د. الشوادفى منصور شريف ما إن فرغت من صلاة جمعة الاسبوع الماضي باحد المساجد العامرة بمدينة شبين الكوم و القريب من مقر اقامتي .... فوجئت بشكوي غريبة من كوكبة من المصلين المحترمين من السكان القاطنين بجوار كلية الزراعة العريقة جامعة المنوفية والتي تعتبراحدي العلامات البارزة في تاريخ محافظة المنوفية الحديث.... منذ كانت معهدا عاليا زراعيا والذي منح ثلاثي اضواء المسرح... جورج والضيف احمد وسميرغانم شهرتهم في ستينات القرن الماضي (انا الطالب عبد المعطي عبد الحق جاد الحق شرابي.... عضو البعثة التعليمية للمعهد العالي الزراعي بشبين الكوم.... ووالدته في البرنامج الاذاعي الشهير ابناؤنا بالخارج) . وتبوأت الكلية منذ 1969 مركزا محليا وعالميا مرموقا من خلال انشطتها وانجازات علمائها الابرز في مجالات العلوم الزراعية الحديثة خلال نصف القرن الماضي.. وكانت فحوي شكوي المصلين ان كلية الزراعة سوف تقوم علي انشاء محطة لتوزيع وقود الجازولين والبنزين وتغيير الزيوت وغسيل السيارات بأرقي أحياء شبين الكوم السكنية والمكتظة بالمنشآت الحكومية والجامعية والخاصة مثل كليتي التربية والاقتصاد المنزلي و مجمع المدن الجامعية للطلاب واستاد الجامعة واحدث صالة مغطاة والحمام الاوليمبي للسباحة والغطس والادارة العامة لرعاية الشباب، ناهيك عن مسشفي الطلبة الذي يستقبل الآف الطلاب من ابناء الجامعة التي تضم 07 الف طالب. . والكارثة ان المحطة تقرر لها مكان رائع في شارع داخل حرم الكلية سعته 6 أمتار فقط يفصل بين مزرعة الكلية للفاكهة ومزرعة الانتاج الحيواني ومزرعة الخضر والصوب الزجاجية والبلاستيكية ومركز الخدمة العامة (مركز تنمية الصادرات البستانية المغتصب) وكافة المنشآت سالفة الذكرعلي مساحة الف متر من ارقي واجود الاراضي واغلاها ثمنا (25 الف جنيه للمتر الواحد) ... وبما انني احد ابناء واساتذة هذه الكلية العريقة وعلي علم بكل مايعن بها فلم اصدق الخبر.... وعلي الفور اتصلت باخي وصديقي عميد الكلية لاتيقن حقيقة الامر..... فدعاني لفنجان شاي بمكتبه دون نفي لما أثاره المصلين.... فساورني الشك... ان في الامر شيئا. . وخلال لقاء عاصف مع عميد الكلية ووكلائها... واساتذة الكلية وشكواهم المريرة من الافكار الشيطانية لبعض المسئولين في ادارة جامعة المنوفية الذين لايحملون ودا لادارة الكلية ويؤسسون للقضاء علي ما تبقي من مزرعة بحوث الكلية بالمدينة والتي تمثل متنفسا ورئة خضراء للمنطقة... تفتق ذهن احد المسئولين بالجامعة... حلا لمشكلة نقص السولار لاتوبيسات وميني باصات الجامعة والتي تنقل اساتذة الجامعة من مقارهم بالقاهرة والاسكندرية والمنصورة وطنطا والسادات الي مدينة شبين الكوم يوميا... قام علي الاتصال بالجمعية التعاونية للبترول لانشاء محطة وقود بتكلفة مليون جنيه.... علي ارض مزرعة الكلية. . في الحقيقة لم اصدق الامر..... الي ان قدم لي عميد الكلية موافقة السيد رئيس الجامعة.... بالتوجه للجنة المنشآت بالجامعة... لاتخاذ الاجراءات...... كارثة بكل المعايير. ورسالتي للاخ العزيز رئيس الجامعة المحترم ان يبادر بوقف هذه المهزلة..... فليس من اجل حفنة من الاتوبيسات والميني باصات تعد علي اصابع اليدين جدواها كانت وستظل مثار جدل علي مسيرة الجامعة ..... ترتكب مثل هذه الجريمة في حق الاجيال . .... اما بخصوص حل مشكلة السولار والبنزين فيمكن للجامعة التعاقد مع القوات المسلحة (محطات وطنية) لتوفير الكميات اللازمة لمركبات الجامعة عامة ........ كما فعلت مع الجهاز المركزي للمحاسبات بالقاهرة..... يمكننا تقديم يد العون لادارة الجامعة في هذا الشأن اذا لزم الامر ..... حفاظا علي اراضي وممتلكات اعرق كليات الزراعة في مصر.... والبيئة المجاورة .... ألا قد بلغت اللهم فاشهد.