كنا قد تحدثنا في الاسبوع الماضي عن اهمية العمل في الاسلام ولكن من المؤسف نجد بعض المسلمين يهملون العمل، ومستهينين به وحجتهم في ذلك الربط بين إتقان العمل والمقابل المادي، يتحينون فرصة غياب الرقابة الإدارية لإبداء التقصير والتهاون في أداء الواجبات، يرهقون المواطن البسيط بإبداء الإهمال في خدمته، معتقدين خطأً أن لا حرج عليهم ولا تثريب.. ولو دقق هؤلاء غير المتقنين لأعمالهم لأدركوا أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر علي هؤلاء الأشخاص أنفسهم قبل غيرهم، فكم كان إتقان العمل سبباً في ارتقاء الموظف في وظيفته، أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، وما زال بعض الصنّاع يتقنون صناعتهم حتي حصلت علي إقبال الناس وثنائهم في بلدهم ثم خارجها، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن بعض الصناعات قد حصلت علي شهرة عالمية، أما إذا نظرنا إلي العمل علي أنه جزء من العبادة فإننا نتساءل هل يجوز لنا أن نغش في أعمالنا؟ هل الأمر بالإتقان والإحسان علي وجه الاستحباب لا الوجوب؟ نقول: لا، الخطب أعظم من ذلك.. إن غش المسلم لأخيه في بضاعة أو عمل قد يخرجه من جماعة المسلمين لقول النبي لبائع يغش في بضاعته: "من غشنا فليس منا"!! وهذا التهاون سيؤدي إلي فقدان الثقة والاحترام بين أفراد المجتمع، كما سيؤدي إلي انتشار الكذب والخداع، لذلك أخي العامل في اي مكان أدي عملك بإتقان وأحسن القيام بما أسند إليك من مهام حتي وإن غفل عنك المسئولون، حتي وإن لم يكافئك أرباب العمل، حتي وإن كان الراتب زهيداً لأنك بإتقانك هذا تعمل ما يحبه الله تعالي، "إن الله يحب إذاعمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وما دام الله تعالي مطلعاً عليك فاطمئن.