يظل محور الرياض - القاهرة أو القاهرة - الرياض حجر الزاوية في الصمود ضد مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تطبقه أمريكا وتوابعها منذ سنوات والذي كاد أن يتحقق بعد تفتت العراق وتقسيم السودان وتشرذم ليبيا وضرب جيش سوريا والمحاولة الأخيرة لضرب درة الجيوش مصر.. لذا جاءت مساندة السعودية شعبا وقيادة للشعب المصري في ثورته ضد الإخوان ضربة قاصمة وعلامة فارقة في الحرب ضد حدائق الشيطان. لا أجد كلمات توفي حق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أعلن في الوقت المناسب والظرف الدقيق وقوف بلاده ودعوته الدول العربية والإسلامية لمساندة مصر ليوقف حملة شرسة لتقويض أركان الدولة المصرية.. تلك المساندة التي كان لها فعل السحر في بداية تحولات كبيرة في بعض الدول الغربية الكبيرة وتوقعي أنه سيكون أيضا إشارة مهمة لبداية التحول في الموقف الأمريكي لأن الموقف السعودي ليس بالكلمات ولا بالأموال فقط بل بتحرك دبلوماسي خارجي واسع بدأ بفرنسا في توضيح حقيقة مايحدث في مصر. هذا الموقف السعودي ليس جديدا بل حلقة في سلسلة حلقات للمساندة والتكافل بين البلدين الكبيرين الشقيقين ولا ننسي أن السعودية كانت دائما وأبدا تساند مصر حتي في أحلك سنوات المقاطعة العربية بعد معاهدة كامب ديفيد.. فهذا البلد الأمين لم ينس يوما أن له أشقاء ذوو فضل ويجب مشاركتهم السراء والضراء والأهم من ذلك معاملتهم بالمعروف حتي في لحظات الفتور السياسي. هذه شهادة مجرب عاش وعمل في السعودية الشقيقة قرابة العشر سنوات لم أشعر يوما خلالها بالغربة بل كنت أشعر دائما أنني بين أهلي وأصدقائي ورغم عودتي للوطن المفدي منذ سنوات لا تزال برقيات التهاني والمعايدة بل والزيارات تتوالي من أشقاء سعوديين لم تنقطع طوال الفترة الماضية اتصالاتهم للاطمئنان علي مصر الكنانة. ولعل موقف الملك عبد الله الشجاع الشهم يذكرنا بموقف شقيقه الكبير الملك فيصل بن عبد العزيز وموقفه البطولي خلال حرب السادس من أكتوبر 1973 والذي لم يتردد بل قاد الدعوة لاستخدام سلاح البترول لمساندة الجيوش العربية في مصر وسوريا في حربها ضد العدو الإسرائيلي.. ليس ذلك فقط بل هناك دعم مادي وعسكري ولوجستي كبير ساهمت به السعودية. لا أبالغ إذا ما قلت أن مساندة الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصر في هذه المرحلة تفوق ما عداها من مساندات والسبب أن مصر لا تواجه هذه المرة حربا تقليدية ضد عدو واضح معلوم الأركان لكنها في اعتقادي في أم المعارك وهي الحرب ضد إرهاب جماعة عنكبوتية لها تنظيم دولي تتاجر بالدين وتتمسح به.. تلغي فكرة الأوطان إلي الأممية وتعمل لصالح تنظيم دولي لا يتورع عن فعل أي شيء للحفاظ علي مكتسباته.. جماعة أعلنتها صراحة ودون استحياء: إما الحكم أو ضياع البلاد.. لذا فإن انتصار الشعب هذه المرة لم ولن يوازيه أي انتصار لأنها حرب بقاء. . بلسان ملايين المصريين.. أقول لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: يا أبو متعب ما أروعك. حرف ساخن لا أحد يصدق الكذاب.. هكذا علمتنا الأيام فقد أعلن الإخوان وقفهم لمسيرات العنف ظهر الأحد ومساء اتجهوا للاعتداء علي المحكمة الدستورية العليا وفتح ثغرة اعتصام في منطقة مصر الجديدة.. ومع بوادر صباح الإثنين حاولوا تهريب المحبوسين من سجن أبو زعبل.. ومع ساعات الظهر ارتكبوا جريمة بشعة مع الجنود المصريين في رفح تضاف لبشاعة جريمة ضباط قسم كرداسة.. اللهم رد كيدهم إلي نحورهم.. آمين.