چون بوند متوقع ان يخلف نانسى بيلوسى فى رئاسة مجلس النواب وجه الناخبون الأمريكيون صفعة للديمقراطيين وللرئيس الأمريكي باراك أوباما في إنتخابات التجديد النصفي التي تنتهي خلال ساعات حيث منحوا الجمهوريين فوزا تاريخيا انتزعوا خلاله الأغلبية في مجلس النواب فضلا عن فوز مرشحيهم في "معاقل ديمقراطية" في انتخابات مجلس الشيوخ. وتنذر النتائج التي أرجعها محللون الي الاقتصاد الذي يواجه صعوبة في الانتعاش ومعدل البطالة المرتفع، بعرقلة برنامج أوباما الإصلاحي، كما تهدد فرصه في الترشح لولاية رئاسية ثانية عام 2012. وشملت الانتخابات 435 مقعدا في مجلس النواب و37 مقعدا في مجلس الشيوخ من اصل مائة و37 حاكما للولايات من اصل خمسين. من جهته أقر الرئيس الامريكي باراك أوباما بتحمله مسئولية خسارة الديمقراطيين للأغلبية التي كانوا يحظون بها داخل مجلس النواب داعياً الجمهوريين الي التعاون مع إدارته من أجل التوصل الي حل لكافة القضايا الجوهرية والتي يختلف كلا الحزبين حولها. واعترف أوباما في أول تعليق له علي نتائج الانتخابات بصعوبة التوصل الي »أرضية مشتركة« بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي الا انه أكد ان الامريكيين لا يتطلعون الي تفاقم الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال العامين المقبلين من فترته الرئاسية الأولي. وشدد أوباما خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أمس علي ان نتائج انتخابات التجديد النصفي تؤكد ان الناخبين غير راضين عن طريقة عمل إدارته خلال العامين الماضيين ولكنه استبعد إجراء أي تغيير محتمل في سياسات إدارته خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، خلال الفترة المقبلة. وقال ان نتيجة انتخابات الكونجرس تشير الي ان الامريكيين يشعرون باحباط بشأن وتيرة تعافي الاقتصاد. من جهة أخري أطلق مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسة جديدة مثيرة للجدل متعهدا بشراء سندات حكومية اضافية بقيمة 006 مليار دولار بحلول منتصف العام القادم في محاولة لتنشيط الاقتصاد الامريكي الراكد. وقال البنك المركزي الامريكي انه سيشتري ما قيمته حوالي 57 مليار دولار شهريا من سندات الخزانة الطويلة الاجل. ووفقا للأرقام الأولية فقد انتزع الجمهوريون 60 مقعدا علي الاقل في مجلس النواب، اي اكثر بكثير من 39 مقعدا كانوا يحتاجون اليها لضمان الأغلبية في المجلس. حيث فاز مرشحوهم بعدد 225 مقعدا في المجلس مقابل 150 للديمقراطيين، بينما بقي 60 مقعدا يتوقع ان تحسم خلال ساعات لكنها لن تؤثر علي ميزان القوي الذي أفرزه الاقتراع. وفي مجلس الشيوخ، كان يفترض ان يحصل الجمهوريون علي عشرة مقاعد اضافية لانتزاع الاغلبية لكنهم اخفقوا بسبب "انتصارات كبيرة" حققها الديمقراطيون في فرجينيا الغربية وكاليفورنيا. كما تمكن زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته هاري ريد من الاحتفاظ بمقعده في نيفادا في مؤشر قوي علي احتفاظ الحزب بتوازنه في المجلس. ولن تضم التركيبة الجديدة لمجلس الشيوخ اي نائب اسود. وانعكس السباق المحموم علي انتخابات حكام الولايات، حيث انتزع الجمهوريون عشرة ولايات من الديمقراطيين هي بنسلفانيا وأوهايو وميتشيجان وويسكونسن وايوا وتينيسي وكانساس واوكلاهوما ونيومكسيكو وويومينج. في المقابل فاز الديمقراطيون في ولايات كاليفورنيا وهاواي ونيويورك وماساتشوستس وماريلاند ونيوهامبشاير وأركانسو وكولورادو. وفي أغلب الولايات ستعيد المجالس التشريعية رسم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب في واشنطن وهو تعديل للحدود يتم كل عشر سنوات ينتهي لصالح الحزب الذي يسيطر علي مجلس النواب في كل ولاية. وتساعد المكاسب الكبيرة التي يحصل عليها الحزب الجمهوري علي مستوي الولايات في تعزيز موقفه في مجلس النواب في واشنطن العاصمة. ويعد الجمهوريون بالغاء الاصلاحات الواسعة التي ادخلها اوباما علي النظام الصحي، كما يعدون بخفض الميزانية والضرائب وهي الإجراءات التي يزعمون انها ستخفض العجز وتحفز النمو الاقتصادي. ودعا السناتور الجمهوري المخضرم ومرشح الرئاسة السابق جون ماكين من جهته أوباما الي القاء نظرة جديدة علي سياسة الحرب في أفغانستان.