سؤال ذكي.. وإجابة حاسمة واضحة.. اكدت موقف مصر الحازم ضد محاولات الالتفاف علي الحقوق الفلسطينية، وازالت لبسا كان من الممكن ان يكون اتهاما موجها لمصر بالمشاركة في الصفقة الجاري التفاوض بشأنها بين امريكا واسرائيل لاستئناف المفاوضات. وخاصة ان الاتفاق عليها ما بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون جاء مواكبا لزيارة الوفد المصري عالي المستوي الي واشنطن وزير الخارجية احمد ابوالغيط والوزير عمر سليمان لبحث تذليل العقبات امام استئناف المفاوضات. السؤال المهم كان حول ما اذا كانت مصر علي علم بتفاصيل الطرح الامريكي المفترض، وذلك عقب التسريبات الاعلامية عنه مباشرة.. والاجابة الحاسمة علي لسان السفير حسام زكي المتحدث الرسمي للخارجية المصرية.. النفي التام بعلم مصر المسبق لهذا الطرح.. والاهم ما عبر عنه في وجهة نظر مصر، ان تجميد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية لا يعد هدفا في حد ذاته يستوجب دفع اثمان باهظة في المقابل. ولكن ان يكون تجميد الاستيطان تابعا من ادراك الحكومة الاسرائيلية لمسئوليتها والتزاماتها تجاه اقامة السلام، وليس ان يتحول هذا التجميد الي احد كروت المقايضة التي تفسد العملية التفاوضية قبل ان تبدأ. ولم يفت المتحدث الرسمي التأكيد مجددا علي ان النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية نشاط غير شرعي ومخالف للقانون الدولي. وأن مصر لا يمكنها ان تقبل بأي مناورات تستهدف الابقاء علي اي قدر من هذا النشاط او تعطي شرعية له بأي حال من الاحوال. وان مصر سوف تستمر في العمل الجاد من اجل وضع العملية التفاوضية علي مسارها الصحيح، والا يترتب عليه ابدا التنازل او التفريط في الحقوق او القبول بترتيبات امنية لا تأخذ في اعتبارها الاحتياجات والشواغل الفلسطينية والمصرية والعربية. برافو يقظة الدبلوماسية المصرية.. برافو عملها الجاد علي كل الجبهات لمواجهة اي اعوجاج او انحراف في مسار العملية التفاوضية، واحباط كل المؤامرات والمراوغات الاسرائيلية من الالتزام باستحقاقات السلام.. ولكن لم اكن اتصور ان يصل التدليل الامريكي لاسرائيل الذي تحدثت عنه الاسبوع الماضي الي هذا الحد.. فاذا كانت امريكا تقدم كل هذا لمجرد اقناع اسرائيل باجراء لمجرد فقط بدء المفاوضات، فماذا ستفعل وماذا ستقدم لاسرائيل طوال مشوار المفاوضات الصعب، وهل كل ما يشغل امريكا الان اقناع اسرائيل وحكومتها المراوغة المتبجحة في اظهار الخلاف علي الصفقة. ولاتملك لاقناع الفلسطينيين الا المزيد من الضغوط لتقديم التنازلات. بنود الصفقة المشبوهة والمرفوضة لاسابق لها عبر تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي.. تقول.. وقف الاستيطان في الضفة واستمراره في القدسالشرقية، الا تطلب امريكا مرة اخري تجديد »الوقف« ،ان تقف امريكا ضد اي تحرك سياسي اذا لجأ الفلسطينيون للامم المتحدة واستخدامها الفيتو ضد اي قرار باعلان قيام الدولة الفلسطينية.. منح اسرائيل 02 طائرة اف 53، في اطار حزمة الحوافز الامريكية التي تصل قيمتها 02 مليار دولار مع اكتمال السلام مع الفلسطينيين. اخطر ما في هذه الصفقة هدم امريكا لكل القرارات الدولية ومباديء عملية السلام والقانون الدولي ومنح اسرائيل حق الاستيطان في القدسالشرقية وترسيخ مفهوم اسرائيل باعتبار القدس الموحدة عاصمة ابدية للدولة العبرية واسقاط حق الفلسطينيين في المطالبة بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية وتفريط في المقدسات الاسلامية يحاسب عليه التاريخ عاجلا او اجلا.. انها صفقة مع الشيطان وليس بين امريكا واسرائيل! [email protected]