عناق بين راعى الكنيسة واحد شيوخ المنطقة تعبيراً عن وأد الفتنة كشف المجلس القومي لحقوق الانسان عن ملابسات احداث الخصوص التي اندلعت مؤخرا واسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين من المسلمين والمسيحيين، حيث اكد المجلس ان الأحداث تهدد بانتزاع بوادر الاستقرار، الذي يطمح له الشعب بعد ثورة 2011 وهوما يؤكد ضعف دولة القانون، والسيطرة الأمنية في الشارع المصري، وتكمن خطورة مثل هذه الحوادث في التخوف من سرعة انتشارها علي مساحات واسعة من الوطن .. جاء ذلك في تقرير بعثة تقصي الحقائق الذي رصده شريف عبد المنعم وخالد معروف وأسامة نشأت وكريم شلبي باحثي المجلس حول احداث الخصوص. اليوم الأول للأزمة كشفت بعثة تقصي الحقائق عن ان أحداث مدينة الخصوص بدأت يوم الجمعة 5 إبريل الماضي بإحدي الحواري الضيقة التي لا يتجاوز عرضها 4 أمتار، أمام منزل تمتلكه عائلة تدعي عائلة اسكندر- مسيحية الديانة- يقابله معهد ديني وبسبب رسمة علي جدار المعهد الديني، تعددت الروايات حول من قام برسمها فروي البعض أن من رسمها أحد أطفال عائلة اسكندر، والبعض الآخر نسب رسمها لأطفال مسلمين وكان الرسم عبارة عن صليب معقوف، ويحيطها أسماء ثلاثة أسماء (صالح وأحمد ومصطفي وبطة) بطلاء أحمر اللون . واضافت البعثة انه اثناء قيام عدد من أطفال المنطقة بمحو ما علي جدار المعهد الديني من رسومات، قام أحد أفراد عائلة اسكندر برشهم بالمياه من إحدي شرفات منزله- المكون من ثلاثة عشر طابقا- فنتج عن ذلك مشادة كلامية بين المتواجدين بالشارع من مارة وأحد أفراد عائلة اسكندر علي أثر المشادة الكلامية أخرج المتواجد بالشرفة سلاحه وأطلق عيارين ناريين بالهواء، تجمع علي أثره المزيد من المقيمين بالمنطقة. وذكر تقرير بعثة تقصي الحقائق انه مع ارتفاع المشادة الكلامية بين عائلة اسكندر المتواجدة بشرفة منزلهم، والمتواجدين من أهالي بالشارع، أطلق أحد أفراد عائلة اسكندر النار تجاه الأهالي بالشارع بشكل عشوائي، مما أصاب به المواطن محمد جريش بجرح قطعي دخول وخروج بالفخذ الأيمن. كما أصاب آخر، وأردي المواطن محمد محمود محمد- 18 عاما- قتيلاً نتيجة دخول وخروج طلق ناري بالرقبة ,وتوجه المواطن محمد الجندي- خال المصاب الأول- إلي موقع الأحداث لاستبيان أسباب إصابة ابن شقيقته، وبمجرد وصوله لموقع الحدث استمر أفراد عائلة اسكندر في أطلاق الأعيرة النارية علي كل من يقترب من منزلهم، مما ترتب عليه إصابة محمد الجندي بجرح قطعي باليد. اشتعال الأحداث التقرير اشار الي انه علي أثر إطلاق أفراد عائلة اسكندر للأعيرة النارية علي أهالي المنطقة المتواجدين أمام منزلهم، قام شيخ زاوية "نور الهدي" بالنداء من خلال مكبر الصوت الخاص بالزاوية، وكان نداؤه خلال مكبر صوت الزاوية للمسلمين بعبارات (حي علي الجهاد، المسيحيين بيقتلوا المسلمين) ,وطلب في نداء من المسلمين التوجه إلي منزل عائلة اسكندر لحماية المسلمين. وذكر التقرير انه بعد هذا النداء الذي اطلقه شيخ الزاوية ازدادت أعداد المتواجدين أمام منزل عائلة اسكندر، ومع استمرار عائلة اسكندر في إطلاق الأعيرة النارية من شرفات منزلهم