شهدت بورسعيد امس أسوأ يوم من أيام العصيان المدني والذي دخل يومه الخامس عشر فقد اشتعلت الاحداث بعد قيام وزارة الداخلية بترحيل المتهمين في قضية استاد بورسعيد من سجن المدينة إلي خارجها وتحول ميدان الشهداء الذي يضم مباني المحكمه وديوان عام المحافظة ومديرية الأمن إلي ساحة حرب شوارع وغطته سحب الدخان الكثيف من القنابل المسيلة للدموعة والتي أمتدت بفعل الرياح إلي مسافات بعيده وقد أصيب حتي ظهر امس في هذه الأحداث 85 شخصا بأختناقات وتم نقلهم للمستشفيات انفجرت شرارة الأحداث في الصباح الباكر بعد انتشار خبر ترحيل المتهمين في قضية مباراة الأهلي والمصري من سجن بورسعيد حيث دخلت عدة سيارات عند الفجر تابعة لقطاع السجون مع ساعات الفجر إلي منطقة السجن في اطار ظاهري من التحركات العادية لهذه السيارات في الدخول والخروج ولكنها قامت بنقل 39 متهما من المحبوسين علي ذمة قضية استاد بورسعيد وكان القرار مفاجئا تماما لقيادات القوات المسلحة المكلفة بتأمين بورسعيد وقيادات مديرية الأمن نفسها حيث أكد اللواء عادل الغضبان قائد قوات الحماية المكلفة من القوات المسلحة بتأمين بورسعيد انه تم اخطاره بإتمام ترحيل المتهمين من سجن بورسعيد دون أي أخطار مسبق أو التنسيق مع القوات المسلحة بهذا الشان ونفس الامر أكده ضباط مديرية الأمن وأبدوا أستيائهم البالغ من قرار وزير الداخلية بهذا الشان والذي جعلهم في موقف الذي أُخذ علي غره امام محاولات الجماهير الغاضبة لأقتحام مبني مديرية الأمن وقد شوهدت قوات المسلحة المسئولة عن تأمين أقسام الشرطة والوحدات التابعه لها بالانسحاب امام الأقسام والتمركز أمام المنشآت الحيوية الهامة وسجن بورسعيد وقد أسفرت المحاولات الصباحية لأقتحام مديرية الأمن عن أشتعال الحريق في احدي سيارات الشرطة وتهشم 6 سيارات أخري كما أصيب 6 من جنود الشرطه باختناقات وجروح من تبادل أطلاق الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع وألقت القوات المسلحه القبض علي امين شرطة كان يقوم بإطلاق النار في ميدان الشهداء وأستمرت المحاولات واقتحام مديرية الامن في حملات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة وامتلأ الميدان عن اخره بسحب الدخان وانتشر بفعل الرياح لمسافات بعيد اشتكي منها السكان في المباني المجاورة للميدان وقد نحجت محاولات المتظاهرين في أقتحام مبني محكمة بورسعيد وقاموا بإتلاف محتويات مكاتب المبني ولم يعرف حتي الان الأضرار التي لحقت بملفات القضايا في المحكمه والنيابه وقد خرج القضاة واعضاء النيابة بأعجوبه من وسط جماعات المقتحمين الغاضبه وساعدهم علي ذلك عدم معرفة المقتحمين لشخصيات القضاه و اعضاء النيابة بصفه شخصية وقررالمستشار أمير ابو العز المحامي العام لنيابات بورسعيد أستئناف العمل في نيابة بورسعيد من مقر نيابة دمياط حتي تستقر الاوضاع وحتي ظهر أمس بلغت جملة المصابين في الأشتباكات الدائره 189 مصابا من بينهم 15 من أفراد القوات المسلحه والشرطة جميعهم مصابين بأختناقات وهناك 7 آخرون مصابون بجروح بينهم 3 من جنود الشرطة اثنان بطلقات خرطوش والثالث بطلق ناري في الذراع. وامام التطورات الخطيرة وتصاعد الأشتباكات في بورسعيد وصل إلي المدينه ظهر امس اللواء احمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني لمتابعة الموقف عن قرب والتقي باللواء احمد عبد الله محافظ بورسعيد وذلك لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين المنشآت الحيوية ومحاولة السيطرة علي الأوضاع المتفجرة بالمدينة وسط حالة أستياء من قيادات المحافظة والقوات المسلحة لعدم التنسيق من وزارة الداخلية بشأن قرار ترحيل المتهمين من سجن المدينة وقد خلت جميع دواوين مبني المحافظة من الموظفين بسبب الأحداث الجارية كما فشلت تماما مبادرة إعادة الدراسة لمدارس المحافظة وأحجم أولياء الأمور عن ارسال اولادهم خاصة بعد اشتعال الموقف في المدينة في ساعة مبكرة من صباح أمس.