اتفق وزير النفط ووزير الاعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح والمسؤول الصيني الاعلي في اقليم ( غوانغدونغ) في اجتماعهما هنا امس علي تعزيز التعاون بين الكويت واقليمجنوب الصين بشأن مجموعة واسعة من القضايا. وهنأ الشيخ احمد العبدالله سكرتير الحزب الشيوعي الصيني لاقليم (غوانغدونغ) وانغ يانغ لنجاح حفل افتتاح دورة الالعاب الاسيوية ال16 (آسياد 2010) التي انطلقت فعالياتها بمدينة غوانزو عاصمة الاقليم يوم الجمعة الماضي وذلك خلال حضوره الحفل كضيف شرف. وقال الشيخ احمد العبدالله في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد عقد الاجتماع ان المحادثات تمحورت حول سبل توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاستثمارية والثقافية والتعليمية والرياضية بالاضافة الي المجال النفطي. وأطلع الشيخ أحمد العبدالله المسؤول الصيني علي محادثاته مع نائب الرئيس الصيني لي كيغيانغ في بكين تناولت توثيق التعاون بين البلدين واخر التطورات في مشروع المصفاة ومشروع البتروكيماويات المشترك ومشاركة ( سينوبيك) في مشاريع الطاقة داخل الكويت وتخطيط هيئة الاستثمار الكويتية انشاء مكتب في بكين قريبا. وذكر ان محادثاته تطرقت الي تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين كاطلاق برنامج المنح الدراسية لتبادل الطلاب بالاضافة الي عقد (الأسبوع الثقافي) العام المقبل في كلا البلدين بمناسبة الاحتفال في الذكري 40 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وقال الوزير الكويتي انه دعا المسؤول الصيني الي تشجيع الشركات الصينية للمشاركة في خطة الحكومة الكويتية للتنمية الخمسية التي تبلغ تكلفتها 37 مليار دينار كويتي (129 مليار دولار امريكي) والتي يتم تنفيذها حتي عام 2014 لمشاريع النفط وغير النفطية. واوضح ان المباحثات شملت تكثيف الجهود لتسريع انجاز مجمع مصفاة تكرير نفط عملاقة ومنشآت بتروكيماوية الذي ينتظر موافقة الحكومة الصينية النهائية عليه لافتا الي تاكيد وانغ دعمه الكامل لتسهيل الاجراءات المشروع المشترك بين مؤسسة البترول الكويتية ممثلة بذراعها شركة البترول الكويتية العالمية وشركة (سينوبيك). وقال الشيخ احمد العبدالله ان "السيد وانغ تعهد للوقوف الي جانب التزامنا علي موقع تسويق مشروع المصفاة والتي تفتح محطات الوقود في المقاطعة وهذه خطوة مهمة جدا لمشروعنا" معربا عن تقديره له لمنحه الموافقات الثلاث الرئيسية للمشروع وهي التكلفة والارض والبيئة. وحث السيد وانغ لتسريع منح الحكومة الصينية الموافقة النهائية للمشروع المشترك من خلال لجنة الاصلاح والتنمية الوطنية (وهي أعلي هيئة للتخطيط الاقتصادي في الصين) نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل. واكد الشيخ احمد العبدالله ل(كونا) حرص الكويت وعزمها علي تنفيذ المصفاة المشتركة ومشروع البتروكيماويات بأسرع وقت ممكن مشيرا الي دعوته السيد وانغ الي زيارة الكويت. ويقام المشروع المشترك في مقاطعة (غوانغدونغ) بتكلفة تسعة مليارات دولار ويشمل بناء مصفاة بسعة 300 ألف برميل يوميا ومليون طن من الايثلين سنويا وستورد الكويت المواد الخام لانشاء مصنع متكامل علي مستوي عالمي فيما يعد هذا المشروع المشترك الأول من نوعه بالنسبة للصين. وكان المشروع المشترك بين مؤسسة البترول الكويتية ممثلة بذراعها شركة البترول الكويتية العالمية وشركة ( سينوبيك) استنادا الي الاتفاق المبدئي عام 2005 مقررا في (غواغشتو) عاصمة مقاطعة (نانشا) غير ان الحكومة الصينية اقترحت نقله الي مقاطعة (غوانغدونغ) بسبب القلق من تأثيراته البيئية علي منطقة مكتظة بالسكان. وخلال الزيارة التاريخية ل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الي بكين في مايو 2009 اتفقت الكويت والصين علي نقل المشروع الي منطقة أقل ازدحاما في نفس المقاطعة مع احترام الجدول الزمني للمشروع وبعد ثلاثة شهور تم اختيار الموقع الجديد للمشروع في مدينة (تشانغيانغ) علي بعد 400 كيلومتر من مدينة ( غوانغشتو). يذكر ان وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله الاحمد الصباح وصل الي بكين يوم الاثنين الماضي في زيارة رسمية لاجراء محادثات مع نائب الرئيس الصيني لي كيغيانغ وكبار المسؤولين الصينيين حول مشروع بناء مصفاة تكرير النفط في جنوب الصين. والتقي خلال الزيارة رئيس شركة (سينوبيك) سو شولين يوم الاثنين الماضي واجري محادثات تناولت التطورات الاخيرة في مشروع المصفاة ومشروع البتروكيماويات المشترك فيما التقي نائب الرئيس الصيني لي كيغيانغ يوم الثلاثاء الماضي. وضم الوفد المرافق لوزير الاعلام والنفط الكويتي مدير شركة البترول الكويتية العالمية حسين اسماعيل ورئيس الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية فهد العجمي ونائب العضو المنتدب في شركة البترول الكويتية العالمية محمد جاسم راشد ونائب العضو المنتدب لشؤون مكتب الوزير في مؤسسة البترول الكويتية سهيل المطيري ومدير تطوير المشاريع في شركة البترول الكويتية العالمية مشاري آل محمود اضافة الي سفير الكويت لدي الصين محمد صالح الذويخ. وتعد الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وفتحت سفارة لها في بكين تقديرا للدور الرائد للصين في المنطقة والعالم اذ شهدت العلاقات بين البلدين تطورا مستمرا منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1971 وعززت الزيارات الرفيعة المستوي المتكررة التعاون المثمر في مجالات الطاقة والتجارة والبنية التحتية. والكويت أول دولة عربية تقيم استثمارات في الصين في مختلف القطاعات حيث تساهم هيئة الاستثمار الكويتية في بنك التجارة والصناعة الصيني وهو اكبر بنك تجاري في الصين. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 04ر5 مليار دولار في عام 2009 فيما تطورت صادرات الكويت من النفط الي الصين باطراد لتبلغ مستوي قياسيا قدر ب308 آلاف برميل يوميا في يونيو الماضي أي ما يعادل 17 ضعفا ما كان عليه عام 2004 . وقدمت الكويت أيضا مساعدات كبيرة الي الصين من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومولت منذ عام 1982 نحو 35 مشروعا بلغت قيمتها 800 مليون دولار كان لها أثر كبير علي الاقتصادات المحلية في الصين وعلي حياة الصينيين.