وسرعان ما حضر عدد من حاملي الأسلحة الآلية لنجدة عائلة اسكندر، وتمكنوا من إرهاب المتواجدين أمام منزل اسكندر، وإبعادهم عن محيط المنزل، واصطحبوا عائلة اسكندر إلي أن غادرت عائلة اسكندر بالكامل دون إلحاق أي إصابات بأفرادها وبمجرد أن غادر أفراد عائلة اسكندر منزلهم، قام عدد من المتواجدين أمام المنزل باقتحامه وسرقة محتوياته وإشعال النيران به، وبالمخازن المتواجدة أسفل المنزل، وما بها من بلاستك، وطالت النيران سيارة متواجدة بجراج المنزل، وتزامن مع ذلك توجه المسيحيين من أبناء المنطقة إلي كنيسة مارجرجس بالمدينة التي تبعد عن موقع الأحداث شارعين ولا تتجاوز المسافه 500 متر. الملثمون وكشفت بعثة تقصي الحقائق عن انه بعد ذلك اقتحم مدينة الخصوص أفراد ملثمون، حاملين للسلاح، علي سيارة نصف نقل ودراجات بخارية، وقاموا بالاعتداء علي كنيسة المعمدانية الإنجيلية الموجودة بالشارع الموازي لشارع الأحداث الأولي، وألقوا عليها زجاجات المولوتوف، ونتج عنها حرق ظاهري لواجهة الكنيسة، كما توجهوا إلي حضانة المحبة وصيدلية مرقص بالشوارع المحيطة بالأحداث، وأضرموا بهما النيران.فضلا عن حرق عدد من السيارات كما توجهوا إلي الشارع المؤدي إلي كنيسة مارجرجس، وأطلقوا أعيرة نارية من بعد علي المتجمهرين أمام الكنيسة، وقتلوا أربعة من المتواجدين أمامها، جميعهم مسيحيو الديانة. .واستوقف الملثمون عددا من افراد المواطن منهم هلال صابر هلال- مسيحي الديانة- وسكبوا عليه البنزين، وأشعلوا النيران فيه، وتوفي متأثراً بالحروق التي بلغت نسبة 80٪ .. وعلي اثر هذه الأحداث ازداد عدد المتجمهرين أمام الكنيسة علي مدار الأيام المتتالية ليوم الواقعة. اليوم الثاني وفي اليوم الثاني للأزمة حضر لمقر كنيسة مارجرجس وفد من الأزهر الشريف، ومختلف الأحزاب السياسية، علي التوالي، وشهد محيط الكنيسة أصوات أعيرة نارية مجهولة المصدر بعد مغادرة وفد الأزهر للكنيسة، ولم ينتج عنها إصابات، إلا أنها أدت لانتشار حالة من الفزع والرعب للمتواجدين أمام الكنيسة باختلاف دياناتهم وكان بصحبة راعي الكنيسة عدد من كبار المنطقة باختلاف دياناتهم. وكانت هناك حالات من العديد من الأشخاص لها دلالة علي ارتفاع الوعي لديهم، ونبذهم للفكر الطائفي وثقافة العنف. اليوم الثالث وعلي الرغم من خروج مسيرة يوم الأحد 7 أبريل جابت منطقة الخصوص تهتف " مسلم ومسيحي إيد واحدة الا انه في مساء اليوم توافد عدد من الأشخاص علي شارع الصفا محملين بزجاجات المولتوف، حوالي الساعة السادسة مساءً، قادمين من أمام كنيسة مار جرجس، ومناطق أخري، مثل منطقة "الزرايب" وعين شمس وعزبة النخل والمرج ونوره وقاموا بإحراق مقهي ومحمصة لمسلمين بناصية شارع الصفا - الذي يبعد 300 متر عن كنيسة مارجرجس - ومنعوا مواطنا -مسيحي الديانة - مقيم بمواجهة المقهي من إطفاء الحرائق. وتجمع عدد من المسلمين داخل مسجد صلاح الدين الكائن بشارع الصف علي بعد 100 متر من ناصية الشارع حيث الحريق. وقاموا بتجميع عدد من زجاجات المولوتوف. وكانت الاشتباكات بين الطرفين من خلال تبادل التراشق بزجاجات المولوتوف علي بعد 100 متر من وجود القوات، إلا