ليس بالإهمال, والقصور والتقصير, والغفلة, وترك العمل والإنتاج يتقدم الوطن, ويتحقق الرخاء, وإنما يتقدم بإتقان العمل, وزيادة الإنتاج, والحرص علي الجودة, ومراعاة الحقوق, والقيام بالواجبات, ونبذ الشقاق والفتن والفرقة والاختلاف.. لقد حثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي إتقان العمل, فقال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه, ومعني ذلك أن إتقان العمل سبيل رضوان الله وحبه, وأنه أساس استقامة الحياة, وعلو شأن الأمم, فهو الذي ينفع الناس, ويقيم البناء القوي الشامخ, والمجتمع الصالح الظافر, وهو دليل علي الحرص علي أداء الواجب كاملا في العمل, واستنفاد الجهد في إبلاغه تمام الإحسان, كما أنه برهان واضح علي اخلاص المرء لشغله, وعنايته بإجادته, وعدم استهانته بما كلف به, وعدم تفريطه في حقوق وطنه. ان اهتمام الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بإتقان العمل يؤكد أنه مسلك قويم لكل إصلاح, وضمان قوي لكل تقدم, وثروة نفيسة عريضة من الشرف والإخلاص, ترفض كل ضروب الإساءة والإضرار بالوطن, وتسعي الي صيانة الحياة, وإسعاد الأحياء. إن الاتقان دعوة الي العمل الصالح, وتوجيه كريم كله فضل ونبل وطهر, ينشد الكمال الأسمي, والمنهج الأعلي, فمن الواجب علي كل عامل أو موظف أو مكلف بأي مسئولية أن يجود عمله, ويبذل كل جهده لإحسانه وإحكامه, ولا ينسي أن الله يراقبه في عمله, ويراه في مصنعه, أو في مزرعته أو في أي مجال من مجالات سعيه, فهو سبحانه كتب الإحسان علي كل شيء, وسوف يري العمل ورسوله والمؤمنون, حيث يقول عز وجل: وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. إن وطننا الحبيب يطالب الجميع بالاتقان, والنأي عن كل دواعي التفريط والتقصير والإهمال, ويود من كل عامل في مصر أن يزكي قلبه بالإخلاص, وينقي فؤاده بالإحسان, ويتحري الصدق في كل شيء, ويتمسك بالعمل الصالح المتقن, وثوابه الجزيل الذي ينادي كل العاملين: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا, يا أبناء مصر عليكم بالعمل وإتقانه وتحسينه, فهو الأمل والتقدم والرخاء. د. حامد محمد شعبان كلية الآداب جامعة الفيوم