في تصعيد يوجه الأوضاع نحو التعقد، أحبط الجيش المالي ثاني عملية انتحارية كانت علي ما يبدو تستهدف القاعدة العسكرية الفرنسية في مطار بلدة "جاو" شمالا التي استعيدت من سيطرة المتمردين التابعين لتنظيم القاعدة الشهر الماضي. وأوضح مصدر عسكري ان قوات الجيش أطلقت الرصاص بإتجاه مشتبه به كان يقود دراجة نارية مما أدي لإنفجار شحنة ناسفة كان يرتديها وذلك قرب نقطة تفتيش عند المدخل الشمالي للبلدة. وأعلن مصدر عسكري فرنسي ان الانفجار وقع علي بعد "عشرة كيلومترات من المدينة" في مطار البلدة حيث يتمركز جنود فرنسيون. جاء هذا وسط إجراءات أمنية مشددة اعتقل خلالها شخصان في أعقاب الهجوم الانتحاري الأول في تاريخ مالي، الذي وقع الجمعة وأدي الي إصابة جندي مالي عند المدخل الشمالي ل"جاو". وتبنت الهجوم جماعة "التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"، احدي المجموعات المسلحة التي كانت تحتل شمال مالي منذ أشهر وكانت أعلنت في وقت سابق انها تعتبر المنطقة "منطقة نزاع جديدة" متوعدة بمهاجمة قوافل وزرع ألغام وتدريب انتحاريين لإستهداف الجيش المالي المتعاون مع فرنسا. وقال مراقبون ان الجماعات المسلحة اختارت اللجوء الي تلك الطرق، بدلا من مواجهة الجنود الفرنسيين. وعثر علي الغام علي الطرق المحيطة بالمدينة، في الوقت نفسه عثر علي مقبرة جماعية تضم جثثا لعدد من القتلي بينهم ثلاثة تجار عرب اعتقلهم الجيش المالي مؤخرا، قرب تمبكتو شمال مالي . وكانت منظمات حقوقية اتهمت الجيش المالي بتنفيذ عمليات اعدام تعسفية انتقامية بحق عدد من الطوارق والعرب. وفي العاصمة المالية باماكو عاد الهدوء بعد هجوم شنه جنود موالون للرئيس السابق "أمادو توماني توري" الذي اطاح به انقلاب في مارس من العام الماضي وكانوا يحتجون علي امر بنقلهم الي وحدات اخري سترسل الي الحدود. ووسط تعقد الوضع الأمني، "نددت" حركة "تحرير ازواد الاسلامية" المنشقة عن "الحركة الوطنية لتحرير ازواد" (التابعة للطوارق الإنفصاليين) بمذكرات اعتقال بحق اثنين من قيادييها بتهمة "الارهاب" و"التمرد" لكنها جددت استعدادها للتفاوض من اجل "حل سياسي". واكدت الحركتان انهما تسيطران علي مدينة "كيدال" شمال شرق باماكو حيث ينتشر ايضا جنود فرنسيون وتشاديون. وفي فرنسا، أفاد مصدر قضائي فرنسي ان تهما وجهت الي اربعة اشخاص في باريس في اطار تحقيق حول شبكة لارسال جهاديين الي مالي.