايام القادمة بسبب واقعية التسعير هذا الشهر واتفاقه مع الاسعار العالمية الجارية. وأكد الخبراء ان المصانع المحلية.. كانت تضطر للبيع بأقل من التكلفة في الفترة السابقة للحصول علي حصة سوقية أكبر في منافسة مع الحديد المستورد المدعم في دولة الانتاج. ولكن بعد الزيادات الكبيرة في اسعار المدخلات لجأت الشركات المصرية لتسعير حديد التسليح بشكل واقعي.