أنها لم تتدخل إلا بعد استمرار الاشتباكات بين هؤلاء الأشخاص وعدد من الأشخاص المتواجدين بمسجد صلاح الدين بذات الشارع حتي الساعة الثانية من صباح اليوم التالي إلي أن هجمت قوات الأمن علي المتواجدين بالمسجد وألقت القبض علي المتواجدين بداخله وبحوزتهم أسلحة نارية وزجاجات مولوتوف. وعلي الرغم من انتشار قوات الأمن بمحيط كنيسة مارجرجس بالخصوص، إلا أن انتشار هذه القوات ليس مؤهلا لمنع مرور المعتدين علي الكنيسة أو المسجد. انتشار شكلي. يقع عبء توزيع القوات علي القيادات. التي تحتاج لتغيير سريع لاحتواء الموقف من الجانب الأمني. المؤسسات الدينية كشف التقرير عن ان مؤسسة الأزهر بادرت بالتدخل في الموقف، بإيفاد بعثة إلي موقع الأحداث وإلي كنيسة مار جرجس بمدينة الخصوص، يرأسها مستشار شيخ الأزهر الدكتورمحمود عزب، والتقت القمص سوريال راعي كنيسة مار جرجس بالخصوص، واتفق الطرفان علي ضرورة توحيد خطاب التسامح من خلال المنابر، وضرورة توفير الأمن اللازم للكنيسة، وأن ترعي مؤسسة "بيت العائلة" التحقيقات في وقاع الاعتداء التي شهدتها الخصوص. ولم تخرج المبادرة عن إطار اللقاء ولم تر تنفيذ أي من البنود التي وردت في اللقاء. ووصف التقرير مدينة الخصوص بانها مدينة تشهد انتشارا للأسلحة غير المرخصة بشكل كبير، بالإضافة لارتفاع نسبة الجريمة في هذه المنطقة، وبؤرة تجارية للمخدرات وارتكاز العصابات، منتقدا تراخي الامن عن ضبط الأسلحة المتواجدة بحوزة المواطنين. وكشف بعثة تقصي الحقائق عن انه خلال لقاء البعثة بمدير أمن القليوبية أكد أن قوات الأمن هي قوات نظامية لا يمكن أن يقبل باستدراجها من قبل الأهالي إلي الشوارع الجانبية الضيقة، نظراً لانتشار السلاح بهذه المنطقة مما يمكن الأهالي من القضاء علي قوات الأمن المتواجدة علي الأرض بسهولة وسرعة، مما يفيد عدم استعداد القوات لمواجهة الجرائم والعنف داخل مثل هذه المناطق. وذكر التقرير ان ما يثير الرعب في مثل هذا التصريح، هوعدم قدرة وزارة الداخلية علي فرض الأمن وسيادة القانون بالمناطق العشوائية، مما يشير إلي إمكانية تحول هذه المناطق مأوي للمجرمين والعصابات وهذا الأمر يستوجب التحقيق فيه من قبل المسئولين للوقوف علي إمكانية وزارة الداخلية في تنفيذ دورها علي مختلف أنحاء الجمهورية. واتهم التقرير وزارة الداخلية بالتخاذل عن أداء دورها تجاه بداية الأحداث، حيث كانت واقعة استخدام السلاح من قبل عائلة اسكندر تستدعي وتلزم مسئولي وزارة الداخلية بالتدخل لفض الاشتباك، وإلقاء القبض علي الخارجين علي القانون ,ولكن تمكنت عائلة اسكندر من استخدام السلاح وإطلاق الأعيرة النارية لمدد طويلة تجاوزت الساعة، علي فترات متقطعة، دون وجود للأمن، كما تمكن عدد من المسلحين من القدوم إلي منزل اسكندر، وأرهبوا المتواجدين من الأهالي واصطحبوا عائلة اسكندر إلي خارج الخصوص، ولم يعترضهم شرطي واحد، ولم يذكر أحد الشهود أنه التقي مسئول أمن واحد في أرض الأحداث. وتوافد ملثمين علي أرض الخصوص وقتلوا خمسة أشخاص واعتدوا علي ممتلكات خاصة، وأشعلوا النيران في واجهة كنيسة إنجيلية دون اعتراضهم من قبل أي من قوات الأمن.