المرشح الرئاسى »المعتدل« حسن روحانى ينتخب الايرانيون رئيسهم الجديد غدا علي خلفية أزمة نووية واقتصادية تشهدها البلاد، ليضعوا بذلك حدا لثماني سنوات من عهد محمود احمدي نجاد الذي يحظر الدستور ترشحه لولاية ثالثة. ودعا المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المواطنين إلي المشاركة بكثافة في عملية التصويت واعتبر ان التصويت "الكثيف" سيحبط الأعداء ويقلل الضغوط علي ايران. وتتزامن مع الانتخابات الرئاسية، انتخابات المجالس المحلية التي تضم أكثر من 207 آلاف شخص للمدن والقري. ويحق لأكثر من 50 مليون مواطن المشاركة في الانتخابات لاختيار واحد من بين ستة مرشحين للرئاسة غالبيتهم من المحافظين وبينهم مرشح يدعمه الاصلاحيون والمعتدلون وهو رجل الدين حسن روحاني الذي يشغل حاليا منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام وهو مفاوض سابق في الملف النووي ويدعو إلي سياسة أكثر مرونة في المفاوضات إلا انه يعترف مثله مثل باقي المرشحين بحق ايران الشرعي في الطاقة النووية المدنية. وينظر إلي الانتخابات المقررة غدا بترقب إذ شهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي اجريت عام 2009 احتجاجات هزت الجمهورية الاسلامية وخضع بعدها بعامين المعارضون والمرشحون للانتخابات حينذاك "مير حسين موسوي" و"مهدي كروبي" قيد الاقامة الجبرية. ومن بين المرشحين المحافظين "علي اكبر ولايتي" و"سعيد جليلي" وكلاهما مستشاران مقربان من خامنئي، فضلا عن رئيس بلدية طهران الحالي محمد باقر قاليباف وهو تكنوقراطي له ماض عسكري. من جانبه، أعلن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني المستبعد من الانتخابات تأييده للمرشح المعتدل حسن روحاني وقال "اري انه الاكفأ لتولي السلطة التنفيذية"، وجاء ذلك بعد اعلان الرئيس الاسبق محمد خاتمي رئيس الحركة الاصلاحية دعمه لروحاني. ويحاول تيار الاصلاحيين القيام بعودة خجولة الي الساحة السياسية في ايران بعدما تعرض للقمع في 2009 وغياب شبه كامل عن مجلس الشوري في الانتخابات التشريعية عام 2012. ويعاني الاقتصاد الايراني بقسوة من تضخم تجاوز معدله بحسب الارقام الرسمية 30٪ كما انخفضت قيمة العملة الوطنية بنسبة تقارب ال80٪. ويتساءل المراقبون حول هامش المناورة الذي سيتمتع به الرئيس المقبل بشأن ملفات مثل الملف النووي والاقتصادي والسياسات تجاه سوريا إذ يسيطر المرشد الاعلي والحرس الثوري علي عدد من الملفات الرئيسية. وكان استطلاع للرأي حديث قد أظهر ان الايرانيين يتبنون آراء متضاربة حول دور رجال الدين في السياسة. علي صعيد مختلف، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يحق لايران تطوير برنامج نووي مدني، الا انه رفض تهديداتها لاسرائيل التي وصفها ب"غير المقبولة".